العدد 1540 - الخميس 23 نوفمبر 2006م الموافق 02 ذي القعدة 1427هـ

عندما نعطي أصواتنا... هل ننصف البيئة؟

خولة المهندي comments [at] alwasatnews.com

رئيسة جمعية اصدقاء البيئة

يوم غدٍ (السبت)، الخامس والعشرون من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، سيعطي كل منا صوته لمترشح مجلس بلدي أو نيابي مقبل، ننتظر منه الكثير من الإسهامات (من دون خوض في حجم ومدى ونوع وشكل الصلاحيات المتاحة للمجلسين فذلك موضوع آخر) لحل المشكلات البيئية المتأصلة والمستحدثة، والتي تؤثر على أمزجتنا وصحتنا النفسية وصحة أبداننا، بل على حياتنا وبقائنا ومستقبل أجيالنا الحالية والمستقبلية. هل قرر كل منا لمن سيعطي صوته؟ هل يعرف أسباب هذا القرار؟ وهل هو مقتنع بها؟ وخصوصاً قد تعدى الجميع مرحلة المقاطعة وأفتى المفتون بوجوب المشاركة. لمن سأعطي صوتي؟ ولماذا سأعطي صوتي لهذا المرشح بالذات وليس لمنافسه؟

الصوت الذي نعطيه بمثابة شهادة، ولكنه أيضاً بالتأكيد دعم لذلك المرشح ليصل إلى كرسي تمثيلنا وإيصال صوتنا والسهر على مصالحنا والتخطيط لمستقبل أكثر إشراقاً لنا ولأجيالنا المقبلة.

هل مرشحنا على وعي كاف بالقضايا البيئية الجوهرية في البحرين والمشكلات القائمة والمشكلات المحتمل أن تبدأ في مناطق سكننا وفي وطننا الواحد عموماً؟ هل يحمل الهم البيئي أصلاً؟ أو على الأقل هل يدرك أهمية وضع الاعتبارات البيئية في الحسبان؟

علماً بأنه وإن لم يكن على دراية ووعي بيئيين كاملين فإنه يستطيع بعد وصوله إلى «كرسي التمثيل»، أن يسعى الى فهم القضايا البيئية المؤثرة على حياتنا ومستقبلنا. والشرط الأساسي أن يكون لديه إحساس حقيقي (لا خطابي فقط) بمسئوليته تجاه الناس ومستقبلهم بما يشمل صحتهم وحياتهم وحفظ ثروات الوطن الطبيعية وتنوعها الحيوي وثرائها الفطري، وبما يشمله من فرص الاستثمار المستقبلي في التنمية المستدامة بعد أن نستوعب جميعاً معناها، ونكون مستعدين فعلاً لا قولاً للمضي في طريقها، ويسعى الى فهم وتأكيد المطالبة بحق الناس في معرفة المشروعات التي تهدد أياً من حقوقهم المذكورة أعلاه، قبل أن يتم إقرار تلك المشروعات بشكل نهائي... وحتماً قبل أن يتم تنفيذها.

وإن كنت لا أعرف كيف يتحقق هذا الشرط إذا لم يكن المترشح على درجة مقبولة على الأقل من الوعي بتأثير البيئة على حياة الإنسان وتأثير الإنسان على الوضع البيئي وتوازن الأنظمة الحيوية.

هل يمتلك المترشح التواضع وروح المسئولية والوطنية والاستقلالية والشجاعة التي تجعله يسعى ليعرف ويستعين بذوي الخبرة وأهل القضية البيئية من دون أن يفكر في محاباة الأجهزة التنفيذية أو بعض شخوص جمعيته السياسية ممن لا يحبذون التعاطي مع الجمعيات البيئية الفاعلة والواعية والتي لا تحابي ولا تنافق ولا تحمل همّاً سوى همّ البيئة لأجل الوطن وأهله؟ أم أنه سيسلك الطريق الأقصر والأسهل والأقل فائدة لمن انتخبه ومن لم ينتخبه؟

ولا أعرف أيضاً كيف يمكن للناخب أن يميز هذا المرشح عن غيره إن لم يكن لديه هو أيضاً هذا الحد الأدنى على الأقل من الوعي البيئي!

البيئة إذاً في تجربة الانتخابات هذه تعتمد علينا جميعاً، على وعينا وإدراكنا مترشحين وناخبين، فلمن سنعطي أصواتنا؟

إقرأ أيضا لـ "خولة المهندي"

العدد 1540 - الخميس 23 نوفمبر 2006م الموافق 02 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً