العدد 1060 - الأحد 31 يوليو 2005م الموافق 24 جمادى الآخرة 1426هـ

الشباب الضحية... والقدرة على التغيير

يوسف البنخليل comments [at] alwasatnews.com

العام الماضي تحدثت كثيرا عن واقع الشباب البحريني بعد انعقاد المؤتمر الشبابي الأول لملتقى الشباب والذي حمل شعار "حوار المقاهي: الحوار الديمقراطي". حينها عندما استمعت إلى آراء الشباب في ذلك المؤتمر، لم أكن متأكدا بأن الآراء التي استمعت إليها هي آراء شبابية خالصة، ولكن بقراءة متأنية اتضح لي أنها آراء التيارات والجمعيات السياسية جاءت بلسان شبابي.

وخلال الأسبوع الماضي أتيحت لي الفرصة مجددا للاستماع إلى آراء الشباب مجددا بشأن عدد من القضايا السياسية، وكانت النتيجة عدم وجود تغيير في الآراء، ولكن هناك ظاهرة جديدة، وهي بروز فئة حائرة من الشباب غير قادرة على اتخاذ مواقفها السياسية، وما يميزها أنها ترفض كل الأطروحات السياسية المفروضة عليها، والتي تبنتها بعض التنظيمات والمجموعات الشبابية عبر وسائل التلقين المختلفة. وفي ضوء هذا الرفض، فإنها تسعى إلى تشكيل مواقف سياسية خاصة بها، نابعة من قناعاتها الشخصية حتى تتمكن من الدفاع عنها في مواقع الاختبار بعيدا عن قراءة أدبيات التنظيمات السياسية للبحث عن الحجج التي يمكن من خلالها الدفاع عن مواقفها التي تتبناها بعض الفئات الشبابية.

أبرز مثال للتدليل على هذه الظاهرة ما حدث في المؤتمر الأخير، فعندما طرح مدير المناظرة سؤاله للاطلاع على آراء الجمهور الشبابي بشأن موقفه من الفريق المؤيد للمشاركة في الانتخابات، والفريق الآخر المعارض للمشاركة، وقف نصف الحضور تقريبا يؤيد مسألة مقاطعة الانتخابات، وهي نتيجة باعتقادي ليست مهمة، ولكن الأهم منها أن النصف الآخر من الشباب لم يكن يؤيد المشاركة في الانتخابات، ولكنه كان يؤيد موقف الحياد، وهو ما له دلالتان:

الدلالة الأولى: أن هذه الفئة من الشباب ترفض أطروحات التنظيمات السياسية المقاطعة للانتخابات، وترى فيها دورا سلبيا داخل المجتمع، وخصوصا أن خطابها السياسي واحد لم يتغير، ولم تغيره بدائل من خارج البرلمان.

الدلالة الثانية: أن هذه الفئة تمر بمرحلة مهمة من التفكير لاتخاذ مواقف سياسية معقولة، ومقنعة بالنسبة إليها، وهذا ما ستكشف عنه الفترة المقبلة.

ما يهمنا في النهاية هو ضرورة الاستفادة من هذه الفئة الجديدة من الشباب التي تسعى لأن يكون لها دور إيجابي في المجتمع نابع من قناعاتها الذاتية، وليس مفروضا عليها، كما هو الحال بالنسبة إلى الشباب المؤيد للجمعيات السياسية المقاطعة للعملية الانتخابية

العدد 1060 - الأحد 31 يوليو 2005م الموافق 24 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً