العدد 1686 - الأربعاء 18 أبريل 2007م الموافق 30 ربيع الاول 1428هـ

«الطيور الزرقاء»... أفضل عرض مسرحي

في مهرجان «شفشاون لمسرح الطفل»

هاجرت «الطيور الزرقاء» إلى المغرب وهي تحمل بين أجنحتها المزيج الجميل من الأمل والتحدي من الخوف من المجهول والتفاؤل بالمستقبل لتعود إلى ارض المملكة وهي تحمل جائزة أفضل عرض مسرحي.

قام بتأليف المسرحية إبراهيم سند وأخرجها نضال العطاوي، على حين قام بتمثيل أدوارها نخبة من المبتدئين في التمثيل المسرحي من بينهم وليد الذوادي، ابتسام القاضي، شيماء الكسار، زكريا الشيخ، صالح بومهزع، وليد الياقوت وحسين الذوادي.

الجائزة التي حصدتها المسرحية أفضل عرض مسرحي جعلتها تتفوق على بعض من اشهر الفرق المغربية والاسبانية في مجال مسرح الطفل وهي المشاركة في الدورة الخامسة من مهرجان «شفشاون الدولي لمسرح الطفل» التي حملت شعار «مسرح الطفل ومفارقاته» التي نظمها مسرح الشروق مع الجماعة الحضارية لمدينة شفشاون وكتابة الدولة المكلفة للشباب ومندوبية وزارة الثقافة في الفترة من 31 مارس/ آذار الماضي حتى 6 أبريل/ نيسان الجاري.

فعاليات دورة هذا العام أقيمت في مدينة شفشاون الساحرة الموجودة بالشمال المغربي، إذ شهد فضاء دار الشباب عرض مسرحيات من إنتاج فرق من إسبانيا والبحرين والمغرب هذا بالإضافة إلى معرِض فوتوغرافي بعدسة الفنان ياسين البوقمحي. كذلك عقدت ندوة على هامش الدورة عالجت رهانات مسرح الطفل في سياق العولمة، بالإضافة إلى ورشتي عمل تخللتا الدورة، وهما ورشتان تكفلتا إعداد الممثلين، على حين اختصت الأخرى بتهيئة المسرحيين للإلمام بآليات دراما مسرح الطفل.

انطلقت فعاليات المهرجان يوم السبت 31 مارس الماضي بحفل الافتتاح الذي أقيم على مسرح «الهواء الطلق» بحضور الوفود المشاركة والمهتمين بالعمل المسرحي بالمدينة. مدير المهرجان نوفل المنودي تحدث عن أهمية المبادرة المتمثلة في الاهتمام بمسرح الطفل، ليُختتم الحفل برقصة محلية أداها بعض فتيان جمعية مسرح الشروق.

أما ثاني أيام المهرجان فكان حافلا بالأنشطة، إذ انطلقت صباحا ورشة الإعداد الحركي للممثل تحت اشراف الإسباني سلفادور دي ثينيا. في المساء تم تقديم عرضين مسرحيين، أولهما قدمته فرقة «أضواء الخشبة» من شفشاون وهو عرض مسرحي متميز تحت عنوان «اقرأ إننا قارئون» من تأليف محسن زروال، وسينوغرافيا عبدالمجيد أزراف، وإخراج حميد البوكيلي، وتشخيص تلاميذ مدرسة النوازلي. اما العرض الثاني فهو لجمعية «مسرح الشروق» وجاء تحت عنوان «الكبسولة العجيبة» وهو عمل جاء نتاج ورشة الكتابة المسرحية التي أقيمت خلال الدورة الرابعة لمهرجان «شفشاون الدولي لمسرح الطفل».

ورشة الكتابة المسرحية للمسرحي علاء الجابر من الكويت، استهلت ثالث ايام المهرجان، كذلك تواصلت أعمال ورشة الإعداد الحركي للممثل. أما مساء اليوم الثالث فقد شهد عرضا لفرقة «ترانزفورمس» الاسبانية (trans_formas). عرض الفرقة جاء تحت عنوان «دي ليريوم»، تلاه عرض راقص لفرقة مسرح الشروق.

برنامج الأمسية الرابعة اشتمل على ندوة ناقش فيها علاء الجابر، مفهوم مسرح الطفل والمعاني التربوية لتقييمه وتقويمه، وانتهى إلى توصيفه بالضعف والهشاشة، ثم دعا إلى ضرورة تأصيل هذا المسرح في الوطن العربي لأنه أداة فاعلة لنمو فكري سليم للطفل العربي. بعدها قدمت جمعية مسرح الشروق عرضا للفتيان تحت عنوان «قاع الدرب» من تأليف وإخراج عزيز ريان وإسماعيل أولاد المبارك.

خامس أيام المهرجان، شهد عرضين مسرحيين الأول من تقديم معهد كولوميلا من مدينة قادس الإسبانية بعنوان «حظ الحمص الأسود»، والثاني العرض البحريني لفرقة مسرح جلجامش تحت عنوان «الطيور الزرقاء». العمل البحريني حقق مفارقة عجيبة، باستقطابه جمهورا غفيرا من المتفرجين سواء من الذين يتحدثون العربية أو سواهم. الوفد البحريني تمكن من أن يحصد الجائزة الأولى في المهرجان من حيث العرض المتكامل من التأليف والإخراج والتمثيل.

وقد أشاد منودي بالعرض معتبرا إياه «أفضل عرض منذ تأسيس المهرجان في دوراته السابقة إذ اننا لم نتوقع المستوى الذي وصلت إليه البحرين في مجال مسرح الطفل». أحد إداريي المسرح اعتبر العرض «تاج المهرجان بما فيه من أفكار جديدة وقدرته على جذب وشد انتباه الكبار قبل الصغار».

إلى جانب ذلك، عبّر علاء جابر بقوله: «لم اصدق ان من قام بهذا العرض الرائع هم مجموعة من الشباب المبتدئ في المجال المسرحي إذ ظننت ان لهم باعا طويلا بالمسرح». وعبّر جابر عن دهشته وعن إعجابه بـ «التناغم والانسجام الجميلين في إيقاع المسرحية، وهو إيقاع سريع لسير حوادث القصة المسرحية وهذا إن دل فإنما يدل على براعة المخرج نضال العطاوي في تنفيذ العمل والانسجام الجميل الذي احدثه بين طاقم العمل المسرحي، إذ شعرت بالدهشة عندما شاهدت الاستمتاع والانجذاب الطفولي لدى الوفد الاسباني على رغم عدم معرفتهم العربية وعلى سعة اطلاعهم على تجارب المسرح الأوروبي».

الترغيب وليس الترهيب

وعند سؤال العطاوي عن إنجازه ذاك، علق قائلا: «تعاملت مع الممثل على انه كيان يستحق الاحترام، واستبعدت فكرة كونهم مبتدئين». ويواصل «اهتم بالممثل قبل صعودة للخشبة كي يشعر براحة تجاه العمل الذي يقوم به. لا أفرض عليه أي أسس تنظيمية بل أترك الأمر له حين يشعر بأهمية التنظيم. ولهذا يبدو الممثلون كأنهم ذوو باع طويل في المسرح، حتى إن جابر صعق حين علم بالحقيقة».

وعن المشاركة في مهرجان «شفشاون» قال العطاوي: «هذه المشاركة هي الأولى لنا خارج نطاق الخليج وهي تجربة اعطتنا المزيد من الثقة بالنفس وحددت موقعنا في مجال مسرح الطفل».

وتابع «تجربتنا البحرينية تجربة شبه جديدة على المجتمع البحريني فيما يتعلق بمسرح الطفل، ولكنها تجربة مقبولة لاقت إقبالا كبيرا في المهرجان». وعن تقويمه للتجربة قال: «النتيجة النهائية هي التقويم الوحيد لنا إذ كانت تجربتنا ناجحة بتميزنا بالعرض، ليس على مستوى هذه الدورة فحسب بل على مستوى كل دورات المهرجان السابقة».

وعن سؤاله عن عائق اللغة وخصوصا مع مشاركة فرق اسبانية في المهرجان، أجاب «المسرح في أي مكان يحمل مبادئ واحدة اذا تعاملنا بهذه المبادئ، فستكون لغة التخاطب بيننا هي لغة المسرح. اختلاف اللهجات أو الثقافات يمكن أن نتخطاه عندما نعمل بشكل صحيح لأن تعبيرات المسرح جسدية، كذلك هناك تسلسل الحوادث إذا تم بشكل سليم فستصل الفكرة بالتعبير الحركي والتعبير الجسمي والتدرج الصوتي والإحساس الداخلي. وعلى رغم الخوف الذي كان يتملكنا في البداية من أن يكون هناك بعد بيننا وبين المشاهدين نتيجة اختلاف اللهجة، فإن تجاوب الجميع دل على أدائنا لمسرح صحيح». وعن الفروق بين مسرح الطفل لدى المشاركين، قال العطاوي: «مسرح الطفل في المغرب يهتم بالقاعدة الأساسية للطفل إذ إن كثيرا من الأطفال كانوا جادين بالمشاركة في الورش إلى جانب إدارة المهرجان المهتمة بتأسيس قاعدة ممثلين صحيحة. اما على صعيد الوطن العربي فهناك معاهد متخصصة في مسرح الطفل، اما في البحرين فإن مسرح الطفل لا يتعدى المسرح المدرسي، إلى جانب أنه لا يوجد من يهتم بمسرح الطفل سوى أفراد قليلين الذين بدأوا بالتناقص لصعوبة المجال ولما يحتاج إليه من دعمين معنوي ومادي كبيرين».

وأضاف «اما الجهات الرسمية فهي غير واعية بأهمية واحتياج مسرح الطفل إذ يحتاج إلى مجهود وموازنة فوق المستوى العادي. الذي يحدث عكس ذلك وأية موازنة تخصص لعمل أطفال تكون محدودة جدا لا تكفي لعمل بدلتين ذواتا مستوى عالٍ».

العدد 1686 - الأربعاء 18 أبريل 2007م الموافق 30 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً