العدد 1326 - الأحد 23 أبريل 2006م الموافق 24 ربيع الاول 1427هـ

فتح الحدود السورية تمهد لإنهاء مشكلة فلسطينيي العراق

فايز سارة comments [at] alwasatnews.com

.

أكدت مصادر فلسطينية في دمشق، انه وفي نتائج زيارة وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار لدمشق، صدر قرار رئاسي سوري بفتح الحدود السورية لدخول فلسطينيي العراق إلى سورية. ووصفت المصادر القرار بأنه «ممتاز» وانه جاء في وقت «أغلق فيه الأردن الحدود في وجه هؤلاء بعدما كانت الحدود الأردنية البوابة الرئيسية والوحيدة تقريبا لتنقلاتهم».

ويفتح هذا التطور في العلاقات الفلسطينية - السورية الباب امام معالجة اوضاع الجالية الفلسطينية في العراق، والتي عانت الكثير منذ احتلال العراق العام 2003، وكان من تعبير معاناتها، تردي الاحوال الامنية والاقتصادية ما دفع كثيراً منهم للمغادرة، وبعضهم للاقامة في مخيم رويشد الواقع على الحدود العراقية - الاردنية على امل ان تتاح له فرصة العبور إلى الاردن، وربما السفر من خلاله.

ويبلغ عدد الفلسطينيين في العراق نحو اربعين الف نسمة منهم اربعة وثلاثين الفاً مسجلين لدى المفوضية العليا التابعة للامم المتحدة، غالبيتهم تعيش في بغداد، وقد جاء الفلسطينيون الى العراق على دفعات، اولها واهمها، رافقت الجيش العراقي بعد انسحابه من فلسطين، وصدور قرار التقسيم، والهدنة العام 1949، وغالبية هؤلاء من منطقة حيفا على الساحل الفلسطيني، التي كانت مسرح العمليات للقوات العراقية آنذاك.

وعاش الفلسطينيون في العراق بشكل اعتيادي مع تسهيلات محدودة، طالت بعضهم في الاقامة والسكن وشروط الحياة العامة من جانب الحكومات العراقية المتعاقبة، واندمج غالبيتهم في الحياة العراقية من دون ان يمنحوا أية مزايا وخصوصاً في المجال السياسي لعدم استقرار علاقات الجماعات الفلسطينية مع السلطات العراقية ولاسيما في ظل حكم صدام حسين، غير ان ذلك لم يمنع من توجيه اتهامات لهم من قبل بعض الجماعات العراقية بـ «العلاقة مع النظام السابق» والقول بـ «حصولهم على امتيازات في عهده»، ثم اتسعت قائمة الاتهامات الموجهة للفلسطينيين بالقول بمشاركتهم في الاعمال المسلحة التي تتم في العراق، وبعلاقتهم مع الجماعات «الوهابية والتكفيرية» الارهابية، وهي اتهامات لا تجد لها سنداً ووقائع تدعمها.

وسينضم القادمون من فلسطينيي العراق الى الفلسطينيين المقيمين في سورية والبالغ عددهم نحو نصف مليون فلسطيني، تتقارب ظروف حياتهم مع الغالبية السورية، ويعيش القسم الأكبر منهم في دمشق، والبقية موزعة في درعا وحمص وحماه وحلب واللاذقية، وكلها مدن فيها مخيمات فلسطينية، وقالت اوساط فلسطينية، ان الفلسطينيين القادمين من العراق الى سورية سيعاملون معاملة اخوانهم فلسطينيي سورية مع الحفاظ على وضعهم بصفتهم «لاجئين»، وذلك بعد اتخاذ الاجراءات اللازمة في هذا الاتجاه مع وكالة «الاونروا» للمحافظة على وضع فلسطينيي العراق كلاجئين في سورية.

وتعرض فلسطينيو العراق إلى حملات اضطهاد وترويع، أدت الى اخراج عائلات من مساكنها، وتحولها للسكن في خيام قدمتها الاغاثة، وتمت مداهمة مناطق اقامة الفلسطينيين مع استفزازات من دوريات الأمن وسيارات مدنية. وطبقاً لمصادر مختلفة، جرى قتل واغتيال نحو ستين شخصاً في السنوات الثلاث الماضية، وكل هذه المعاناة، يمكن ان تنتهي بعد سنوات من صمت وتجاهل عراقي وعربي ودولي

العدد 1326 - الأحد 23 أبريل 2006م الموافق 24 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً