العدد 1583 - الجمعة 05 يناير 2007م الموافق 15 ذي الحجة 1427هـ

إبطاء نبضات القلب خلال الراحة يطيل العمر

أظهرت دراسة فرنسية شملت أكثر من 4 آلاف رجل تمت متابعتهم على مدى أكثر من 20 عاما أن النجاح في إبطاء النبض خلال فترات الراحة يساهم في العيش لمدة أطول.

وتقيم الدراسة التي اشرف عليها الطبي كزافييه جوفان منسق فريق في المعهد الوطني للصحة والبحث الطبي في مستشفى جورج بومبيدو الأوروبي في باريس رابطا بين خفض وتيرة نبضات القلب في فترات الراحة على مدى 5 سنوات وخفض خطر الوفاة الناجم عنه لاحقا.

فالرجال الذين تمكنوا خلال عدم قيامهم بأي جهد بخفض وتيرة نبضات القلب بسبع نبضات بالدقيقة خلال السنوات الخمس هذه، خفضت احتمالات وفاتهم بنحو 20 في المئة مقارنة مع الأشخاص الذين بقيت نبضات قلبهم على الوتيرة ذاتها. في المقابل فان ارتفاع في وتيرة نبضات القلب في الظروف ذاتها أدى إلى زيادة احتمال الوفاة بنسبة 50 في المئة تقريبا وفق الدراسة.

وعرضت الدراسة خلال المؤتمر السنوي لجمعية أمراض القلب الأميركية الذي نظم من 12 إلى 15 نوفمبر/تشرين الثاني في شيكاغو، وشملت 4320 من سكان المدن تتراوح أعمارهم بين 42 و53 عاما بدأت متابعتهم بين 1967 و1972، واستمرت أكثر من 20 عاما.

وخلال هذه الفترة سجلت 1018 حالة وفاة في صفوفهم لأسباب مختلفة. وأخذت في الاعتبار عوامل الخطر الأخرى مثل الوزن والضغط والتدخين وغيرها.

ووتيرة نبضات القلب أو عدد نبضات القلب في الدقيقة، تعكس الجهد الذي يبذله القلب لتكييف تدفق الدم مع حاجات الجسد.

وأظهرت دراسات سابقة انه كلما كانت وتيرة النبضات مرتفعة عندما لا يكون الإنسان يمارس جهدا، زاد احتمال الوفاة. لكن دراسة الطبيب جوفان هي الأولى التي بحثت في تأثير التغيير الذي يطرأ على نبضات القلب في فترات الراحة، على فترة طويلة.ويعتبر الطبيب الفرنسي إن جس النبض بانتظام بأهمية قياس ضغط الدم موضحا انه «مؤشر إلى الوضع الصحي، كان يتم إغفاله حتى الآن».

وأشار إلى أن «الزيادة التدريجية لنبض القلب عندما لا يمارس الإنسان جهدا على مر السنين هو بمثابة إنذار» يجب أن يؤخذ في الاعتبار موضحا «اننا لا نعرف بالتحديد لماذا يتذبذب النبض مع الوقت خلال عدم ممارسة أي جهد».

والقيام بجهد جسدي منتظم مثل ركوب الدراجات الهوائية أو الجري هو السبيل الأفضل لخفض النبض في فترات الراحة شرط أن تمارس الرياضة تدريجيا وان يتجنب سكان المدن البدء بممارسة رياضة قوية مثل السكواش بشكل مفاجئ.

وتعتبر نبضات قلب تتراوح بين 60 إلى 80 نبضة في الدقيقة وتيرة طبيعية. وتتراوح دقات قلب الرياضيين والأشخاص الذين يتمتعون بلياقة جسدية ممتازة بين 40 و50 نبضة في الدقيقة عندما لا يقومون بأي جهد أو حتى 35 إلى 40 نبضة في الدقيقة لدى الرياضيين المحترفين.

وكان 20 في المئة تقريبا من سكان المدن الذين شملتهم الدراسة تقل نبضات قلبهم عن 60 نبضة في الدقيقة وكانت تزيد لدى نسبة مماثلة عن 75 نبضة في الدقيقة.

وأوضح جوفان المتخصص في أمراض القلب «وقف التدخين وتخفيض الوزن عبر اعتماد نظام تغذية مناسب يسمح كذلك بخفض وتيرة نبضات القلب».وأضاف انه يمكن للأشخاص قياس نبضهم بأنفسهم وان كان مرتفعا قليلا يمكنهم مراجعة طبيب.وبسبب غياب معايير دولية دعا الطبيب الفرنسي إلى قياس النبض عند المعصم على مدى دقيقة كاملة بعد فترة استراحة من خمس دقائق يكون فيها الشخص ممدا كما يحصل عند قياس ضغط الدم.

وغابت النساء عن الدراسة لأنه عند بدء هذه الأبحاث كان خطر الإصابة بأمراض القلب يصيب الرجال خصوصا. لكن دراسة أجريت نهاية 2007 تشمل عشرة آلاف امرأة والعدد نفسه من الرجال ستسمح بتصحيح الوضع.

العدد 1583 - الجمعة 05 يناير 2007م الموافق 15 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً