العدد 1275 - الجمعة 03 مارس 2006م الموافق 02 صفر 1427هـ

«الزرقاوي» من ضعف إلى ضعف

فاضل البدري comments [at] alwasatnews.com

الاعتداء على مرقدي الإمامين الهادي والعسكري (ع) يؤكد أن «جماعة الزرقاوي» في العراق باتت في أضعف حالاتها، وأن الضربات التي تلقتها على يد المقاومة والعشائر أفقدتها توازنها ودفعتها إلى هذه الحماقة التي ستدفع ثمنها غالياً بعد هدوء العاصفة. وعلى رغم أن الجريمة هدفت إلى خلط الأوراق وتوزيع الاتهامات بين الجهات، فإن أصابع الاتهام تشير إلى جماعة الزرقاوي التي أعلنت الحرب على المذهب الشيعي ورموزه ومراقده المقدسة، بل شكلت فيلقاً خاصاً لمحاربة الشيعة في العراق. إن «الجماعة» هي المستفيد الأبرز من جرّ البلاد إلى حرب أهلية، وكل التفجيرات الأخيرة كانت لتحقيق هذا الهدف (لا سمح الله). وهي لا تمنح الزرقاوي مجالاً أوسع للتخريب والقتل فقط، بل تفتح العراق لكل التنظيمات الإرهابية التي ضيّق الخناق عليها في كل مكان ليكون بمثابة أفغانستان أخرى. الجريمة كانت تهدف إلى «حرق» القيادات السنية العربية أمام قواعدها الجماهيرية التي دعمتها في الانتخابات الأخيرة وإضعاف موقفها في مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة لإرباك العملية السياسية، بتصويرهم أنهم لا يمثلون الشارع «السني»، وهنا تطرح «الجماعة» نفسها بديلاً ومدافعاً عن مصالحهم وحقوقهم.

الجريمة كانت خطيرة فعلاً وسط توتر انفعالي فقدت الأطراف السيطرة عليه، وكان يمكن أن تجرّ البلاد إلى حرب أهلية، لكن حكمة المرجعية الدينية في النجف الأشرف كانت بالمرصاد لأصحاب النوايا السيئة وإدارة الأزمة بمنتهى الحكمة المعروفة عنها في هكذا مواقف... العراق سلاماً.

إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"

العدد 1275 - الجمعة 03 مارس 2006م الموافق 02 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً