العدد 167 - الأربعاء 19 فبراير 2003م الموافق 17 ذي الحجة 1423هـ

جمعية من لا برج لهم (أكبر جمعية سياسية غير سياسية في البحرين)

حظك يا مرزوق comments [at] alwasatnews.com

جمعية من لا برج لهم
أكبر جمعية سياسية غير سياسية في البحرين

استلم مرزوق رسالة من أحد المواطنين القاطنين قرية «دمستان» يقول فيها:

لا أدري كيف نسيت يا مرزوق أن تورد ذكر ساحل دمستان ضمن المناطق التي غيب عنها ساحلها، إذ حلّت بها لعنة تملك البحر ومنع الناس من الوصول إليه، لا أخفي عليك سرا يا مرزوق أننا أبناء دمستان نعاني الأمرّين من جراء تغييب ساحلنا عن أنظارنا، حتى أن الاصطلاح الذي يطلق على قرية دمستان على أنها قرية ساحلية لا يبدو مستساغا لاسيما مع انعدام رؤية البحر المطل عليه على بعد أمتار بسيطة وسطت عليه الأيادي وصادرته فئة لا تخضع للقانون ولا تلتزم العرف الأخلاقي، إنني ألتمس لك العذر يا مرزوق لنسيانك قرية دمستان لكثرة البلايا وعظم الرزايا وجسامة المصاب، فسّد المنافذ البحرية لدى منطقتنا بات الجرح النازف في أحشاء ذاكرتنا، فلا مجال للاستمتاع بمنظر البحر الخلاب وجمال الطبيعة الساحرة، ألا يكفي أننا نعيش شظف العيش ومعاناة وألم اليابسة ليمنع عنا البحر، فتسرق منا الأحلام والهيام بصنع الله وبديعه من خلال وقفة تأمل على شاطئ البحر والاستغراق في معاني الأمواج المتدافعة.

صدقني يا مرزوق انني يعتصرني الألم ويقبضني شعور الأسى واللوعة على ما حلّ بشاطئ دمستان، إذ أنه محظور عليك الوصول إلى حقك العام والانتفاع به، ولم أجد يا مرزوق أكثر الجهات مناسبة للترافع عنا إلا أنت، فصوتك هو ضميرنا، وهو نبض المعوزين والمحرومين والفقراء والمستضعفين، فمعا معا يا مرزوق من أجل تحقيق مطلبنا ولنرفع شعار « الانتفاع بالبحر حق مشروع ».

ابن قرية دمستان

مرزوق: لم أنسَ دمستان، وهل يمكن نسيان بلاد الشيخ حسن الدمستاني، ذلك العالم والشاعر الكبير لو كان عاش في بلاد غير البحرين لوجدت كتبه تدرس في الجامعات... فأحد مفكري المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالهادي الفضلي كان قد حصل على درجة الماجستير في شعر الدمستاني... والدمستاني كان عالما كبيراَ ولكن كان أيضا يعيش من عرق جبينه من مزرعته الخاصة به... ماذا لو خرج علينا الدمستاني اليوم؟

الدمستاني سيبكي حزنا حتى الموت لأن نخيل مزرعته ربما تحولت الى فلل خاصة بدلا من مزرعة جميلة، وربما يموت قهرا لأنه لن يستطيع الوصول الى الساحل... ذلك الساحل الذي كان يتعايش معه وربما كان يحاوره عندما كان يكتب شعره.

الدمستاني سيحمد الله على بلاوي زمانه لأنها أقل من بلاوي هذا الزمان... فبلاوي هذا الزمان هي عدم الاكتراث بتاريخ البلد وعدم الاكتراث بتراث البلد وعدم احترام حق ابن البلد في الوصول الى السواحل بعد ان عاش هو وأجداده آلاف السنين مع مياه الخليج.

الدمستاني ربما كان سيغير قصيدته المشهورة:

«أحرم الحجاج عن لذاتهم بعض الشهور، وأنا المحرم عن لذاتها كل الدهور، ليعلن حرمان أهالي دمستان من لذة رؤية ساحلهم في دهور نست البحرين فيه تاريخها ورجالها

إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"

العدد 167 - الأربعاء 19 فبراير 2003م الموافق 17 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً