العدد 1060 - الأحد 31 يوليو 2005م الموافق 24 جمادى الآخرة 1426هـ

السعيدي الوحدوي الأوحد

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

النائب جاسم السعيدي أصدر أمس بيانا، من بياناته "الوحدوية المعتادة"، التي يرص بها الصفوف، ويجمع بها القلوب، ويوحد بها الكلمة، ولا يخشى في تحقيق ذلك الهدف النبيل لومة لائم.

البيان الذي أصدره السعيدي هذه المرة، ينتقد فيه الخطوة التي قام بها بعض العلماء، وهي إيقاف صلاة الجمعة احتجاجا على قانون الجمعيات، وقال الرجل الوحدوي فيما قال "الصورة التي نشرت في بعض الصحف لم تكن لمسجد من مساجد أهل السنة والجماعة، وإنما لمسجد آخر من المساجد التي يعطل أربابها مساجدهم متى شاءوا ويقيمون صلاة الجمعة متى شاءوا والله المستعان".

لا يمكن مصادرة رأي الشيخ "الوحدوي" جاسم السعيدي، في خطوة لا يراها مناسبة، فهذا حقه، وليس لي أو لغيري مصادرة رأيه في ذلك، إلا أن طريقة التعبير عن الرأي يمكن مناقشتها، ويمكن الاعتراض عليها، وطريقة الشيخ السعيدي في الاعتراض على خطوة بعض العلماء في إيقاف صلاة الجمعة، طريقة آن الأوان لشيخنا أن يغيرها ويستبدلها بطريقة أكثر لياقة،، وأكثر جمعا للكلمة، وتقريبا للقلوب.

عندما يقول "تلك الصورة لم تكن لمسجد من أهل السنة والجماعة، وإنما لمسجد آخر"...". فماذا يرمي بـ "الآخر" أليس الجميع مسلمين؟ سواء كانوا من أهل السنة والجماعة أو من "الآخر" الذي يعزف عليه شيخنا ألحانه "الوحدوية" دائما! ثم إن هذا التعبير لو صدر من غيره وكان مقلوبا، فهل سيمرره الشيخ مرور الكرام، أم سيقلب الدنيا، ولن يقعدها؟ ثم ألم يحن الوقت لنعتبر أن ليس بيننا "آخر"؟ لماذا هذا الإصرار على أن هناك طرفا وهناك آخر.

ثم يستمر الشيخ السعيدي أسعده الله في تراتيله "الوحدوية" وفور انتهائه من "الآخر" يقول "وإنما لمسجد آخر من المساجد التي يعطل أربابها مساجدهم متى شاءوا، ويقيمون صلاة الجمعة متى شاءوا" ماذا يقصد بـ "التعطيل"؟ وبـ "متى شاءوا"؟ ألهذا الحد، يعتقد شيخنا أن هذا "الآخر" مزاجي في تعطيل أحكام الله، حتى ساق ما يريد قوله في سياق يوحي بـ "الاستهتار" بالصلاة، وبالدين، وكأن "الآخر" هذا من ملة أخرى، ومن دين آخر "ومن يبتغى غير الإسلام دينا فلن يقبل منه"!

ألم يخطر على بال الشيخ السعيدي أن المساجد التي اعتبرها لـ "الآخر" هي مساجد يصلي فيها عشرات الآلاف من مسلمي هذا البلد، ألم يخطر على بال الشيخ السعيدي أن هذه الكلمات التي أفرغها في بيانه، قد تتحول إلى لكمات، تجرح مشاعر أولئك الذين يقيمون صلواتهم في تلك المساجد التي نسبها لـ "الآخر"؟ ثم إنه ألم يجد، تعبيرا آخر يعبر عن وجهة نظره في الخطوة التي خطاها أولئك المصلون، حتى يصفهم بـ "الآخر" ويتهمهم بتعطيل الصلاة متى شاءوا؟ والله المستعان

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 1060 - الأحد 31 يوليو 2005م الموافق 24 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً