العدد 138 - الثلثاء 21 يناير 2003م الموافق 18 ذي القعدة 1423هـ

السياسة السليمة هي التي تضع المواطن البحريني أولا

منى غزال comments [at] alwasatnews.com

إن القارئ لما تقدمه صفحات الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة يجد أن مملكة البحرين تنافس معظم بلدان العالم بما تبديه من اهتمام الحكومة والمسئولين والقطاع الخاص بشئون التطوير المؤسساتي والإنساني، والاتجاه نحو بناء علاقة بناءة وقوية وجديدة ما بين المواطن وأماكن العمل، وإن كنا نتجه في مشاركتنا جميعها نحو بناء الإنسان المتطور، فلابد من الاتجاه نحو استشراف المرونة والعصرية والشفافية، ولابد من تفكيك أدوات ووسائل التعليم الماضية والإقدام على مشاركة الطلبة والمدارس في جميع ما يقدم من أجلهم للمستقبل. وفي استعراض بسيط على مدى الشهر الماضي وحتى هذا اليوم، نجد أن هناك عددا لا بأس به من الفعاليات التربوية العملية التي تركز الاهتمام بالفرد وتستخلص المعايير والشفافية للتقدم والترقي بتنمية المؤسسات والفرد، التي تهتم بها برامج حكومة البحرين الموقرة.

وقد يؤكد قولي، هذا الاستعراض البسيط لأسماء بعض الفعاليات المهمة خلال هذا الشهر:

أولا: ندوات وورش عمل للمعنيين، بحضور خبراء في المواطنة، وقد أقامتها وزراة التربية والتعليم من أجل تعزيز المواطنة في المناهج الدراسية حتى يكتسب الطالب دافعية نحو الوطن وتنمو بالتالي معه الرغبة في التعبير عن هذا الحب في المشاركة الفعالة في التنمية الوطنية، والتعايش في كنف المجتمع والتعاون والتواصل من الآخرين والاستفادة من خبرة إحدى المؤسسات البريطانية بالتعاون مع المجلس الثقافي في البحرين: وكان من أهداف المؤتمر:

-1- تحديد مفهوم التربية للمواطنة من منظور وطني وعالمي.

-2- وضع إطار عمل لتعزيز المواطنة لدى المعلمين

- تحديد دور مؤسسات المجتمع المدني في تنمية المواطنة.

- تفعيل دور المؤسسة التربوية في تعزيز المواطنة

وعقدت لهذا المؤتمر النوعي الخاص ورشات عمل تغطي عدة محاور تتعلق بالحقوق والواجبات والقانون والثقافة السياسية والتفكير الناقد والهوية الوطنية والوعي العالمي. واعتقد أن مثل هذه الندوة والورشات تحتاج إلى مراجعة دقيقة وإلى دراسات وإحصاءات لما تم التوصل إليه فيها، ولما طبق على أرض الواقع، كما وانه يجب أن تكرر هذه النوعية من الندوات المهتمة بالأجيال المقبلة، وأن ترصد لها الاحصاءات والدراسات، لأنها فعلا تجعلنا نتعرف على مشاعر الأجيال المقبلة لما يجري على أرض المملكة، كما ستفتح أعيننا على المعوقات.

ثانيا: ورشة عمل خليجية عن الإطار المرجعي الشامل لمراكز التعليم التقني ترعاها وزارة التربية والتعليم في البحرين، وقد كان لنا لقاء في صحيفة «الوسط» مع رئيس هذه الورشة من مكتب التربية لدول الخليج العربي هو عبدالله أبوراس في يناير/ كانون الثاني شرح لنا تفاصيل المشروع، وما يهمنا هنا أن ننقل اهتمام مملكة البحرين بتطوير الطالب والفرد في استخدام التقنية ومصادر التعلم من أجل تكريس الطاقة الإنتاجية المستقبلية على القواعد التكنولوجية أسوة بالشعوب المتحضرة وهو برأيي عنصر مهم من عناصر تطوير وبناء الشخصية المعلوماتية الكبير الذي يحتاج أفراد من وطننا كبارا وصغارا اللحاق به وبسرعة حتى تخرج أجيالنا المقبلة من دائرة العالم المتخلف وتدخل في إدارة العالم المبدع والمخترع، وهي قضية لا يجب أبدا الإغضاء عنها. وكالعادة كانت الورشة منغلقة ولم يحضرها سوى عدة أفراد من الخبراء، بينما كان من المفروض أن تحضرها الجماهير الغفيرة وبالذات التي لديها حماس كبير للمشروعات التربوية، وأن يدعى إليها كل من يريد الاستثمار في مجال التربية. ولكن ما حدث أن وسائل الإعلام قدمتها بخبر صغير في الصحيفة الرسمية.

ثالثا: مشروع مهم ومتميز تقدمه مدرسة للغة الانجليزية في مدرسة المنامة الثانوية للبنات عن البيئة وكيفية الوعي البيئي لدى الطلبة والطالبات في البحرين.

وهو مشروع من ابداعات الهيئات التعليمية الذي نفذته وقدمته مدرسة البنات الثانوية بالمنامة، في المعرض التربوي الذي أقيم بحفل اليوم العالمي للمعلم، وهذا المشروع الذي ذكر باعتباره خبرا وانتهى امره لم تركز عليه وسائل الإعلام كفاية، مع أنه يركز على استخدام البيئة الإلكترونية، والدخول على مواقعها بالإنترنت، والذي يقدم نتائج مهمة جدا في علاقات الأفراد والمجتمع في قضايا البيئة وحمايتها، وابراز الدور الايجابي الفعال في تحقيق المواطنة الصالحة الخضراء وإقامة المعرض والندوات والمعسكرات وتفعيل المواطنة بالمحاضرات وإقامة معرض للتدوير، وإقامة مرسم فني وفوتوغرافي يعبر فيه الطلاب عن همومهم البيئية، إنه فعلا مشروع جدي ومهم يجب أن تتضافر الجهود لإنجاحه، والارتقاء بالوعي البيئي الشعبي وهو لمدرسة اللغة الإنجليزية، ندى علي التي قدمته ونفذته، فمن سمع عنه أو من استطاع أن يشهد ما يفعله أصدقاء البيئة في البحرين ومحبي الخضرة والنظافة، طبعا مثله مثل أي خبر يقرأ وينسى، واعتقد أن مثل هذا المشروع وحده يحتاج إلى اهتمامات واسعة من مدارس البحرين الثانوية جميعها لتوعية جيل بيئي متعاون.

رابعا: هناك الكثير من الندوات التي تقدمها مؤسسة نقد البحرين والمصارف بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة البحرين من أجل تحقيق فرص الاستثمار الواسعة وتنميتها، وكذلك من أجل تحقيق الوعي الاستثماري لدى التجار من خلال لقائهم بمماثليهم من التجار والمستشارين في الدول الأخرى، والحقيقة أن هذه الندوات التي نقرأ اسماءها فقط ولا نطلع على ما يجري فيها إلا من خلال الأخبار السريعة لهو خسارة علمية كبيرة للمواطنين، ولن أستطيع في هذه العجالة أن استعرضها جميعا، ولكن يهمنا القطاع المصرفي الذي يتحرك بتوسع وديناميكية حيوية تساير الجري الصاروخي الذي يجري به العالم اليوم في المال والاقتصاد المصارف والاستشارات والتنافس، وغيره في تعاون لغرفة الصناعة والتجارة بالتعاون مع الأمانة العامة لاتحاد غرف مجلس التعاون وبإشراف مؤسسة نقد البحرين

- ستعقد في الفترة 28 - 29 الشهر يناير ندوة بعنوان «نحو بناء علاقة جديدة في ظل العولمة الاقتصادية» تحت رعاية محافظ مؤسسة نقد البحرين الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، وسيتم تقديم أوراق مهمة جدا منها:

- الاحتياجات التمويلية للقطاع ودورها في المصارف الخليجية، وفي تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة في دول الخليج.

- دور المصارف الخليجية في تمويل المشروعات الكبيرة

- دور المصارف الخليجية في استعادة الأموال المهاجرة، وحفز الاستثمار الأجنبي.

- السياسات المالية والنقدية لدول مجلس التعاون في حفز المصارف على تمويل القطاع الخاص الخليجي.

- المصارف الإسلامية ومدى قدرتها على الاستجابة.

- وعصب الحياة الاقتصادية اليوم هو الجهاز المصرفي الذي يقوم بحشد المخدرات وإعادة توجيهها نحو القنوات الاستثمارية المختلفة، بما يحقق النمو الاقتصادي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بمفهومها الشامل. وفي قراءة لعناوين الأوراق سنتعرف على مدى أهمية الأوراق المقدمة ومدى أهمية المواطن على هذه الجهود الكبيرة المبذولة في تطوير المعلوماتية عن نشاط الجهاز المصرفي وتأثيره على التمويل للقطاع الخاص الخليجي، من أجل إعادة صوغ العلاقة مع طبيعة المتغيرات الراهنة.

خامسا: في الفترة 2 - 3 مارس/ آذار سيعقد مؤتمر المصارف الإسلامية والتمويل الإسلامي في البحرين بعنوان «التكيف مع بيئة تنظيمية، ومالية سريعة إلى التغير» تحت رعاية مؤسسة النقد في البحرين وبتنظيم هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية والبنك الدولي تحت شعار «التكيف مع بيئة تنظيمية ومالية سريعة إلى التغير»، وسيشارك في هذه الندوة 350 شخصية من مختلف دول العالم، فلماذا يحرم المواطن من المشاركة؟ لا بد من وجود مسئولية توصل رأي المواطن البحريني، فكل فرد في البحرين يتعامل مع المصارف، وللإقبال على المصارف الاسلامية لابد أن يعي ويفهم المواطن، ماذا يفعلون، وماذا يقولون، وما خططهم لتكن المشاركة جماعية والمعرفة عامة.

وفي أوراق هذا المؤتمر المهم سيكون هناك طرح للضوابط المالية التي عوملت بها المصارف التي مارست بعض الأخطاء ودور الهيئات الشرعية.

كما ستطرح كيفية حماية حملة الأسهم، وهي فرصة لإزدياد إقبال المواطنين على شراء الأسهم إن عرفوا ووثقوا بأن أموالهم ستكون بأمان. كما قال نائب مدير مؤسسة النقد خالد البسام إن من أسباب نجاح التعجيل في التغيرات البيئية (أو تحريك المياه الراكدة كما يقال) إجبار المنظمات والمؤسسات على مراجعة كفاءة المعايير التنظيمية والإشرافية الحالية التي تتبعها، كما يذكر الشيخ إبراهيم آل خليفة أن هذا المؤتمر سيركز على قضية البيئة المالية التنظيمية المتغيرة وعواقبها على المصارف الإسلامية، والصناعة المالية، ولن نخوض في معظم ما سيثار قريبا ولكننا سنكون معهم على الواقع، إنما نطالبهم أن يكون مجال المشاركة والنقل يثار قريبا ولكننا سنكون معهم على الواقع، إنما نطالبهم أن يكون مجال المشاركة والنقل الإعلامي لهذه المؤتمرات واسعا وأن يفهم المشاهد أو القارئ، من خلال لقائه بالشخصيات الكثيرة القادمة كيف يجب أن يفكر بالمستقبل حتى ولو كان يملك راتبه فقط، فالتوعية المالية مهمة جدا لشعوب اعتادت على الاستهلاك فقط سنين طويلة.

سادسا: الاهتمام بتدريب المرأة البحرينية للمشاركة بالعطاء والبناء، وكان هذا في اللقاء الذي تم بين صاحبة السمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة للاطلاع على برامج وفعاليات معهد البحرين للتدريب.

هذا المعهد يعكس مدى اهتمام قطاع التدريب المهني بوزارة العمل والشئون الاجتماعية، وما يستدعيه من تحضير لاكتساب المتدربين في المعهد واحتياجات السوق الملحة لأصحاب الخبرة، وقد اهتمت سموها بتدريب المرأة البحرينية في مجالات متنوعة وجديدة تؤهلها للمشاركة في العطاء والعمل، اهتمت بالتأكيد على تقديم البرامج التي تسهم بإعداد الكوادر المؤهلة من النساء لتلبية احتياجات العمل كافة وأهمية تعزيزها.

وكانت لهذه الزيارة أثرها في اهتمام النساء بالبحرين بوقوف صاحبة السمو إلى جانب اهتماماتهن، وأشار الخبر المنشور إلى أنه سيتم إدماج 62 في المئة من خريجات المعهد في سوق العمل خلال ثلاثة أشهر من تخرجهن.

وأوصت سموها في زيارتها على ضرورة إيجاد مرونة في ساعات الدوام تتناسب واحتياجات الأم العاملة، مع توحيد المزايا بين القطاع العام والخاص.

ونحن لا نزال ننتظر أن يضطلع جميع المواطنين على هذا المعهد وعلى أهم مميزاته في الاعلانات وفي الترويج.

سابعا: من الندوات المهمة التي ستعقد في هذين اليومين: «ندوة معوقات التنمية الاقتصادية الثانية»

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد ولي العهد وينظمها مركز البحرين للدراسات والبحوث، وهي ندوة تأتي لتهيئة المناخ العلمي المناسب لخدمة التنمية الاقتصادية في البحرين

العدد 138 - الثلثاء 21 يناير 2003م الموافق 18 ذي القعدة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً