العدد 1693 - الأربعاء 25 أبريل 2007م الموافق 07 ربيع الثاني 1428هـ

نهاية فريق شجاع

كاظم عبدالله comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

للأسف كان هذا العنوان هو الأكثر تناسبا مع الحالة المأسوية التي وصل إليها الفريق الأول لكرة القدم بنادي سترة، بعد أن تحول بين عشية وضحاها من فريق تخشاه الخصوم وتحسب له ألف حساب إلى فريق متواضع تنهش في جسده المنهك السباع والضباع، وسفينة البحارة تتقاذفها الأمواج في كل اتجاه حتى ألقت به في غياهب دوري الدرجة الثانية التي سيبحث فيها عن ذاته وهيبته من جديد في الموسم المقبل.

البعض قد يضع المبررات لإخفاق الفريق في تقديم المستويات الرائعة التي حفرها في ذاكرة المتابعين للدوري في الموسم الماضي، لكن هذه المبررات غير مقنعة أبدا، ولا يمكن أن تتسبب في انهيار الفريق بهذه الصورة المروعة.

وخلال هذا الموسم عمل مجلس إدارة النادي بكل طاقته من أجل تدارك الوضع الخطير الذي مر به الفريق، لكن الجهود لم تكلل بالنجاح، وأعتقد أنه جاء الآن دور الجمعية العمومية لتقول كلمتها ولتصحح خطأها الكبير الذي ارتكبته في الانتخابات الماضية، ويجب أن تطالب بجمعية عمومية غير عادية من أجل تصحيح أوضاع النادي بشكل عام بدءا من مجلس الإدارة مرورا باللاعبين وجميع القائمين على كرة القدم بالنادي.

ومع إيماننا بالديمقراطية ومطالبتنا الدائمة بها، إلا أنها للأسف أسيء استخدامها من قبل البعض من الذين لهم نفوذ كبير في النادي، وتمكنوا من إيصال من ليس له ناقة ولا جمل في المجال الإداري إلى مواقع أكبر منهم بكثير، فكانت النتيجة تدهور الفريق وضياعه وسط عجزهم عن فعل ما يمكن فعله لإنقاذ سفينة البحارة من الغرق، وهذه الفئة يجب أن تنظر إلى مصلحة النادي أكثر من مصلحتها الشخصية، لأن النادي يمثل ثالث أكبر جزر البحرين، بالإضافة إلى الكثافة السكانية الكبيرة في هذه المنطقة، لذلك يجب أن تضع في اعتبارها أن هناك من هو أحق وأكثر خبرة وحنكة لإسناد مسئولية النادي إليه.

كما يجب أن يعي البعض أن الوجود في مجلس الإدارة يعني العمل الجاد والدؤوب من أجل تحقيق ما تصبو إليه الجماهير وأهالي المنطقة والتضحية من أجل ذلك، وليس الوجود فقط من أجل المناصب، ومن ليست لديه القدرة على التطوير فعليه أن يرحل ويترك المجال لمن هم قادرون على ذلك ومن هم يملكون القدرة على الإبداع وتحقيق آمال وتطلعات جماهير النادي.

وفي نموذج حي لما نقوله، نتذكر عندما اشترى مستثمران أميركيان نادي ليفربول الإنجليزي العريق، سئل حينها رئيس نادي ليفربول السابق عن سبب بيع النادي فقال بكل بساطة: «هم سيطورون النادي وسيبنون ملعبا جديدا له، وأنا لن أتمكن من فعل ذلك، ومن مصلحة النادي أن أتخلى عن رئاسته»، هذا المثال الحي يدل على مدى حرص رئيس نادي ليفربول على مصلحة فريقه، واعترافه بعدم قدرته على تطوير النادي أكثر من ذلك كان قمة المسئولية والجرأة والرجولة، وعلى المسئولين في النادي الجريح أن يعترفوا بذلك أيضا، وأن يتركوا المجال لمن هو أكثر منهم قدرة على تطوير النادي.

إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"

العدد 1693 - الأربعاء 25 أبريل 2007م الموافق 07 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً