العدد 1461 - الثلثاء 05 سبتمبر 2006م الموافق 11 شعبان 1427هـ

طأفنة التجنيس!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

يتحدث الكثيرون عن أن التجنيس المقصود منه زيادة طائفة أهل السنة والجماعة على حساب الطائفة الشيعية، ويستذكر البعض، في طائفية قميئة، الكثرة العددية لطائفة الشيعة. ويردد البعض الآخر، في فوقية استعلائية، عبارة «السكان الأصليين»! أي البقية «خاش باش» و«حابش لابش»! كما يذكر بخطورة التجنيس على التركيبة الديموغرافية للبلاد، وكأن لسان الحال يقول إن التجنيس لو كان من طائفتنا فهو مقبول، وأما من طائفة غيرنا فهو مرفوض ويرمي إلى تغيير التركيبة الديموغرافية! فأين المواطنة في مثل هذا الخطاب؟!

بادئ ذي بدء، شئنا أم أبينا، آمنا أم كفرنا، فالجنسية فكرة علمانية حديثة جاءت مع مصطلح الدولة الوطنية الحديثة، والدولة الحديثة في بداية عهدها تمنح الجنسية بقصد «مأسسة» أو التأسيس لجماعة وطنية تنتمي إلى كيانها السياسي إذ الجنسية رابطة قانونية وسياسية. وهذه الجماعة الوطنية أو تلك قد تحتوي على عنصر واحد أو عدة عناصر، وشعب البحرين متنوع السلالات والمذاهب. وبالتالي فلا دخل للدين أو المذهب في تحديد الجنسية أو منحها أو التأثير عليها... وليس كما يعتقد السنة والشيعة بأن «عقيدة المرء جنسيته»، أو «جنسية المرء عقيدته».

إذاً، آن الأوان للكتاب الطائفيين من الطائفتين، إغماد سيوفهم في مستنقعاتها الآسنة، بدلاً من توجيه سنون الرماح إلى صدورنا وأجيالنا القادمة، وعليهم وضع الأقفال على أفواههم ولجم ألسنتهم وأقلامهم بأعنة الخيول، فالنوح الطائفي، واستعراض العضلات الطائفية؛ ليس مكانه البتة شأن مصيري كالتجنيس.

جيوب القمع، وسدنة التخريف والتحريف والتضليل الجماهيري، وأصدقاء المخابرات، ومستخدمي دهانات «أبوفيل» و«البروشات» الفائقة الجودة أو الرديئة، والمتمصلحين والمتلصصين، آن لهؤلاء الصمت ولو برهة، فهذه ثروة بلد ومستقبل أجيال قادمة، علينا وعليهم أن نعي كيفية المحافظة عليها فالكلمة مسئولية أمام الله، واننا لمسئولون عن ضياعها أو السكوت عليها، أو التطبيل للباطل مع معرفتنا للحق الذي لا ينكره صغيري الفهلوي والشقي جداً.

الولد المؤدب جداً (أحمد) سألني عن التجنيس، وهل سيصبح الآسيوي الذي يغسل سيارتنا شهرياً بحرينياً؟! واحترت في الإجابة على سؤاله! ولعل إدارة الهجرة والجوازات، أو جهات أخرى، لديها الجواب الشافي لغليل هذا الصبي الوجل على مستقبله!

«عطني إذنك»...

مرة أخرى يخيب ظننا في سعادة وزير الإعلام ومدير إذاعة البحرين، ففي البرنامج الصباحي للإذاعة والذي شن حملة مدروسة، تعانق فيها الجهل بالجهل، جهل بخطورة التجنيس، وجهل باللغة العربية ومفرداتها؛ إذ استبدلت المذيعة كلمة المحَمّرة بالمحْمَرة، والتي سكنت فيها الحاء ونصبت الميم بدلاً من فتح الحاء وتشديد الميم! ويبدو من النطق اللغوي لكلمة المحمرة مدى نفاد المخزون الثقافي واللغوي لتلك المذيعة، والتي أجزم أنها لا تعرف سوى «المحمر» و«الشيلاني» و«المجبوس»!

خاب فألنا بتطوير الإذاعة والإعلاميين البحرينيين، ففي السابق لم ينجح في امتحانات اللغة، بالنسبة إلى مذيعي التلفزيون إلا اثنان فقط، وذلك عندما بدأ فرز المذيعين واختبار قدراتهم اللغوية والثقافية. إطلالة المذيعة على الجمهور بتحريف لغوي حطم كل أمانينا في الارتقاء بإذاعة البحرين، والتي لا نعرف كم سينجح من مذيعيها إذا ما تم إجراء اختبارات لقدراتهم اللغوية والثقافية

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1461 - الثلثاء 05 سبتمبر 2006م الموافق 11 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً