العدد 1395 - السبت 01 يوليو 2006م الموافق 04 جمادى الآخرة 1427هـ

وهم السلام مع «إسرائيل»

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

الحرب الضروس التي يشنها العدو الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الاعزل هذه الأيام بذريعة اختطاف أحد جنودها تهدد بإقحام منطقة الشرق الأوسط في دوامة عنف رهيبة ومن ثم نسف أية فرصة لإجراء محادثات سلام. وما زاد الوضع تأزما تحليق المقاتلات الإسرائيلية فوق قصر الرئيس السوري بشار الأسد بحجة أن دمشق تأوي المكتب السياسي لحركة «حماس» الذي يعتقد الاسرئيليون أنه الموجه للعمليات الاستشهادية ضدهم. علاوة على ذلك شهدت الأجواء اللبنانية أيضا استفزازات صهيونية. يحدث كل هذا على مسامع المجتمع الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة التي لم تحرك ساكنا بل طلبت من الفلسطينيين «وقف الإرهاب وإعادة الجندي الأسير». وذهب اليهود الأميركيون أبعد من ذلك إذ أرسلوا جمعيات من المدنيين لمؤازرة جيش الاحتلال في عدوانه وقد ظهروا عبر الفضائيات وهم ينشدون الأغاني التي تمجد إرهاب الدولة العبرية وجيشها الدموي. وفي المقابل هناك صمت عربي شعبي ورسمي مخزي وانصراف لمتابعة ما يجري فيها من فعاليات كأس العالم وكأن ما يحدث في الأراضي المحتلة مجرد أفلام من نسج الخيال.

إن «إسرائيل» لم تصدق نفسها بأن وجدت لها مبرراً للعدوان والانقضاض على الشرعية الفلسطينية المتمثلة في الحكومة المنتخبة. ولذلك كان الهدف الأساسي من الهجوم البربري هو إسقاط حكومة «حماس» أولا ثم ابتزاز سورية وتكرار الحرب المطولة التي خاضتها في كل الجبهات في الماضي خصوصا مع لبنان.

وبالطبع ربما تفكر «إسرائيل» جديا في إعادة احتلال قطاع غزة أو جزء كبير منه حتى تمهد الطريق لتنفيذ خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت القاضية بإعادة ترسيم حدود الدولة العبرية بحلول من دون التفاوض مع الفلسطينيين. بيد أن أغرب خطوة سياسية أقدمت عليها «اسرئيل» في خضم الحوادث الأخيرة هي رفضها وثيقة الأسرى التي تم اتفاق بين حركة فتح وحماس بشأنها رغم اعتراف الوثيقة الضمني بالكيان الصهيوني كأمر واقع. ومن قبل رفضت «إسرائيل» المبادرة العربية التي إجازتها القمة العربية في بيروت.

إن عملية سلام الشرق الأوسط التي يتشدق بها أقطاب السياسة الدولية في مجالسهم أصبحت حقيقة ضربا من الأحلام خصوصا بعد أن اتضح جليا أن تل أبيب لا ترغب فيها منذ سنوات. فإذا كان ليس هناك إرهاصات للسلام قبل العدوان الأخير فكيف تكون هناك احتمالات للسلام بعده وقد أجهضت الحكومة الفلسطينية المنتخبة في مهدها؟

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 1395 - السبت 01 يوليو 2006م الموافق 04 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً