العدد 1290 - السبت 18 مارس 2006م الموافق 17 صفر 1427هـ

محسود المدرس على «موتة الجمعة»!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

عندما تدخل إلى غرف المدرسين في مدارس التربية والتعليم، وحين تجلس معهم في أحد المجالس فإن شغلهم الشاغل أمران لا ثالث لهما: التوقيع بالبصمة الإلكترونية واحتمال زيادة الدوام...

أما الهم الأول، ألا وهو البصمة الإلكترونية فهي محل استغراب، فما المغزى من تطبيقها على المدرسين؟ هل لأنهم متسيبون إلى هذه الدرجة؟ أم أن لدى وزارة التربية والتعليم معلومات عن فساد الإدارات ورأت في البصمة الإلكترونية الحل الأنجع؟

وماذا عن زيادة الدوام الرسمي؟ هل المدرس بحاجة إلى هم فوق همه؟ والغريب أن الوزارة طالعتنا بأنها ستطبق القرار بمباركة من أولياء الأمور! وهل سيرفض أولياء الأمور «الفكة» من أبنائهم نصف ساعة أو حتى ربع ساعة؟

السؤال الذي يطرح هو: هل رجعت وزارة التربية والتعليم إلى وضع المدرس في الدول الغربية... 10 سنوات وله خيار التقاعد، ولتسأل الوزارة نفسها: لماذا العشر سنوات فقط؟

ولعل المدرسين حصلوا على أفضل هدية من وزارة التربية والتعليم، وهل هناك أفضل من حكرهم في قفص مقفل لا يفتح إلا بانتهاء الدوام الرسمي، فكل دقيقة محسوبة من معاش المعلم! والبصمة أفضل طريقة لتحليل الراتب!

ويعلق أحد المدرسين على القرار قائلاً: «نحن المعنيون بالمثل: (محسود الفقير على موتة الجمعة)، فالكل ينظر إلى الراتب الذي نتقاضاه، والكل ينظر إلى الدوام المدرسي... أنا أتحدى أي موظف يحتمل (هدرة) 30 طالب، ومتابعتهم». ويواصل «أنا دخلت التدريس في الثالثة والعشرين وأنا الآن في السابعة والعشرين والشيب يملأ رأسي، وأنا أجزم بأن كل مدرس يتجاوز العشر سنين يعاني من مرض نفسي».

مسكين يا من «كاد أن يكون رسولا» فقد وفيت تهويلا، وأمسيت عليلا، فإنك لم تكن رسولا بل كدت أن تكون! مسكين حتى في حياته، فما إن يسمع الجيران أن بن فلان أصبح مدرساً، لازمه الجميع هذا يريد تزويجه ابنته الوحيدة، وذاك يتودد إليه ليكفله في قرض! لنذهب إلى دول الجوار ولنر ما المميزات التي يحصل عليها المدرسون بدءا بالرواتب المجزية، والمكافآت والعلاوات، والمدرس يستحق أكثر من ذلك...

وإذا كانت وزارة التربية والتعليم عازمة على تطبيق نظام البصمة الإلكترونية وزيادة الدوام، فلترجع إلى المدرسين أنفسهم وتأخذ برأيهم لأنهم هم المعنيون والمتضررون بدل أن نرجع ونأخذ رأي أولياء الأمور الذي يتمنون زيادة الدوام حتى العصر ليغطوا في سكون بعيدا عن أبنائهم

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1290 - السبت 18 مارس 2006م الموافق 17 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً