العدد 1189 - الأربعاء 07 ديسمبر 2005م الموافق 06 ذي القعدة 1426هـ

مركز سلمان الثقافي... أطفال جميلون وتربة أكثر جمالاً

عبدالله مطيويع comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من أين نبدأ؟ من هنا نبدأ، ومن هنا يبدأ الإصلاح. .. من هنا تبدأ إحدى الخطوات الأولى لإنشاء جيل خال من التعصب الطائفي والديني، مكان جميل بإمكانات قليلة لكن الفكرة كانت من أجمل الأفكار، كان ذلك في العام .1982 كانت فكرة مباركة بدأت ولقيت الدعم الأول من سلمان بن حمد. كانت الأغصان الصغيرة تتبرعم، وأجمل زهرات هذا الوطن تتفتح. لقد كان مركز سلمان الثقافي كالمختبر الذي يكتشف المهارات المبكرة ويقوم بتوجيهها، فكان أن برز منهم الكثير من المهارات المسرحية، الموسيقية والفنية، والرسم، والتفكير الإبداعي والشطرنج. ولم يشعر أحد من أطفال مركز سلمان يوماً، ولم نسمع من الأطفال هناك عبارة سني أو شيعي أو عجمي أو مسيحي أو يهودي، كان الأطفال في غاية الانسجام والحب لهذا المكان. منذ فترة زمنية ليست طويلة ظل المركز جامداً من حيث التطوير وتزويده بالمزيد من الاحتياجات التي تزداد سنة بعد سنة وكنت أتابع هذا المكان الذي أحببته أيضاً لأني رأيت فيه شيئاً من أحلام كل الذين أحبوا هذا الوطن بصدق وبجنون وطالبوا بأشياء كثيرة تجعل البحرين أكثر روعة ببناء الإنسان المسكون بالحب الحقيقي للبحرين. في يوم من الأيام حضرت مناسبة لتشجير المركز قام بها الأطفال وكانوا في غاية السعادة والفرح. بعد أسبوعين تقريباً ذهبت إلى مقابلة أحد العاملين، فإذا كل الأشجار التي غرسها الأطفال ذابلة وميتة، وسألت عن سبب موتها وإفساد فرحة الأطفال وجهدهم، فكان الجواب سخيفاً جداً، إن خزان الماء الذي يروي الزرع صغير ولا يكفي لري كل المساحة التي زرعها الأطفال، والماء أيضاً ضعيف وحجم «البايب» صغير. لم أتمالك نفسي فقمت بمحاولة للاتصال بأحد المسئولين في المؤسسة العامة للشباب والرياضة الذي يتبع اليه مركز سلمان الثقافي (لكن بن عمك أصمخ). وخطرت لي فكرة قلت لعلها تثير نخوة القائمين في المؤسسة وتجعل قلوبهم تشفق على هذا المكان، فاتصلت بأحد المعارف المقاولين واقترحت عليه أن يهدي المركز خزان ماء يسع إلى 1000 غالون والقيام بتركيبه وعمل التمديدات اللازمة وسيكون هذا العمل مدوناً في ميزان حسناته ولعله الأكثر ثواباً، وكنت حانقاً على بعض الأشياء التي أشاهدها في مركز سلمان الثقافي، فخطرت ببالي فكرة أن تقوم الصحافة بعمل تحقيق عن المركز لتسليط الأضواء عليه، وطلبت من أحد الصحافيين أن يقوم بذلك. من مركز سلمان الثقافي انطلقت الكثير من المواهب، وأخذت أماكنها الآن في مواقع الحياة الفنية والرياضية والمسرحية والرسم والشطرنج ومهارات أخرى يصنعها مركز سلمان الثقافي. أقول إن أصحاب القرارات المصيرية الذين حقاً يريدون وأد الطائفية البغيضة فليذهبوا إليها عند البذور الكامنة في التربة... الذهاب إليها منذ الطفولة، من هناك نبدأ، وليس توسعة وتطوير مركز سلمان الثقافي فحسب بل وفتح فروع للمركز في أنحاء البحرين، كل أرجاء البحرين ولندع ألف زهرة تتفتح في مدينة حمد مثلاً، هذه المدينة الجديدة التي بدأ نسيجها يتشكل من القاطنين بها ومن القرى المحيطة، وفرع آخر في جزيرة المحرق وحبذا لو يكون في موقع متوسط بين عراد، الحد، سماهيج والدير، وفرع آخر في المحافظة الشمالية أو في محيطها، وسنرى نتائج هذا العمل الذي هو أكثر من رائع بعد سنوات قليلة. وأعتقد أنه من المفيد جداً ومن الأهمية بمكان أن يفرد له متخصصون في هذا الشأن لا موظفون محدودو العدد معظمهم إداريون، 3 أو 4 متخصصون فقط، تعلموا لأنهم أحبوا هذا المكان، ويقولون «الذي يحب يصنع من البحر بحرين». يقومون بجهد خرافي لتغطية احتياجات ما يزيد على 400 طفل وطفلة. لقد كان دوام المركز قبل سنتين خلال الإجازة الصيفية صباحاً ومساءً وفجأة ولأسباب غير معروفة اقتصر الدوام على فترة العصر فقط، وهذا النظام له وعليه، ولكن عليه أكثر مما له، فهو يحتاج إلى مراجعة بأفق ينظر إلى الأمام لاستيعاب أعداد أكثر من أطفالنا لكي يكون المجد لهم، نعم... والمجد للأطفال. وأخيراً وليس آخراً، لابد أن هناك الكثير من الآراء والأفكار للتطوير وهي لا شك موجودة في ملفات وأضابير المركز، لأن عمر المركز الآن 23 سنة. وأخيراً، نتمنى عاجلاً أن يلتفت أهل القرار لهذا المكان الصغير بحجمه، الكبير بأهدافه.وسؤالنا الأخير: يا ترى، كم هي الموازنة السنوية، من أصل موازنة المجلس الأعلى للشباب والرياضة، التي رصدت لمركز سلمان الثقافي الذي يقع تحت إدارة المؤسسة العامة للشباب والرياضة؟

إقرأ أيضا لـ "عبدالله مطيويع"

العدد 1189 - الأربعاء 07 ديسمبر 2005م الموافق 06 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً