العدد 1510 - الثلثاء 24 أكتوبر 2006م الموافق 01 شوال 1427هـ

الصين تصف العلاقة بين أميركا وكوريا بالحرب الباردة

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

في وقت تراهن فيه الولايات المتحدة على دور صيني للخروج من الأزمة النووية في شبه الجزيرة الكورية،أعرب نائب وزير الخارجية الصيني وو دا وي عن الشعور بعد التفاؤل من إمكان الاستئناف السريع للمحادثات سداسية الأطراف بشأن برنامج كوريا الشمالية النووي، والمتوقفة منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ووصف الدبلوماسي الصيني الوضع القائم حاليا بين بيونغ يانغ وواشنطن بأنه أشبه ما يكون بـ «حرب باردة» لافتا إلى أن المشكلة الحقيقية في هذه القضية تتمثل في انعدام الثقة بين طرفيها الرئيسيين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، ومعربا عن اعتقاد الجانب الصيني أنه بإمكان واشنطن إخراج هذه الأزمة من المأزق الذي وصلت إليه عبر إضفاء بعض المرونة على موقفها من النظام القائم في بيونغ يانغ... وهى الرؤية التي نقلها كبار المسئولين الصينيين (الرئيس هو جين تاو ورئيس الوزراء ون جيا باو وعضو مجلس الدولة تانغ جيا شيوان ووزير الخارجية لي تشاو شينغ) خلال سلسلة لقاءاتهم المكثفة مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس للصين الجمعة الماضي.

وأعاد المسئول الصيني تأكيد أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ إيل لم يعتذر عن إجراء التجربة النووية الذي أجرتها بلاده يوم التاسع من الشهر الجاري- كما تناقلت الكثير من وسائل الإعلام- لكنه لفت في الوقت ذاته إلى أنه أبدى بعض المرونة بالمقارنة بمواقفه السابقة لكوريا الشمالية وتعهد بألا تجري كوريا الشمالية تجربة نووية ثانية إلا إذا واصلت الولايات المتحدة مضايقاتها لها فيما وعد أيضا أن تعود بلاده إلى طاولة المفاوضات السداسية في وقت قريب شرط أن تتعهد الولايات المتحدة برفع عقوباتها المالية. ويرى المراقبون أنه أمام المأزق الذي وصلت إليه الأزمة النووية الكورية الشمالية لم يعد ثمة خيار أمام الولايات المتحدة إلا أن تعدل إستراتيجيتها حيال بيونغ يانغ وتعلن قبولها للتفاوض المباشر معها بدلا من التعويل كلية على الصين الحليف التقليدي الأوثق والتي رعت واستضافت الجولات الخمس من المحادثات السداسية على مدار السنوات الثلاث الماضية.

فئ هذا الصدد، نسب الإعلام الصيني إلى السيناتور هيلاري كلينتون قولها «إن واشنطن ارتكبت خطأ عندما أوقفت اتصالاتها الثنائية المباشرة مع كوريا الشمالية التي كان زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون قد بدأها»، كما نسب إلى الباحث ليونيد بتروف في مؤسسة الدراسات السياسية في باريس قوله «إنه مهما اتخذ الرئيس الأميركي جورج بوش والمجتمع الدولي من قرارات وإجراءات ضد كوريا الشمالية فإن النتيجة لن تكون سوى مساعدة هذا النظام على البقاء».

يشار إلى أنه منذ اندلاع الأزمة النووية بين طرفيها الرئيسيين بيونغ يانغ وواشنطن في أكتوبر/ تشرين الأول العام 2002 استضافت بكين خمس جولات من تلك المحادثات الأولى في أغسطس/ آب العام 2003 والثانية في فبراير/ شباط العام 2004 والثالثة في يونيو/ حزيران العام 2004 والرابعة عقدت على مرحلتين: الأولى بدأت يوم 27 يوليو/تموز بينما اختتمت الثانية يوم 19 سبتمبر/ أيلول الماضي، فيما عقدت المرحلة الأولى من الجولة الخامسة خلال الفترة من 7 إلى 9 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي - ومازالت معلقه إلى اليوم - غير أن أيا من تلك الجولات لم يسفر عن إحراز تقدم جوهري ملموس على طريق حل هذه القضية المعقدة والمزمنة.

أ ش أ

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 1510 - الثلثاء 24 أكتوبر 2006م الموافق 01 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً