العدد 1186 - الأحد 04 ديسمبر 2005م الموافق 03 ذي القعدة 1426هـ

في اليوم الدولي للمتطوعين

كوفي عنان comments [at] alwasatnews.com

أبرزت الكوارث الطبيعية التي شهدتها السنة الماضية مساهمات المتطوعين التي لا تقدر بثمن في خدمة مجتمعاتنا. فمن شوارع نيو أورلينـز المغمورة بالمياه إلى القرى المدكوكة في باكستان، واجه أناس عاديون تحديات خارقة للعادة. وسخَّروا وقتهم وطاقاتهم ومهاراتهم تطوعاً من أجل إنقاذ أرواح الضحايا وإعادة بناء المجتمعات المدمرة. ومن خلال هذه الخدمات برهن المتطوعون عن أفضل القيم الإنسانية. وبذلك انضموا إلى جموع لا حصر لها من الأفراد في العالم بأسره ممن يتطوعون كل يوم للتصدي «للأزمات الصامتة». وهؤلاء الأبطال، الذين كثيراً ما لا يجدون من يتغنى بمآثرهم، يدركون تماما أن الفقر والمرض والجوع أخطار تعادل في ضراوتها وفتكها بالأرواح الزلازل والأعاصير وموجات تسونامي. إنهم أفراد، من الشباب والشيوخ من جميع الجنسيات والأعراق والمعتقدات، يتصدّون لهذه التحديات في مجتمعاتهم بالعمل التطوعي من أجل التغيير. ويظل هؤلاء المتطوعون هم الأبطال الحقيقيون في العمل الذي نقوم به من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. وطبعاً، فهم لا ينهضون بعبء العمل وحدهم، بل ولا يجب أن يتركوا في الميدان بمفردهم، فتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، كما كرر زعماء العالم، تأكيد ذلك في مؤتمر القمة العالمي المعقود في سبتمبر/ أيلول، يتطلب عملاً جماعياً. وإذا أردنا أن نجعل من الفقر تاريخاً منسياً، فلابد من مشاركة الدول والمجتمع المدني والقطاع الخاص وكذلك المتطوعين من الأفراد مشاركة فعالة. واتباع نهج موحد مسألة حيوية بوجه خاص في البلدان التي لن تحقق أهداف الألفية ما لم تضاعف جهودها كثيراً. وبعد نظر الجمعية العامة للأمم المتحدة في فترة لاحقة في هذا الشهر في مدى التقدم المحرز في تشجيع الخدمة التطوعية منذ الاحتفال بالسنة الدولية للمتطوعين في العام .2001 وسيتيح ذلك فرصة للدول الأعضاء لتستفيد من إنجازات سنة المتطوعين، وهي كذلك فرصة لاتخاذ خطوات جديدة للاستفادة من طاقات العمل التطوعي في دفع عجلة التنمية. ولنذكر، ونحن نحتفل بهذا اليوم الدولي للمتطوعين، الأعداد الغفيرة من المواطنين الذين يسعون، يوما بعد يوم، من خلال تطوعهم لأداء مهمات كبيرة وصغيرة، إلى بعث الأمل في نفوس الجموع الغفيرة من المحرومين في عالمنا. ولنعمل من أجل الاعتراف بقيمة هذا الينبوع المذهل الفياض بالطاقات في كل أمة ودعمه وهو يشق طريق العمل صوب عالم ينعم بالمزيد من الرخاء والسلام.

الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته بمناسبة اليوم الدولي للمتطوعين، (5 ديسمبر/ كانون الأول 2005

العدد 1186 - الأحد 04 ديسمبر 2005م الموافق 03 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً