العدد 1077 - الأربعاء 17 أغسطس 2005م الموافق 12 رجب 1426هـ

"الأزمات والعزمات"

عبدالله الميرزا abdulla.almeerza [at] alwasatnews.com

هذان المصطلحان ربما كانا الأبرز "بلاغة ووقعا" في خطاب السيدالغريفي لجلالة الملك الذي نشرته "الوسط" أمس. ولم يشأ الغريفي كعادته أن يسخر هذه اللقاءات - التي يترقب من ورائها ابناء المملكة الكثير - في إضفاء الجو المجاملاتي، وندرك أن كثيرين من محبي التملق لا يؤيدون هذا النوع الصادق من الخطاب، بل يعدونه اختراقا للعرف السائد في "أدب" الاستقبالات الرسمية. غير ان جلالة الملك أعطى رأيه الحاسم في أي نوع من الخطاب يحبذ "كما نوهنا أمس".

النقطة المهمة التي تستوقف كل قارئ للخطاب هي القدرة على اختزال حل عقدة الواقع السياسي والتداعيات المشهودة في مفردتي "الأزمات والعزمات". وفعلا، فقد اختلف ولايزال الكثيرون من رموز الحركة السياسية في المملكة على آليات الخروج من مآزق كثيرة نمر بها وتوشك ان ترجعنا إلى المربع الأول، وعلى رأسها المشكلة الدستورية ومسألة المشاركة في الانتخابات النيابية، أضف إلى ذلك جملة من الأمور التي ذكرت في الرسالة الموجهة لعاهل البلاد في الزيارة المذكورة. وفي كل مرة تتوقف جملة من الآراء عند السلاح الأقوى والمجرب في حسم أمور معقدة كتلك، وهو القرار الملكي.

راهن المئات بعد حوادث التسعينات على ان البحرين تسير الى طريق مسدود، بعد اتساع الفجوة والوصول إلى حال انعدام الثقة في الآخر، بيد ان جلالة الملك - وهو مثال استشهد به ولايزال الكثيرون - استطاع بعزمة من العقل "لا من الحديد" أن يعيد الأمور إلى نصابها، وان يغير مجرى التاريخ المعتم إلى مشروع تصالحي قبل أن يكون إصلاحيا.

إذا، ما أراد الغريفي إيصاله على ما يبدو هو: أن ليست كل المشكلات العالقة محتاجة إلى حلحلتها على الطاولات المستديرة، بل هناك متسع من الفسحة لأن تحسم قضايا مصيرية بحجم تلك التي تحدثنا عنها بقرار ملكي حازم وحاسم، فمثل هذه الأزمات التي أفرزتها حقبة من الزمن لا تستطيع ان تحلها مؤسسة رسمية أو جمعية سياسية أو رمز كاريزمي هنا أو هناك مهما طال الوقت إلا بإرادة ملكية. وهي دعوة أخوية صادقة نابعة من القلب لا تشوبها عصبية ولا مغالاة... موجهة إلى رجل استطاع بعزماته السابقة أن يدخلنا في هذه المساحة الكبيرة من الانفتاح بمشروعه التصالحي الإصلاحي، من أجل وطن مسالم

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"

العدد 1077 - الأربعاء 17 أغسطس 2005م الموافق 12 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً