العدد 1405 - الثلثاء 11 يوليو 2006م الموافق 14 جمادى الآخرة 1427هـ

شكراً لكل من كان له رأي

علي الشريفي Ali.Alsherify [at] alwasatnews.com

-

أثار الموضوع المنشور قبل يومين في هذه الزاوية تحت عنوان: «نصائح للسنة والشيعة في العراق» الكثير من المواقف منها مؤيد وغيرها رافض وثالثها يتهم كاتب الموضوع بالسرقة.

المؤيدون اتفقوا على أن الموضوع يوضح للقارئ أن ما يجري في العراق، لا يختلف عما جرى من حروب أهلية في عدد من دول العالم، وخصوصاً منها لبنان ويوغسلافيا السابقة.

وعلى رغم أن الموضوع حاول أن يعالج القضية الطائفية على طريقة «شرُّ البلية ما يضحك» فإن الرافضين فسروا المقال بأنه محاولة لتهويل الموضوع واتهام غير مباشر لطائفة على حساب أخرى.

أما الاتهام فقد جاء من احد القراء الذي قال إن أول أربع من أصل سبع من النصائح المنشورة مسروقة من أحد المواقع، وفعلاً كان التشابه واضحاً في بعض ما جاء في النصائح السبع المنشورة، لكن الغريب ان القارئ لم يذكر في اتهامه ان كاتب الموضوع لم يقل أبدا انه صاحب هذه النصائح أو مخترعها، بل أكد في المقال بشكل لا يقبل اللبس أن النصائح يتداولها العراقيون في بغداد ويدربون الآخرين عليها.

جاء في النصائح التي نشرها الموقع:

- التمرن على تقمص شخصية أخرى وبهوية لك تحمل لقباً آخر (الهويات المزورة متوافرة في سوق مريدي)، وخصوصاً اذا كان اسمك عمر أو عثمان، أو كان لقبك الدليمي أو الجنابي، أو كان محل ولادتك إحدى المدن ذات الغالبية السنية.

- احفظ تسلسل الأئمة الاثني عشر كما هو مدون أدناه.

- تعلم الصلاة على الطريقة الشيعية واحمل معك في جيبك ان استطعت (تربة).

- احتفظ في منزلك بأكثر من تربة في أماكن ظاهرة، وارفع ان اقتضى الأمر علماً أسود أو أخضر على سطح دارك.

أما ما ورد في المقال المنشور الذي يكرر كاتب المقال للقارئ ما ذكر فيه من ان هذه النصائح يتداولها العراقيون في بغداد، لا هو صاحب الفكرة ولا هو من مخترعيها، إذ جاء فيها:

- احفظ المناسبات الدينية بالكامل (السني يحفظ مناسبات الشيعة والشيعي يحفظ مناسبات السنة).

- تمرن على تقمص شخصية المذهب الآخر وحاول أن تحصل على هوية تحمل لقباً من غير الألقاب المعروفة عن مذهبك.

- احفظ تسلسل الأئمة الأثني عشر ان كنت سنياً، واحفظ أسماء الصحابة ان كنت شيعياً.

- تعلم الصلاة على الطريقة السنية ان كنت من «محبي آل البيت»، وتعلم الصلاة على الطريقة الشيعية ان كنت «من أهل السنة والجماعة»، لكن أيضاً لا تنس أن تحمل في جيبك «تربة»، انتهى نص الموضوع المنشور.

لكن يبدو ان القارئ - الذي اتمنى ان يكون سعيداً بتخصيص هذا المقال لرسالته - رجح نية سرقة المقال قبل أي شيء آخر، وكنت أتمنى بدلاً من ذلك قراءة الموضوع جيداً ليرى ان الكاتب قال ما نصه: «يحدثني أحد زملائي خلال زيارتي الأخيرة للعراق عن الاساليب التي يتبعها البغداديون الآن للحفاظ على حياتهم». وهو أمر أعذره فيه لا ألومه عليه أمام انتشار حالات السرقة الحاصلة هذه الأيام.

عموماً، أقول إن الكاتب يود ان يعبر عن سعادته بمن تابع المقال وتجشم عناء التواصل في طرح رأيه سلباً أو ايجاباً.

نعود إلى قصص التملص من القتل وهي كثيرة جداً، لكن أجمل ما سمعته عن هذه القصص ما حدثني به زميل تركي، إذ يقول: «خلال فترة التوتر او ما يحلو للبعض تسميته بالحرب الأهلية في تركيا (1970 - 1980) أي قبل ان يقود الرئيس التركي السابق كنعان إيفرن (كان في الثمانينات رئيساً لاركان الجيش) انقلاباً على سليمان ديميرال سمي بانقلاب (12 سبتمبر/ أيلول)، كان القوميون في جنوب شرق الاناضول ينشرون مسلحين في الشوارع بين المدن والقرى التركية، وكانوا كلما اوقفوا سيارة يطلبون من الراكبين قراءة سورة الفاتحة للتأكد من معرفة الراكب لهذه السورة، التي ان لم يحسن قراءتها فستكون دليلاً قاطعاً على (شيوعيته)، وكان يحاول المسلحون خلال امتحان الركاب يقتادون معهم امام مسجد أقرب قرية أو مدينة ليسألوه ان كان الراكب قرأ سورة الفاتحة بالشكل الصحيح أم لا ! وهو الدليل على جهلهم بما يتهمون الآخرين به»

إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"

العدد 1405 - الثلثاء 11 يوليو 2006م الموافق 14 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً