مرة أخرى أشعر بالتفاؤل حيال مستقبل العراق، وخصوصا بعد الإعلان عن تشكيل حكومة نوري المالكي، وهو تفاؤل يستند إلى حقائق كثيرة.

من هذه الحقائق البرنامج السياسي للحكومة الذي حظي بإجماع وطني لم يحدث سابقا داخل البرلمان أو في الشارع العراقي الذي تفاعل كثيرا معه، بعد أن لامس المشكلات الحقيقية التي يعاني منها البلد والمواطن، ووضع النقاط على الحروف. فالبرنامج دعا إلى مصالحة وطنية حقيقية بين جميع الأطراف، بما فيها الفصائل المسلحة التي لم تلطخ أيديها بدم العراقيين والسيطرة على الملف الأمني، فضلا عن السعي الجدي إلى القضاء على ظاهرة الميليشيات المسلحة والاغتيالات والفساد المالي والإداري والبطالة وإعادة إعمار العراق. كذلك الروح الجديدة التي بدأت الأحزاب والقوى السياسية العراقية تتعامل بها مع العملية السياسية، مثل حزب الفضيلة الإسلامية الذي أعلن دعمه للعملية ولحكومة المالكي، على رغم تحفظه على توزيع الحقائب الوزارية وانسحابه من التشكيلة الحكومية، في حين كانت الأحزاب في المرحلة السابقة تعمد إلى «الضرب تحت الحزام» في أية أزمة مهما كانت بسيطة. وما يزيد من تفاؤلنا مؤتمر المصالحة الوطنية الذي سيعقد في بغداد قريبا برعاية الجامعة العربية، بحضور كل الأطراف العراقية ودول عربية وأجنبية مؤثرة في الشأن العراقي. هذا المؤتمر الذي يأمل الجميع منه أن يكون مؤتمر «طائف» آخر ينهي الأزمة العراقية