العدد 1108 - السبت 17 سبتمبر 2005م الموافق 13 شعبان 1426هـ

صحيفتي... تدللي تدللي

حسن الصحاف comments [at] alwasatnews.com

لأسباب خارجة عن الإرادة، وذلك بسبب دخولي المستشفى لوعكة صحية طارئة ألمت بي في يوم بلوغ طفلة البحرين "الوسط" السنة الرابعة في السابع من شهر سبتمبر/ أيلول، لم أتمكن من زفاف تباريكي وتمنياتي لها وللعاملين بها وللذين عملوا بها وهي التي لم تسأل عن سبب غيابي عنها لبعض من الوقت وهذا ليس من شأن الأطفال الابرياء حين تغيب عنهم، فهم دائمو السؤال وبإلحاح كبير عمن يغيب عنهم. الاطفال احباب الله وهم زهرة المجتمع وعبيره هي كذلك "الوسط". نتمنى ألا نفاجأ بأنها قد كبرت جدا قبل آوان الكبر والهرم وهي بذلك تفقد روح الصدق والمغامرة والابداع كما عند الأطفال. نتمنى وهي في سنتها الرابعة ألا تكون ممن يقلد "عجائز" الصحافة التي خفتت وماتت عندها تلك الروح المبدعة الخلاقة فهي تعيد وتجتر ذاتها وتؤمن بأن لا جديد تحت الشمس وتنسى السؤال عمن يغيب عنها طوعا أو جبرا. أصبح لي عمر من عمر "الوسط" وهو مليء جدا بالأخذ والرد والاستنكار والشجب مع طاقم "الوسط" من رئيس التحرير ومدير التحرير وبعض من محرريها الذين استخدموا مقصهم طولا وعرضا وحجتهم في ذلك ان الصفحات الطوال لا تقرأ. فعليه اما أن تقصر من طول كتاباتك أو نقصر ونفصل كما يحلو لنا، ويضيف بعضهم أني دائم التذمر مما يفعلون. وهذه حجة - الطول - لا اركن إليها أو أستكين حتى وإن استبدل المقص بسكين! حجتي في ذلك ان الأطفال أثبتوا دائما أنهم هم صناع المستقبل حتى وإن لم يسمع منهم الكبار أو يلتفت إلى كثرة صراخهم وطول سرد قضيتهم عادلة كانت أو غير ذلك، فما نراه الآن من تقدم هو من نتاج قريحة الأطفال، ففي الأدب يتحفنا الصغار والكبار ذوو القريحة الطفولية بعالمهم الجميل، وفي عالم السينما يتحفنا الصغار بفنونهم وبراءتهم المتناهية، وفي عالم الفن هناك المبدعون الصغار المتميزون إذ الكبار في مكانهم يراوحون يعيدون ما أنتجته قريحة الأقدمين، في عالم الرسالات والديانات هناك الأطفال الذين أبدعوا في تقديم الدين بشكل عصري. انظروا إلى المواقع على طرق الإنترنت السريعة فسيصيبكم العجب العجاب مما يطرحه الصغار من أسئلة وإجابات. لا أود أن أطيل سوى أني أتمنى أن تبقى صحيفة "الوسط" لصيقة وملازمة لعمرها الزمني ولعصرها الذهبي، عصر المعلومات وألا تسرع الخطى وتحرق المراحل الجميلة للبلوغ وسن المراهقة والكبر، وهي في طريقها إلى عالم الكهول و"الكبار" فإني أجزم بأنه مازال في الوقت متسع كبير لفعل ذلك. فقط تدللي تدللي تدللي يا "وسط" وبحكمة. لقد كنتم بكل ما تكبدناه معكم مبدعين حقا فشكرا لكم على ما تبذلون من جهد في سبيل رقي الإنسان، وشكرا لكم على استفزازكم عقلنا وعقول الآخرين. أرجو قبول هذه المفردات والباقة عرفانا لما تبذلون من جهد

العدد 1108 - السبت 17 سبتمبر 2005م الموافق 13 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً