العدد 1258 - الثلثاء 14 فبراير 2006م الموافق 15 محرم 1427هـ

هل «الثورة الحسينية» مأساة تراجيدية فقط؟

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

يرى كثيرون أن طرح بعض الجوانب التي تمس بصورة مباشرة المعتقدات الراسخة عندهم مسا لا يغتفر، بل يعتقد بعضهم أن لا مجال للجدل في هذه الأمور لأنها وبكل اختصار موضوعات لا يفتح بشأنها النقاش.

ولعل الحديث في الممارسات التي تحيي بها ثورة الإمام الحسين (ع) هي أحد هذه الجوانب، ولكن لنبتعد قليلاً عن التعصب وعن التمسك بالرأي الشخصي وذم أصحاب الرأي المخالف الذين ربما يكونون هم أصحاب الرأي الراجح.

نحن لا نتحدث عن مكنون إحياء هذه الذكرى الشامخة لأن إحيائها أمر لا جدل ولا نقاش فيه، ويكفينا قول الإمام الصادق (ع): «أحيوا أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا»... إننا نتحدث عن بعض الظواهر التي بدأت تطفو على السطح، وعلى رغم من غرابة بعضها إلا أننا سمحنا لها بالاستمرار، لن نتحدث عن هذه الظواهر في هذه العجالة وسنقتصر على مناقشة تساؤل طرحه أحد رجال الدين البارزين في البحرين وهو؛ هل تتحول «ثورة الإمام الحسين (ع) إلى تمثيليات تراجيدية»؟

إن المتمعن في هذا الطرح، يلاحظ أن السؤال لا يعني المس بطرق إحياء الثورة المتعارف عليها، ولا يقصد المس بجوهر المسرحيات التراجيدية التي يزخر بها شهر عاشوراء في مختلف مناطق البحرين، ولكن لنكن واقعيين، فمن يشاهد هذه المسرحيات التي تبث عبر الانترنت، وربما يحضرها الأجانب الذين يهدفون إلى معرفة معنى الثورة بمفهومه الكامل. فهل قضية الإمام الحسين (ع) هي مجرد قتل؟ هل قضيته هي مجرد سلب ونهب ورض جسد وسبي حريم؟ بالطبع إن قضية الإمام الحسين أكبر بكثير من هذه الجوانب، مع أننا نسلم بأهمية طرح هذه الجوانب المأسوية ولكن في صورة تكاملية تجمع بين الأهداف السامية السماوية وبين بشاعة الجرم الذي ارتكب في حق ابن بنت نبي الأمة (ص)...

ولعلنا سنلاحظ هذا المعنى في المنبر الحسيني الذي بدأ في القدم بالتركيز على السيرة الحسينية وعلى مشاهد الجريمة الأموية، ولكنه تطور بعد ذلك ليحاكي أهداف الثورة ويمزجها بواقع الأمة في صورة رائعة، وكان لهذه المنابر كبير الأثر في غرس معاني الثورة في النفوس وإرساء دعائمها في الأجيال جيلاً بعد جيل.

إننا في عالم لا يرحم أبدا، فربما نقبل نحن بالتركيز على التراجيديا الكربلائية في المسرحيات وفي مواكب العزاء ومظاهرها لأننا نعرف من الحسين ونعرف من هم بنو أمية، ولكننا في عالم متعدد الأطراف والأفكار، فدعونا نقدم ثورة الإمام الحسين (ع) في أبهى صورة، ودعونا نرجع له شيئا من أفضاله بنشر أهدافه عبر العالم.

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1258 - الثلثاء 14 فبراير 2006م الموافق 15 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً