العدد 1163 - الجمعة 11 نوفمبر 2005م الموافق 09 شوال 1426هـ

أين موقع المسلم من معادلة الحروب؟!

هنادي منصور comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تمر منطقة الوطن العربي والعالم أجمع بموجة من التغييرات سواء على الصعيد السياسي الدبلوماسي، أو على الصعيد العسكري، فالمراقب لأوضاع العالم يجد هناك موجة تغييرات شرسة، تعصف بمعظم مناطق الشرق الأوسط التي ذاقت ويلات وفزعة الإرهاب، فمن أقصى المغرب العربي إلى أقصى الشرق تتعرض تلك الدول للهجمات والاعتداءات، فيما يرجح أن تكون بقية الدول مدرجة على قائمة المحتمل تعرضها لنيران الهجمات الإرهابية. بوصلة الهجمات متعددة في مختلف الجهات، فمن جهة الشمال عند دول الشام ترى موجة الحروب اليومية المتتالية، فإلى فلسطين التي أصبحت قضيتها أزلية لا مفر من علاجها إلا يوم القيامة، أما سورية فأضحت قاب قوسين أو أدنى مهددة في أي وقت للتعرض إلى هجمة شرسة غربية ضد ما تزعمه تلك الدول أن دمشق تسمح بتسلل الإرهابيين التي هي واحدة من مجموعة ذرائع ألصقت بها، وأخيرا الأردن الذي استيقظ حديثا على وجع ضربة أفزعته ليشهد موجة تفجيرات أودت بحياة عشرات الضحايا. نتجه إلى القسم العلوي من الكرة الأرضية أو تلك التي تصنف بأنها الدول الغنية، هي الأخرى لم تنج من كيد الإرهابيين فمن إسبانيا وبريطانيا وأخيرا فرنسا على خلفية أعمال العنف وإن كانت أسباب اندلاعها مختلفة غير أن جميعها تصب في خانة هوية المسلم العربي الذي هو العنصر المشترك في أي حدث إرهابي يستهدف جميع بقاع العالم، حتى أصبح مصيره ضائعا داخل هذه المعادلة الحسابية المغرضة. في الشرق الأقصى ترى تايلند، ماليزيا، باكستان وأفغانستان وأخيرا اندونيسيا أصبحت هي الأخرى ضحية التفجيرات وخصوصا هجمات بالي. من جانب أقصى الغرب وقعت تفجيرات سبتمبر/ أيلول وكانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر بعير أميركا لتعلن من خلالها الحرب الهوجاء على الإرهاب - الذي تمكن من خلال طرفة عين وان كان هناك أسباب مشكوك في أمر وقوعها بالنظر إلى الدعوات لإجراء تحقيق على الدوافع التي حالت "سي آي ايه" دون تفادي وقوعها - لتشهد منطقة الشرق الأوسط الكبير موجة تغيير جذرية تطول رؤوس القادة الذين يندرجون في خانة المناهضين للنظام الأميركي ولا يبقى سبيل النجاة إلا بالركوع والطاعة. لكن من خلال جميع تلك التداعيات يبقى السؤال، أين هو مصير المواطن العربي المسلم من مجمل تلك المعادلة وأين مفره للنجاة من تلك الحرب الهوجاء التي طالته حتى في عقر داره ولا يعرف الأمان أو إلى أين الهروب من الوقوع ضحية طلقات الرصاص والسقوط شهيدا في غمرة الظروف القاسية، أو الوقوف في قفص الاتهام ليبقى مدانا بجريمة لا يعرف معناها ومغزاها سوى أنها من فعل إرهاب "القاعدة" والزرقاوي... والله العالم من وراءها.

العدد 1163 - الجمعة 11 نوفمبر 2005م الموافق 09 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً