العدد 1237 - الثلثاء 24 يناير 2006م الموافق 24 ذي الحجة 1426هـ

سياسة إيران الجديدة

فايز سارة comments [at] alwasatnews.com

.

سجلت زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى سورية فصلاً جديداً في سياسة إيران الخارجية، ذلك ان هذه الزيارة من خلال اللقاءات التي تمت، والمحادثات التي اجراها الرئيس أحمدي نجاد مع القيادة السورية وقيادات فلسطينية ولبنانية، وضعت سياسة إيران على مسار جديد بانتقالها من سياسة إيرانية بحتة، تتصل بعلاقة إيران مع المجتمع الدولي عبر الملف النووي الأكثر سخونة وتوتراً، إلى تحويل هذا الملف إلى مجموعة من الملفات الساخنة، وفيها الملفان اللبناني والفلسطيني، ولكل منهما بعد داخلي من جهة واقليمي من الجهة الأخرى. والجوهري في نقلة السياسة الإيرانية هذه، هو تحويل الضغوط الدولية على إيران من محور عمودي أساسه ملف إيران النووي إلى محور أفقي، يتضمن ثلاث ملفات يمكن أن تضاف إلى ملف رابع هو الملف العراقي بما يعنيه من اتصال بالسياسة الإيرانية الحالية. والامر في هذا يعني توظيف قدرات اطراف سورية ولبنانية وفلسطينية وعراقية، إضافة إلى قدرات إيران في معركة إيران مع المجتمع الدولي أو على الأقل في مواجهة كل من الولايات المتحدة وأوروبا اللتين تمثلان الكتلة الصلبة للمجتمع الدولي الراهن. والهدف الرئيسي للخطوة الإيرانية، كما هو واضح، الدفع في اتجاه فتح مفاوضات دولية مع التحشيد الاقليمي الجديد الذي تقوده إيران، للتوافق أو الاتفاق على محتوى الملفات الاربعة ومستقبلها، وهو أمر ستترتب عليه مساومة، يكون الهدف الرئيسي فيها تأمين الملف النووي الذي أعلنت إيران وأكدت ان لا مساومة عليه، لأن عدم الجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوافق مع طهران سيدفع الاخيرة وحلفاؤها في اتجاه خيار الفوضى في الملفات كافة، وهو ما لا تستطيع الولايات المتحدة وأوروبا ولا المجتمع الدولي كله تحمل نتائجه الكارثية، في منطقة حساسة وشديدة الاهمية. وقد أشارت تصريحات مسئولين إيرانيين وآخرين من حلفائهم إلى مثل هذا الخيار مرات. ولاشك في ان فكرة السياسة الإيرانية الجديدة: التفاوض مع طهران ­ وبدرجة أقل مع حلفائها ­ أو مواجهة الفوضى في المنطقة، هي فكرة خطرة على مستقبل المنطقة، وليس على مستقبل إيران وحدها، وتحول إيران باتجاهها يأخذ في الاعتبار عوامل مختلفة ربما الاهم فيها تشابك الملفات وتعقيداتها من جهة، وما حدث ويحدث في المنطقة ولاسيما في العراق من تراجع لزخم الاندفاعة الاميركية ­ الاوروبية، وكلها في المنطق الإيراني ستدفع إلى مفاوضات. لكن ماذا سيحصل، لو جدد التعنت الاميركي للمحافظين الجدد صلفه ودفع في اتجاه ما يسميه الاميركيون «الفوضى البناءة»، وأدخلوا المنطقة في أتون دمار يتجاوز كل التقديرات الإيرانية، بل وتقديرات حلفاء إيران في المنطقة من السوريين واللبنانيين والفلسطينيين إضافة إلى العراقيين؟

العدد 1237 - الثلثاء 24 يناير 2006م الموافق 24 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً