العدد 1615 - الثلثاء 06 فبراير 2007م الموافق 18 محرم 1428هـ

صعوبات تهدد مصانع سحب الألمنيوم في المنطقة

رفع الانتاج لا يتناسب مع القدرة التسويقية

قال خبراء متخصصون في صناعة الألمنيوم أن «مصانع سحب الألمنيوم تواجه تحديات صعبة في المنطقة تقلل من قدرتها التنافسية في السوق، وعدم فهم ميكانيكية ومجاراة التغيرات السريعة التي تطرأ على الصناعة، وضعف سياسات وعمليات البيع التي تتناسب مع امكاناتها الانتاجية».

وبين أحد الخبراء إن «مصانع سحب الألمنيوم رفعت طاقتها الانتاجية إلى مستوى محرج في ظل عدم وجود كفاءات وخبرات بشرية قادرة على إدارة العملية بمرونة تتناسب مع تطور محركات السوق وتغيراته».

وقال فريد أحمد: «كانت صناعة سحب الألمنيوم محصورة بين عدد قليل من المصانع وبعض المكابس التي لا يتجاوز عددها أصابع اليد ، ولكننا نشهد اليوم انتشارا كبيرا لمصانع السحب، وزيادة في عدد المكابس التي تفوق 35 مكبسا في دول الخليج العربية التي تقدر طاقتها الانتاجية باكثر من 250 ألف طن سنويا».

وأضاف فريد: «هذا الازدياد في الطاقة الانتاجية بالإضافة إلى الكميات المستوردة من الخارج ومن أسواق الكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر من دون وجود حماية لهذا النوع من المنتج في هذه الأسواق، اذ لا تتعدى الضريبة 5 في المئة، في حين أنها في البحرين والمملكة العربية السعودية 20 في المئة. كل هذه الأمور أثرت تأثيرا سلبيا على هذه الصناعة وهامش ربحيتها».

واضاف فريد إنه «على رغم التوسع الكبير الذي حدث في بعض هذه المصانع وزيادة انتاجيتها الا اننا لا نرى أي تطور إداري أو بشري يقابل هذا التطور والزيادة في الانتاج، وعلى العكس من ذلك فإننا نرى أن بعض المصانع عمدت إلى تقليص كوادرها البشرية، وباتت تتخبط في السوق ما أثر سلبا على علاقتها مع زبائنها، وباتت غير قادروة على فهم ميكانيكية السوق ومجاراة التغيرات السريعة، وعدم قدرتها على وضع استراتيجيات البيع الصحيحة التي تتناسب مع امكاناتها الإنتاجية».

وأكد أن المنافسة الشديدة بين المصانع أدت إلى خلق أسلوب جديد في البيع والتسعير ونوعية المنتج وطريقة التعامل مع الزيائن لم تع تفهمه بعض المصانع ما أدى سلبا على نتائجها.

وقال: «إن أسعار شرق آسيا لمصانع سحب الألمنيوم متكاملة تعتبر رخيصة جدا مقارنة بمثيلاتها من الدول الأوربية، ما شجع كثيرا من مستهلكي الألمنيوم المسحوب لإنشاء مصانع شرق آسيوية وباستثمار بسيط جدا مقارنة مع مثيلاتها من المصانع الأوربية، علما بأن الطاقة الإنتاجية والنوعية لا تقل كما وجودة عن مثيلاتها من المنتجات في مصانع السحب الأوربية». وأضاف «نجاح هذا التوجه أدى إلى إنشاء مصانع سحب شرق آسيوية الصنع شجع مستهلكين للألمينوم المسحوب إلى انشاء مزيد من هذه المصانع وخصوصا في المملكة العربية السعودية والإمارات، وبذلك حدث تحول كبير في السوق، اذ تحول عدد غير قليل من المستهلكين الى مصنّعين يستهلكون جزءا من انتاجهم، والكمية الفائضة تطرح في السوق لتزيد المنافسة وتدهور الأسعار».

وشرح أنه «بعد مرور زمن قصير اكتشف المستثمرون الجدد في صناعة سحب الألمنيوم نجاح استثمارهم مع استرجاع مبلغ الاستثمار في مدة زمنية من 2و3 سنوات بحد أقصى، ومع ان دراسات الجدوى تشجع هذا النوع من المصانع بعدد مكابس أكثر بغرض تخفيص الكلفة الانتاجية، فأننا نرى اليوم معظم هذه المصانع لديها أكثر من مكبس واحد (زيادة الانتاج بزيادة عدد المكابس).

وذكر أن كبار مستهلكي الألمنيوم عملوا على إملاء شروطهم على مصانع السحب، ونجحو في الحصول على أدنى الأسعار مستفيدين من قوتهم الشرائية الكبيرة وعامل المنافسة بين مصانع السحب. وأوضح انه حدث تغيّر كبير بتحول كبار تجار الألمينوم الى مصنّعين مزاحمين ومنافسين لمصانع سحب الألمنيوم اضافة الى ذلك، الكميات الكبيرة من سحوبات هؤلاء المستهلكين التي خسرتها مصانع السحب بهذا التحول، لذلك نرى انه لا سبيل لنجاح مصانع السحب الا بتحولها الى تنويع مصادر دخلها.

العدد 1615 - الثلثاء 06 فبراير 2007م الموافق 18 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً