العدد 1189 - الأربعاء 07 ديسمبر 2005م الموافق 06 ذي القعدة 1426هـ

وزير الإعلام... من يتحدث عن تطوير السياحة البحرينية؟

عبدالله عيسى الكبيسي comments [at] alwasatnews.com

من المؤسف أن تتعرض فرص التنمية السياحية في بلادنا للضياع، هكذا بلا «مدافع حكومي أو نيابي» قوي يحمي هذا القطاع الذي تتحدث التقارير عن تقدمه خطوات وخطوات الى الأمام ويتحدث الواقع عن ترد مخيف ومقلق. وبودي أن أنقل هذه الرسالة الى وزير الإعلام محمد عبدالغفار العلوي بعد أن لمسنا منه ذلك الموقف المؤيد والداعم للقطاع السياحي العائلي المشرف في البلاد، ليبدأ في إعادة دراسة هذا القطاع ووضع لمساته الخاصة لتحويله من قطاع مضطهد معرقل، إلى قطاع نشط ومنتج. ونريد أن يعدنا الوزير بالدعم الكافي للتصدي الى من يعرض المشروعات السياحية للإغلاق والفشل من ناحية، وإلى من يتسبب في تكبدها خسائر فادحة من جهة أخرى، ونحن على ثقة بأن الوزير، له مشروعه الجاد في «تقليم أظافر» من يريد تشويه السياحة البحرينية. تجربتي كرجل أعمال مع المشروعات السياحية تكفي لأن أشعر بمدى المسئولية الملقاة على عاتق الوزير، لكن نريد من المسئولين في الوزارة كلهم، أن يكونوا عوناً للوزير وأن يترجموا الأفكار الى تجارب عملية. فما الذي يمكن أن أفعله أنا كمستثمر، بدأت مشروعاً سياحياً عائلياً وبسبب الغيرة والحقد، وجدت من يصب جام غضبه على المشروع «مخيم الغزال الصحراوي»، ليزيله بحجج واهية خلط فيها القانون بالإجراءات، والأنظمة بالعناد؟ والهدف شيء آخر نعلمه جيداً: إبعاد المشروع عن طريق المنافسة، وأية منافسة؟، الاخوة في مجلس بلدي الجنوبية والمحافظة الجنوبية هم الأقدر على إعطاء الإجابة. واعتقد أن الأخ فهد المضحكي، سبقني في طرح نقاط مهمة أولها ما تشهده دول الخليج من رواج كبير في القطاع السياحي بلغت حجم عوائده المالية في قطاع الفنادق في دبي وحدها 4,5 مليارات درهم خلال الشهور الستة الماضية، في الوقت الذي ألمح فيه المضحكي إلى الانحدار الذي لم تعرفه البحرين من قبل» هروب بعض الفنادق إلى الدول المجاورة وتردد جهات استثمارية عن تنفيذ مشروعات سياحية تقدر بملايين الدنانير وانحسار غالبية الزوار من دول الخليج وعجز وكالات السفر عن جذب السواح إلى البلاد... إلخ، هذا هو الواقع السياحي الذي وصلنا اليه. نعم، يتعين على الأطراف الرسمية أن تحدد مواقفها من السياحة لأنه بناء على هذه المواقف تحدد حسابات وخيارات المستثمرين وقراراتهم. فهل نريد سياحة فعلية نتعامل بها ونخطط لها من منظور أنها خيار اقتصادي تنموي حقيقي ونوفر لها على أساس ذلك المقومات والتسهيلات والحوافز التي تدفع بالتنمية السياحية إلى الأمام، أم لا نريد سياحة ونرفض تبني سياسات واضحة، وذلك حتى يكون الجميع والمستثمرون خصوصاً على بينة من المواقف من السياحة والتوجهات العامة في هذا المجال؟ المهم هو تحديد موقف رسمي واضح من السياحة.(انتهى الاقتباس). وما هي إلا أشهر قليلة ويرعى ولي العهد رئيس مجلس التنمية الاقتصادية صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة مؤتمر ومعرض البحرين الدولي الثاني للسفر والسياحة في شهر مايو/ أيار من العام المقبل ،2006 والذي من المؤمل أن تشارك فيه نحو 40 دولة. وهذا المؤتمر، بمستواه الرفيع، سيجعلنا في حرج كبير حين نتابع أوضاع السياحة في مملكة البحرين والتأزم وحال الشد والجذب الذي ستؤدي إلى تكبد المزيد من الخسائر. ونسأل سؤالاً واضحاً: من الذي يتحدث عن تطوير السياحة في البحرين؟ ومن الذي يجب عليه أن يدعم الوزير؟ وكيف؟ هذه الأسئلة لن تعثر على إجابات إلا إذا حرك الوزير المسئولين في قطاع السياحة لتقديم تصور جديد يحدد أهم المشكلات التي تعطل نموه كقطاع سياحي بالاستعانة بآراء الاقتصاديين، ثم إننا كموطنين ­ قبل أن نكون مستثمرين ­ على استعداد للتباحث مع الوزير بشأن طبيعة هذا القطاع ومشكلاته ومعوقاته، ثم نتطرق إلى تصورات الحلول التي يمكن أن تجعل من البحرين منطلقاً لسياحة ذات صورة تناسب المجتمعات العربية والإسلامية وفيها من الجذب ما يمكن توظيفه. لقد فشلت مهرجانات الصيف على مدى السنوات الماضية كما نعلم جميعاً، وأسوق هذا الكلام من باب تقديم المثال. ثم طرحت قبل موسم صيف العام الجاري تصوراً مختصراً لمهرجان كبير تشارك فيه كل القطاعات، وشرحته إلى المسئولين كما نشرته في الصحافة، ويعلم الله أنني لم أكن راغباً في تنفيذ المشروع لنفسي أو أن استأثر به لنفسي بل لفتح المجال أمام كل القطاعات للعمل في هذا المشروع وفقاً لضوابط نبحثها مع وزارة الإعلام والمؤسسة العامة للشباب والرياضة، ولم نجد ذلك التجاوب الذي يشجع للمضي، لكن النتيجة الواضحة، هي أننا سنتعرض للعتاب واللوم على «عدم مشاركة القطاع الخاص»، وهي اسطوانة سمعناها كثيراً. السياحة في البلاد على شفا حفرة، وفي اعتقادي أن المعضلة تكمن في قلة فهم القائمين على هذا القطاع بمعنى كونه مصدراً مهماً للدخل. ولو كانوا غير ذلك لما وجدنا تدهوراً في المتنزهات العامة والسواحل والحدائق والدمار الذي لحق ببلاج الجزائر. ومن المؤسف ألا يجد المواطن البحريني متنفساً يروّح فيه عن نفسه بمشاركة أسرته، فكيف نستقطب الأشقاء الخليجيين وما لديهم في بلدانهم يمكن أن يشكل لهم اكتفاءً؟ مع ذلك، لدينا الكثير، والسؤال: كيف يمكن استغلال هذا الكثير؟ حتى المستثمر البحريني اليوم يعاني بسبب الممارسات الإقصائية السيئة... فلا يحصل على مناقصة متنزه ولا يسمح له بالاستمرار في مشروع عائلي في البر ولا يمنح الفرصة لتنفيذ مشروع بلاج ثم يتعرض بعد ذلك للوم، وهذا أمر طبيعي، فالمشكلة بالنسبة إلى الإنسان المفلس فكرياً، ولاسيما إذا كان مسئولاً جامداً توقف عقله عن العمل، هي توجيه اللوم والعتاب للآخرين لتبرئة نفسه، لكن الثقة كبيرة والأمل كبير على وزير الإعلام محمد عبدالغفار لفتح صفحة جديدة تفتح هي الأخرى أفقاً لسياحة متطورة

العدد 1189 - الأربعاء 07 ديسمبر 2005م الموافق 06 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً