استقال وزير الداخلية الفلسطيني هاني القواسمي أمس (الإثنين) من منصبه وعزا أسباب استقالته إلى عدم منحه صلاحيات كاملة لبسط نفوذه على الوزارة، والقرار في الأجهزة الأمنية بما يضمن تطبيق الخطة الأمنية في إطارها الصحيح. وطالب القواسمي بمراجعة اتفاق «مكة» وإعادة تقييمه لتجنب تفاقم الوضع الداخلي الخطير، مشددا على ضرورة تضافر الجهود لتدارك الأمر لوضع حد للفلتان غير المسبوق الذي راح ضحيته منذ ليل الخميس الماضي 8 فلسطينيين.

وشن نائب رئيس الوزراء الفلسطيني عزام الأحمد هجوما عنيفا على وزير الداخلية المستقيل واتهمه بأنه شكّل «عامل فرقة» بين الفصائل الفلسطينية. واعتبر أن القواسمي «تأثر بمن لا يريدون للحكومة أن تستمر».

شخصيا، أرى أن وزير الداخلية باستقالته أظهر شجاعة كبيرة ودليلا واضحا على نزاهته، فهو يرفض أن يكون «دمية» في المجتمع الفلسطيني المعقد، ويكون مقيدا غير قادر على تغيير واقع داخلي «مقزز» أحيانا. فالفلسطينيون على رغم قدسية قضيتهم - التي هي قضيتنا جميعا - تراهم يقتلون بعضهم بعضا بالرصاص نفسه الذي يجب عليهم جميعا توجيهه إلى العدو الإسرائيلي!

كيف يتوقع الفلسطينيون أن يحترمهم الناس ويجاهد من أجل قضيتهم عندما يرون أنهم انشغلوا عن محاربة المحتل المغتصب وتحرير بلادهم باقتتال بشع وتبادل الاتهامات التي تؤكد أنهم مهما نفوا ذلك فهم لا يثقون ببعضهم ولا يستطيعون العمل وقلوبهم متوحدة؛ لأنهم لا يريدون ذلك إذ إن هدفهم في تحرير القدس تشوبه الشوائب والأهداف الفئوية البغيضة. كفاكم تشميت الأعداء بنا واعملوا من أجل القدس.