العدد 1604 - الجمعة 26 يناير 2007م الموافق 07 محرم 1428هـ

مقابلة «القبس» الكويتية مع الشيخ الجمري في 27 يناير 2002

في مطلع العام 2002 أجرت صحيفة «القبس» الكويتية مقابلة مع فقيد الأمة الكبير سماحة العلامة الشيخ عبدالأمير الجمري (قده) وفيما يأتي نص المقابلة:

في قراءة لخريطة التحولات الجديدة في البحرين، كانت هناك سلسلة لقاءات أجرتها صحيفة «القبس» الكويتية حديثا مع عدد من الرموز الدينية والسياسية والاجتماعية من مختلف المذاهب والتوجهات، وأجرت معها حوارات مختلفة بشأن آخر التطورات السياسية على الصعيد البحريني الداخلي، وأبرز الملفات الساخنة التي لاتزال مفتوحة أو تلك المرتقبة في المستقبل.

سماحة العلامة الشيخ عبدالأمير الجمري وهو من الشخصيات الدينية العلمائية البارزة وأحد الوجوه الشيعية المهمة التي تتصدر قيادة المعارضة البحرينية وتيارها الشيعي تحديدا، إذ هو رمز رئيسي من رموزها، وقد كان لخروجه من السجن خطوة أساسية في الانفراج السياسي الذي شهدته البلاد، وإلى جانب ذلك كان لخروجه بداية جديدة لمسيرة شيعة البحرين ومشاركتهم الحقيقية في ساحة العمل الإسلامي والوطني خدمة لرسالة الدين والأمة والوطن، ولاسيما أن الشيخ الجمري يلعب دورا بارزا في تجاوز الأجواء الطائفية البغيضة ويعمل على توحيد البناء الإسلامي وخصوصا السني والشيعي في الوقت الذي يدعو فيه للسير في خط الاعتدال السياسي.

صحيفة «القبس» وعلى ضوء استطلاعها وحوارها الصحافي مع رموز المعادلة السياسية البحرينية الجديدة، الذي تزامن مع مناسبة الذكرى السنوية الأولى لصدور الميثاق الوطني البحريني، كان لها لقاء مع العلامة الشيخ عبدالأمير الجمري، وفيما يأتي جوانب من الحوار الذي دار مع سماحته:

ما طبيعة الأجواء التي تعيشونها في البحرين... كانت متوترة والآن هادئة؟

- هدوء الوضع جاء بعد حدوث تغيير أساسي في النهج السياسي للنظام في البحرين، فقد كان النظام ينظر إلى أبناء الشعب نظرة قائمة على سوء الظن، معتمدين في ذلك على مستشارين من خارج البحرين.

ولكن عندما فتح سمو الأمير باب الحوار مع شعبه وجد أن هذا الشعب الطيب لم يكن في يوم من الأيام إرهابيا أو تخريبيا كما كان يدعي جهاز الأمن، ولكنه شعب معطاء ووفي لا ينسى المعاملة الحسنة فيما لو توافرت تلك المعاملة. وهكذا انتقلنا من التوتر إلى الهدوء ومن القمع إلى الحوار، والحمد لله الذي وفر لهذا الشعب أميرا يفهم متطلبات العصر، ويستجيب لمتطلباته.

وأعتقد أن أثر الانفتاح في البحرين سيكون إيجابيا على المستوى الخليجي، فأملنا أن نقدم النموذج الحضاري الذي يستجيب لمتطلبات العصر ويقوم على القيم الإسلامية والوطنية دون الإخلال بثوابت الدستور الذي يتفق عليه أبناء الشعب.

ما رأيكم فيما حدث في الولايات المتحدة الأميركية في 11 سبتمبر/ أيلول؟

- لقد أدنت جميع الأعمال الإرهابية، سواء كانت تلك الأعمال باسم الإسلام، أم تمت تحت أي مسمى آخر، فلا توجد عقيدة دينية صحيحة تؤمن بقتل الأبرياء، والاعتداء على الآخرين بالطريقة التي تمت في 11 سبتمبر في الولايات المتحدة.

كيف تنظر إلى حقوق الإنسان؟

- حقوق الإنسان أساسها الحفاظ على الكرامة الإنسانية، وتوفير الأجواء اللازمة لضمان حرية الاختيار والإرادة. وعلى هذا الأساس فإننا نرى أن القرآن الكريم قد أكد كرامة الإنسان، قال تعالى: «ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا» (الإسراء: 70)، كما أن القرآن الكريم يتحدث بصورة أساسية عن حرية حقوق الإنسان في اختيار طريقه في الحياة وتقرير مصيره. إننا ندعو إلى منظومة حقوق الإنسان التي أقرها المجتمع الدولي، ووافق عليها مفكرو الإسلام المتنورون. وأعتقد أن الأمور أو المناطق المتفق عليها تمثل الغالبية العظمى من الحقوق.

لدينا اختلافات بشأن القيم الأخلاقية، وسنبقى مختلفين. فنحن - كمسلمين - لا نؤمن بالحرية الجنسية العبثية مثلا، ولكننا مع الحرية السياسية والمدنية، ومع الحقوق الاقتصادية والثقافية والاجتماعية كافة.

ما رأيك في مجلس الشورى لمجلس التعاون الخليجي؟

- هذا المجلس أقل من الطموح، ونأمل أن يتم تطويره ليصبح منتخبا وممثلا لأبناء الخليج على الطريقة نفسها التي يتبعها البرلمان الأوروبي بالنسبة إلى دوره في الاتحاد الأوروبي.

ذكرت الأنباء عن تصدركم لصحيفة يومية ثالثة في البحرين، وأن ابنكم منصور الجمري هو الذي سيرأس تحرير تلك الصحيفة، فما هي حقيقة الأمر؟

- بالفعل لقد تحدثت مع سمو الأمير عن الحصول على رخصة سياسية لإصدار صحيفة يومية، وقد رحب سموه بذلك، واشترط أن يكون رأس المال بحرينيا بالكامل، وقد بدأ مشروع التأسيس بالاتصال بعدد من وجهاء البحرين ورجال الأعمال الكبار المعروفين بدورهم الوطني والإنساني، ونحمد الله فإن استقبال هؤلاء الوجهاء للمشروع وتبنيهم له قد دفع به (أي مشروع الإصدار) إلى الأمام.

تحدثتم كثيرا عن اتجاه وسطي ومعتدل، فهل لكم توضيح ما تقصدونه؟

- الاتجاه الوسطي الذي نقصده هو ذلك التوجه العدل، الذي لا إفراط ولا تفريط، وهو ذلك التوجه الذي يؤمن بالعمل السياسي القائم على احترام حكم القانون الصادر عن هيئة تشريعية منتخبة، وعلى احترام حقوق المواطنين، والالتزام بالقيم الإسلامية الداعية لبث روح التسامح والتعايش السلمي في المجتمع. وأعتقد جازما أن هذا التوجه المعتدل تؤمن به الغالبية العظمى من الشعب المسلم، وأنه بسبب هذا الاعتدال استطاع الشعب الوصول إلى تفاهم إيجابي مع القيادة السياسية، وأن يفتح الطريق أمام المرحلة الانفتاحية التي نعيشها حاليا.

هل ستدخلون البرلمان أم ستقبلون بمنصب رسمي؟

- لن أدخل البرلمان شخصيا، ولكني سأساند الاتجاه الإسلامي الذي سيدخل البرلمان. كما أنني لن أقبل بمنصب رسمي، فدوري الاجتماعي الحالي هو أفضل دور أستطيع من خلاله خدمة أمتي ووطني. والله ولي التوفيق.

العدد 1604 - الجمعة 26 يناير 2007م الموافق 07 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً