العدد 1713 - الثلثاء 15 مايو 2007م الموافق 27 ربيع الثاني 1428هـ

غياب التخطيط المعلن أساس الدمار البيئي في البحرين

خولة المهندي comments [at] alwasatnews.com

رئيسة جمعية اصدقاء البيئة

هل قصة بيع فشت الجارم حقيقة أم إشاعة؟ هل ستقام «ديزني لاند» على أكبر فشوت البحرين المرجانية؟

وماذا عن قصة أو إشاعة «المدينة الإسكانية» في فشت العظم أو «المدينة الصناعية» فيه قبل ثلاث سنوات، وقبل أن يتصدى لها المجتمع المدني عبر تأسيس التكتل البيئي للدفاع عن فشت العظم؟

وماذا عن الأشجار والنخيل «سيئة الأدب» التي تتعاطى المشروبات الروحية وتخبئ صناديقها بين أغصانها وسيقانها لتضبط من قبل «ممثلي الشعب والسهر على حماية مصالحه» متلبسة بالجرم المشهود؟ من كان يصدق قبل سنوات أن يقام منتجع مائي بجوار أكبر وأشهر محمية للحياة الفطرية والكائنات الحية والتي لم يتوقف مسئولو الحياة الفطرية عن التباهي بإنجازاتهم فيها؟ والأكثر من ذلك، أن يقام المشروع ملاصقا «للمحمية» بل ويأخذ في التوسع على حساب حدودها وأراضيها؟

من كان يصدق قبل سنوات وقد تسلمت المجالس البلدية «فخر» الدفاع عن خليج توبلي ومنع الاعتداءات عليه وضبط «جناة الليل»، أن الخليج عندما يحصل على الحماية بقرار ملكي ويعود تقرير مصيره إلى تلك المجالس، لكنه في الواقع يدفن وأن المشروعات تحاك لدفنه والاستفادة منه ماديا؟

أين ذهبت «الاعتبارات البيئية» و «الدفاع عن البيئة» وغيرها من الشعارات التي «استعارها» البلديون من البيئيين الذين كانوا الأساس في الدفاع عن الخليج عبر السنوات؟

ومن يصدق أن دفن السواحل سيكون ضمن مخططات المجالس البلدية المنتخبة بعد أن كانت «حماية البيئة» أحد أهم البنود في مخططات مرشحيها الانتخابية؟

إذا كان «تدمير البيئة» و «تخريب الموائل» و «دفع الكائنات الحية إلى هاوية الانقراض» و «القضاء على رئة البحرين» هي من التضحيات التي من المنطقي ومن مصلحة البلد تقديمها في سبيل إنجازات حقيقية أساسية وضخمة لا غنى للبحرين عنها، فإذا كانت تلك هي القضية، فمن الواجب أن نعرف جميعا التفاصيل والحيثيات الخاصة بها.

من حق جميع البحرينيين أن يعرفوا ويقتنعوا بالمكاسب التي يجنونها مقابل كل هذه الخسارات البيئية والاجتماعية والاقتصادية والصحية المترتبة عليها.

لماذا لا يعلن للناس ولمؤسسات المجتمع المدني المعنية بالذات عن المشروعات المستقبلية القريبة والبعيدة والأهداف المرادة منها والمكاسب التي ستحققها للوطن قبل أن يتم إقرار تلك المشروعات، وإلى جانبه إعلان وشرح لكل الخسائر البيئية وفرص الاستثمار المستقبلية الضائعة في السياحة البيئية والخسائر الاجتماعية والاقتصادية والصحية المترتبة على إقامة تلك المشروعات؟

لماذا لا يسمح لنا بالمشاركة في تقرير مصير ثرواتنا الطبيعية؟

لماذا نترك للتكهن والتوقع وسماع الإشاعات وترجيح كفة بعضها على بعض أو استراق الأخبار؟

الموضوع يعنينا جميعا والخسارات البيئية والصحية والاقتصادية والاجتماعية هي خساراتنا نحن، فكيف يقرر كل شيء بشأنها في غيابنا؟

إذا كان متخذو القرار يراعون المصلحة العامة فبودنا أن نعرف ذلك معهم وأن نشارك في فهم وتطبيق معنى المصلحة العامة.

إذا كان هناك تخطيط منظم لمستقبل البحرين فإننا نريد أن نطلع على ذلك التخطيط قبل أن ينفذ وندلي بمرئياتنا حوله كأصحاب شأن ومعنيين. لا معنى لأن نترك للشك والتغييب حتى يبدأ تنفيذ المشروعات كي لا نجد أمامنا سوى الجري المنهك في محاولة شبه يائسة لإنقاذ كائن حي من الانقراض أو موئل مهم من التدمير بعد أن تكون كل القرارات المتعلقة بالموضوع قد اتخذت. يجب أن نكون جزءا من تلك القرارات ليكون للديمقراطية والمشاركة الوطنية معناها.

عندما نكون جزءا من التخطيط للقرار أثناء صنعه نستطيع أن ننبه أو نلفت النظر الى ما يغيب في معظم الوقت عن أولويات القرار المبني على مرئيات المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال والسياسيين الاقتصاديين. وفي أضعف حالات إسهامنا في التخطيط للمشروعات الكبرى، أي عندما لا يكون بإمكاننا وقف مشروعات أو تغيير خطها أو حجمها أو شكلها، فإنه يكون لعلمنا المسبق بالمشروعات القادمة وحجمها ومداها وانتشارها مرشد لنا لتحديد المشروعات البيئية التي من الممكن استثمار الوقت والجهد فيها.

فعلى سبيل المثال نستطيع تحديد مواقع لمحميات بحرية من الممكن أن تبقى «محميات» بدلا من تشتيت الجهود في كل اتجاه لحماية ما لا يمكن حمايته بحال من الأحوال، لأنه ضمن مخطط استثماري قادم.

التحدي الأكبر الذي يواجه حماية البيئة وصون الثروات الطبيعية هو أن يكون للبحرين مخطط معلن لمشروعاتها الحالية والقادمة.

من يا ترى يستطيع مساعدة البحرين لاستثمار هذا التحدي لصالح مستقبل أفضل لأبنائها؟

إقرأ أيضا لـ "خولة المهندي"

العدد 1713 - الثلثاء 15 مايو 2007م الموافق 27 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً