العدد 1106 - الخميس 15 سبتمبر 2005م الموافق 11 شعبان 1426هـ

زنا المحارم... ظاهرة خطيرة تحتاج إلى تحريك مياهها الراكدة

ومازلنا نحوطها بالسرية والعيب!

انتشرت في عالمنا العربي حديثاً ظاهرة قد تكون غريبة على تقاليدنا وعاداتنا وشريعتنا الإسلامية السمحة ألا وهي زنا المحارم... وللأسف الشديد، يجب علينا أن نعترف بوجود نسبة عالية من الأطفال في المجتمعات العربية تتعرض إلى إساءة المعاملة والاستغلال البشع والابتزاز العاطفي وأبشع من هذا وذاك التحرش الجنسي... وأن هناك أيضاً حالات من زنا المحارم موجودة فعلاً في مجتمعاتنا سواء اعترفنا بذلك أم أبينا... وقد يكون سبب ذلك هو بعض أولياء الأمور الذين يطلقون الحرية لأبنائهم وبناتهم لتصفح الإنترنت والفضائيات من غير رقيب ولا حسيب، فيجولون ويبحثون وينسخون ويحضرون ما لا يمكن أن نسمح لهم أن يزوره... والأدهى من ذلك أنهم يتابعون مؤسسات ومجموعات ومنظمات تنادي بزنا المحارم التي ترسل أحلى الصور وأكثرها إغراء وإثارة عن علاقات محارم مثلاً: «أب بابنته وأم بولدها وأخت بأخيها... إلى غير ذلك من الإغراءات»... فإذا المراهق أو المراهقة تابعا تلك الإغراءات بشهوتهما المتأججة... هل نستغرب ما ستئول إليه النتائج جراء ذلك؟!

ولا شك في أن الشهوة فطرة... وتلك الفطرة خلقت سليمة، نقية، صافية بأصلها فلا يمكن أن تتحرك فطرة على عكس ما جبلت عليه، إلا إذا توافر لها من الأمور والمقومات الشاذة لتغييرها! أية شهوة وأي تهييج وأية فطرة سوية نقية تلك التي تتحرك باتجاه أم أو أخت أو خالة أو عمة حتى لو كانت عارية؟!... أو انكشف شيء من عورتها خطأ أو جهلاً أو مرضاً.

ومن الواضح لنا أن هناك فئة خارجة عن تعاليم الإسلام تحاول في هذه الأيام وبشكل مكثف عبر وسائل الإعلام والإنترنت أن تفهمنا وتقنعنا بأن تلك المحارم (والعياذ بالله) أصبحت شيئاً عادياً وموجودة في مجتمعات المسلمين حتى يعودوننا على سماع مثل تلك الأمور والقصص ونشرها حتى تتبدل الأحاسيس وإطلاق النكات والضحكات والقهقهات حولها، في الوقت الذي تجد فيه بعض الضعفاء فتحوا بيوتهم لأنواع مختلفة من الرذيلة وانتهاك الأعراض في إقامة حفلات ماجنة، نعم إنهم يحاولون أن يشعرونا بأن هناك (موضة) جديدة عصرية اسمها (زنا المحارم) وطالما أنها موضة... فهي إذن مقبولة لأنها شعار للحضارة والتقدم والعولمة وإنه من الممكن جداً أن تتحرك شهوة رجل باتجاه أقرب محارمه... وحتى نكون موضوعيين، فإن هذه الظاهرة الخطيرة ليست مقتصرة على المجتمع البحريني، فإن هذه الظاهرة منتشرة في جميع الدول العربية... ومن المؤسف السكوت عنها ويحرم الحديث فيها عبر الصحافة ووسائل الإعلام، وتحاط بالسرية... لماذا لا نسلط الأضواء بحرية أكثر على مثل تلك الظواهر الخطيرة التي تهدد أجيالنا وشريعتنا الإسلامية؟!... هل تستطيع الأقلام الحرة لكتابنا وصحافيينا إثارة الأسئلة النائمة ومحاولة تحريك المياه الراكدة عبر إعلامنا العربي والخليجي؟!

مصطفى معتوق القصاب

العدد 1106 - الخميس 15 سبتمبر 2005م الموافق 11 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً