العدد 1070 - الأربعاء 10 أغسطس 2005م الموافق 05 رجب 1426هـ

بلير أمام الرأي العام

هنادي منصور comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

قبل أيام قليلة أعلنت السعودية نقلا عن سفيرها السابق في لندن الأمير تركي الفيصل أن بلاده أخطرت المخابرات البريطانية من احتمال تعرضها لاعتداءات قبل أسابيع من وقوع تفجيرات السابع من يوليو/تموز الماضي، لكن المخابرات وأجهزة الشرطة البريطانية سرعان ما نفت صحة الرواية، واستتبع تنبؤ السعودية تقرير سري آخر للمخابرات الفرنسية كشف النقاب عن وجود مخاطر تهدد أمن بريطانيا بهجمات عبر الجالية الباكستانية، يضاف إلى التحذيرات السابقة إنذار آخر كشفته أجهزة المخابرات الإسرائيلية "الموساد" يحذر لندن من هجمات في الثوينات الأخيرة قبل وقوعها.

الروايات الثلاث أجهضت من قبل الأجهزة المعنية في الحكومة البريطانية وفندت سيناريو معرفتها وعلمها المسبق بالهجمات قبيل اندلاعها. التفنيد من جانب بريطانيا نقطة تصب في صالحها تجنبا من مغبة الوقوع في شباك الحقيقة أمام الرأي العام ودعواته الملحة لإجراء تحقيق - بشأن ضعف أجهزة المخابرات من ردع تلك الاعتداءات وأسباب تأخرهم في أخذ الاحتياطات اللازمة - على غرار التحقيق الذي أعدته لجنة خاصة في هجمات سبتمبر التي وقعت في العام 2001 في برجي التجارة العالمي. دعوات إجراء التحقيق تضع مصير الحكومة البريطانية برئاسة طوني بلير على المحك، الأولى تدعوه لمعرفة أسباب تعريض البلاد للخطر بسبب مشاركة لندن في الحرب على العراق ومن جهة أخرى أسباب ضعف أجهزة المخابرات في كبح جماح الاعتداءات التي انطلقت من عقر ديارها خصوصا من أفراد هم أصلا من مواليد بريطانيا الأمر الذي أثار الحكومة وأخذت تدق ناقوس الخطر لتعلن سلسلة إجراءات وخطة تتماشى مع الإجراءات التعسفية التي اعتبرها النشطاء الحقوقيون بأنها تساعده في عزلة المسلمين وتأجيج الصراعات العرقية بين البريطانيين.

إن صحت روايات الدول الثلاث إلى أين يتجه مصير الحكومة من جهة ومصير الرأي العام البريطاني من جهة أخرى والذي يطالب بسرعة الكشف عن ملابسات الحوادث وحقيقة وقوعها إن كانت متوقعة مسبقا من دون اخذ الاحتياطات الأمنية اللازمة

العدد 1070 - الأربعاء 10 أغسطس 2005م الموافق 05 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً