العدد 1094 - السبت 03 سبتمبر 2005م الموافق 29 رجب 1426هـ

ماذا عن الأكراد الفيلية في موقع الأكراد الفيلية الانترنيتي...؟

فاروق حجي مصطفى comments [at] alwasatnews.com

كاتب سوري

"متى يتم رد الاعتبار الرسمي للاكراد الفيليين؟ متى يبدأ العمل بالتحري عن مكان مقابر الآلاف من شهدائنا؟ متى تبدأ المحاكمة العادلة لجلادينا الصداميين؟ متى يبدأ العمل بإعادة المواطنين العراقيين المهجرين إلى ديارهم؟ متى تعاد لنا اموالنا وممتلكاتنا المنهوبة منذ العام 1980؟ متى يبدأ العمل بتعويض مئات الآلاف من ضحايا جريمة التطهير العرقي "التهجير"؟متى يبدأ العمل بتغيير قانون الجنسية العراقي المتخلف؟ متى يتم الغاء نظام شهادة الجنسية الظالم والمتخلف وعبارة "التبعية" الطائفية؟" هذه الأسئلة يجدها زائر موقع الأنترنيتي لجماعة الكردية الفيلية العراقية في صفحة الموقع الأولى. هذه الاسئلة تضع الزائر في صورة اضطهاد الفيليين وفي ثنايا الاسئلة تبدو للزائر ايضا مدى الغبن الذي لحق بالكرد الفيلية وعندما يتصفح الزائر صفحات الموقع يجد مقالات الرأي والتحليل والوثائق والبيانات وغيرها من الموضوعات ولعل آهم موضوع يستقطب النظر هي ان نخبة من الكوادر السياسية والاكاديمية والشخصيات الاجتماعية والتجارية من الكرد الفيلية عقدت لقاءات عدة على مدى الشهور السابقة فيما بينها وتدارست هذه الفعاليات وضع الكرد الفيلية كأحد المكونات الرئيسية من الشعب الكردي والمجتمع العراقي، ووقفت النخبة على مدى الضعف الواضح والمؤسف في التحرك والتأثير السياسيين نتيجة لما عاناه هذا المكون من ظلم وتمييز وتطهير عرقي وترحيل وتعريب وابعاد قسري ومصادرة ممتلكات على يد الدولة العراقية منذ نشأتها.

وإذ ان هذا الضعف قد استمر بعد سقوط النظام الدكتاتوري ارتأت هذه النخبة ان تعمل جادة على تفعيل دور الكرد الفيلية من خلال تأسيس كيان سياسي باسم "الاتحاد الديمقراطي الكردي الفيلي" يستطيع النهوض بمهمات تمثيل الكرد الفيلية وتجميع حكمتهم والدفاع عن مصالحهم في مناطقهم، وسط وشرق وجنوب العراق واينما وجدوا. ولافت ان هذه النخبة إلى جملة من الاهداف الاساسية، من بينها:

أولا: العمل على انتزاع قرار رسمي من الدولة العراقية يدين الترحيل والتهجير القسري للكرد الفيلية إبان العقود الماضية. ويدين مصادرة ممتلكاتهم، وان يعتبر ضحاياهم شهداء الشعب العراقي ومحاكمة قاتليهم من عناصر اجهزة النظام المقبور وتعويض اسر الضحايا عما لحق بها من اضرار مادية ومعنوية ورد الاعتبار لهم وتثبيت حقهم في المواطنة العراقية والاعتراف بعراقيتهم الاصيلة.

ثانيا: العمل على الارتقاء مجددا بالمجتمع الكردي الفيلي اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا من خلال اعادة بناء مناطقهم في شرق العراق ووسطه وجنوبه وإعادة السكان المهجرين والمرحلين ما يوفر للمجتمع الكردي الفيلي في عموم العراق امكان المساهمة النشيطة في بناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الجديد وتعزيز دورهم في تثبيت ركائز السلم الاجتماعي والتنمية الشاملة والمستديمة في ارجاء الوطن ومحاربة الارهاب بكل اشكاله ومظاهره واحترام حقوق الانسان والانفتاح على حضارات وثقافات الشعوب الاخرى والامم كافة.

ثالثا: بذل الجهود الحثيثة لجمع شمل التنظيمات الكردية الفيلية على اساس الاخاء والتضامن لتحقيق الاهداف والتطلعات المشتركة بالاساليب الديمقراطية المتوافرة والعمل على منع تكرار الكوارث الإنسانية التي ألمت بهم جميعا لحد الان.

وطلبت اللجنة التحضيرية لهذا التجمع الكرد الفيلية داخل العراق وخارجه الالتفاف حول "الاتحاد الديمقراطي الكردي الفيلي"، وان يحظى بمساندتهم ودعمهم وثقتهم بصحة توجهاته وسلامة اهدافه وبرنامجه الذي هو في طور الاعداد والاغناء لحين استكماله لعرضه كمقترح للمصادقة عليه من قبل الاجتماع التأسيسي وطلب من القوى الكردستانية التضامن والدعم.

من دون شك تأتي هذه المحاولات بعد ان دخل شعار الاكراد الفيلية أن هويتهم الطائفية والقومية اصبح محل الدراسة لان ثمة اصابع الاكراد غير الفيلية تشار اليهم على أنهم يرفعون من شأن الطائفة على حساب قوميتهم وأصبح مسألة تفهم وضعهم عند حزبين "الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني" قاب قوسين أو أدنى في وقت التي تظهر على السطح امتعاض الكرد الفيلية من الوضع بشكل عام. الاكراد الفيلية هم أكثر الاكراد الذين تعذبوا في حياتهم أكثر من كل الاكراد في العراق والسبب يعود بالدرجة الاولى الى انهم اكراد من جهة ومن الجهة الثانية انهم شيعة وكانت أصابع النظام المقبور اتجهت اليهم واتهمهم النظام على انهم عملاء لايران خصوصا اثناء الحرب العراقية الايرانية ومع الحكم العراقي الحالي تشتت الاكراد هذه المرة ولم يعرفوا بالضبط اين مكان قدمهم ولذلك نراهم مرة يفضلون القومية على الطائفية ومرة الطائفية على القومية هذا الامر رأيناه في الانتخابات العراقية الاخيرة اذ الحركة الانتخابية الفيلية كانت محل التعجب لدى الكرد وللاسف لم يجد الكرد الفيلية التقدير حتى من الجانب الشيعة ايضا ولذلك رأينا انسحابهم بعد ان فات الزمن من القائمة الائتلاف وفي هذا الوقت لم يسعهم الزمن حتى يبنوا تحالفات انتخابية الجديدة ويشاركوا في الاصطفافات الانتخابية لذلك رمي في مكان يبعد عن المشاركة في العملية السياسية . ادرك الكرد الفيلية هذه المعادلة في المرحلة الاخيرة وأدرك الاكراد ايضا اخطاءهم في تعاطيهم مع الفيلية لذلك نرى اليوم استقطابات وتجذابات في اوساط الاكراد الفيلية لانهم حتى الآن مثلهم مثل بقية الاكراد الذين لا ينتمون الى السنة كالايزيدية والكاكائية حتى الشبك وغيرهم لديهم احساس بانهم "مضطهدون" و"مهمشون" على رغم من الاهتمام الكردي بهم خصوصا في هذه المرحلة الذين يرون بانه من السذاجة ان يتركوا الا صوات الاكراد تتوزع في القوائم المتنافسة، فحدث اصطفافات عدة في وسط الكرد الفيلي وربما هذا التجمع من نتاج تلك الاصطفافات!

إقرأ أيضا لـ "فاروق حجي مصطفى "

العدد 1094 - السبت 03 سبتمبر 2005م الموافق 29 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً