العدد 1163 - الجمعة 11 نوفمبر 2005م الموافق 09 شوال 1426هـ

منتدى المستقبل والمسلمون بين استقبال الماضي واستدبار المستقبل

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

لا أحد يختلف على أهمية الدور الدولي في دعواته إلى التحديث والتغيير والتنمية. نحن بحاجة إلى تركيز ثوابت مهمة لا جدال عليها. أولا: عدم المس بالإسلام وثوابته وهناك طبعا فرق بين المنتوج البشري والإلهي. ثانيا: نعم لدعوات الإصلاح شريطة عدم المساس بالثوابت الوطنية التي تمس شرعية انظمتنا الخليجية. نعم نتناقش في اطار الفساد الاداري والمالي ومبدأ تكافؤ الفرص وقضايا الحقوق والواجبات. وهذه من المسلمات الوطنية التي لا يختلف عليها أحد. ثالثا: نبذ التعاطي مع أي وصاية أجنبية ويجب قطع يد أي تسلل أجنبي خارجي أيا يكن شكله، بل يجب خلق جبهة عربية خليجية تقوم على المواطنة وترسيخ مفاهيم المواطنة في قلوب الشباب المسلم والعربي، وفي الخليج يكون الوضع أكثر حساسية فيجب أن يكون التحدي الوطني أشد تماسكا، والدعوات التي رفعت من قبل متطرفين يهود في بعض الدوائر السياسية في الغرب يجب أن تعزز من التماسك الوطني. كانت هناك محاولات لاضعاف الدور السعودي في الخليج كقوة استراتيجية في مواجهة "إسرائيل"، لكن ذلك لم يضعف الموقف ذلك أن الخليجيين شعب واحد في دول متعددة. الخليجي سنيا كان أم شيعيا يجب أن يدفع دائما إلى تقوية الجبهة الداخلية وليختلف في حدود المطالب، وما أجمل المواقف الشيعية والسنية في الكويت... فقد فدوا أنفسهم في سبيل الوطن. يقول سامي الخالدي في كتاب "الأحزاب الإسلامية في الكويت" ص 124 "ولا يستطيع الكويتيون نسيان موقف أحد رجال الأعمال المنتسبين للحركة الإسلامية الشيعية وهو عبدالوهاب الوزان، حين فتح خزائن السلع الغذائية لتمويل الصامدين من أهل الكويت على رغم القمع والشراسة التي اتصف بها الجيش المحتل آنذاك". إذا هذا الأمر من الثوابت التي يجب أن نرسخها في عقول شبابنا وابنائنا. رابعا: العمل على إصلاح ملفات الفساد المالي والإداري وترسيخ العدالة الاجتماعية وحل ملف الفقر والأمية والتخلف المجتمعي وتأمين الحقوق العامة. قبل أشهر تحدثت عن أراض شاسعة في سار كلها ملك متنفذ كان من الأولى ان تصبح وحدات سكنية لفقراء سار من المواطنين عندما رأيتها على الخريطة فركت عيني عجبا. تحدثت لبعض الأهالي لكن شعرت بالتباطؤ، وعلى رغم ذلك نشرناها في الصحافة عسى أن يتكلم خطيب أو يبادر أحد. لا أعلم لماذا في القضايا التي تتعلق بأحزان الناس ورغيفهم دائما نتعاطى بدم بارد؟ العدوى الآن وصلت إلى سواحل المحرق. ومازلت أتعجب: لماذا قوبل ملف الأوقاف الجعفرية - على رغم الملايين المتكدسة فيه - بدم بارد. المشكلة أننا مستعدون فقط للجلوس في المجالس للثرثرة كالنساء المطلقات أو للتنظير في الأحلام ونمارس النقد البدوي البعيد عن الواقعية. أين كنا من ملف فساد التأمينات والتقاعد؟ أين هي العنتريات من ملف الكهرباء والألم المتكدس وحزن محطة الحد؟ أين وألف أين؟ يجب أن نمارس النقد للحكومة وللمجتمع وللمعارضة شريطة أن يكون نقدا علميا وطنيا يصب في المصلحة العامة لا نقدا لا مسئولا يهدم كل ما بني لتأسيس الثقة. الوسطية هي الأفضل "وكذلك جعلناكم أمة وسطا" "البقرة: 143". قبل أيام سقط الحصان الجميل حمد جناحي على ذراع الأردن، لكن الملائكة تلقفته ليكون قنديلا لقصر أخروي جميل. وهديتنا للعقاد صاحب فيلم "الرسالة" الذي ادخل المئات إلى الإسلام قتله في لحظة عتمة عربية.

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1163 - الجمعة 11 نوفمبر 2005م الموافق 09 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً