للربيع معانٍ عدة هذه الأيام، ففصل الربيع يحل علينا مصحوبا بنسائمه المميزة، متزامنا تماما مع حلول الأيام الأولى من شهر ربيع الأول الهجري، ومتزامنا أيضا مع مهرجان ربيع الثقافة في البحرين الذي قامت عليه الدنيا ولم تقعد بعد. وبين ربيع وربيع، يحل على كل منا اليوم، الـ21 من شهر مارس/ آذار، ربيع من نوع آخر، يحمل نسائمه الخاصة وأزاهيره التي تعبق بكل معاني الحنان والتضحية والمحبة، إنه ربيع الأم، في عيد الأم.

يقال ان المؤسسة الفعلية لهذه الذكرى في الولايات المتحدة الأميركية هي سيدة تدعى «آنا جارفيس» ولدت في العام 1864. عاشت جارفيس شبابها غربي ولاية فيرجينيا في بيئة غذى الحقد أهلها إبان الحرب الأهلية، وكانت دوما تستمع لوالدتها تردد تلك العبارة «في وقت ما، وفي مكان ما، سينادى شخص ما بفكرة الاحتفال بعيد الأم». عاشت جارفيس على هذا الحلم، وسعت له طويلا مؤمنة بأن الاحتفال بالأم هو إشارة لإنهاء أي نزاع أو حقد في القلوب، حتى تحقق لها ما أرادت بعد سعي طويل لتنتشر الفكرة في كل أنحاء العالم وتحتفل أكثر من 40 دولة بهذه المناسبة.

آمنت جارفيس بأن الاحتفال بالأم تقديس لمعاني سامية يمكنها أن تقضي على البغض والحقد والكراهية، وليتنا نبحث مثلها في هذا العيد عن كل تلك المعاني، عن الحب والعطاء والوفاء والتضحية، في كلمة اختصرتها جميعا... الأم.