العدد 1761 - الإثنين 02 يوليو 2007م الموافق 16 جمادى الآخرة 1428هـ

مسئولية «العلاقات العامة» تنفيذ برامج التواصل مع المجتمع

داعيا إلى المزيد من الانفتاح... «ملتقى الممارسين»:

لم يعد مفهوم وطبيعة عمل العلاقات العامة كما في السابق يتولى تخليص المعاملات والقيام بمهمة توديع واستقبال الزوار، إذ أصبحت العلاقات العامة تدخل الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفي الوقت نفسة تلعب دورا كبيرا في هذه المجالات الرئيسية، وفي الدول المتقدمة يأتي جهاز العلاقات العامة في الدرجات العليا من الهرم الوظيفي لأنه يكون على اتصال مباشر مع الهيئات العليا في الإدارة، وهو يلعب دورا رئيسيّا في وضع الاستراتيجيات والخطوط العريضة لمهمة الإدارة أوالمؤسسة.

عدد من المشاركين في الملتقى الخليجي الاول لممارسي العلاقات العامة الذي بدأت أعماله أمس الاول ويختتم الخميس المقبل أكدوا أن مسئولية اجتماعية كبيرة تقع على عاتق العلاقات العامة في المؤسسات والهيئات المختلفة عبر تنفيذ برامج التواصل مع المجتمع، وأن اتساع الوعي لدى إدارات المؤسسات بأهمية هذا الجهاز أصبح أمرا لابد منه.

مدير دائرة التسويق والمتابعة بجامعة البحرين محمود أسد قال: «إن العلاقات العامة هي العمود الفقري لأية مؤسسة، وتعتمد عليها كل المؤسسات والهيئات سواء من ناحية الخطط التطويرية أوالتسويق أوالانجازات التي تحققت وغيرها». مضيفا «لهذا لم يعد عمل العلاقات العامة في القيام بمهمة الاستقبال وتوديع وتشريفات»، مؤكدا ان هذا الدور تغير الان وأصبحت العلاقات العامة لها دور محوري ومهم عبر المساهمة في اتخاذ القرارات المهمة واعادة الهيكلة السليمة، وقياس الرأي العام.

تطور واضح

في حين ذكر رئيس جمعية العلاقات العامة البحرينية فهد إبراهيم الشهابي أن غالبية أقسام ودوائر العلاقات العامة في المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة في البحرين يقتصر دورها واهتماماتها على المراسم والاعلام من دون القيام بالدور الحقيقي للعلاقات العامة. وكان عملها ينصب على كتابة الاخبار والتقارير التي تدور حول «ودع واستقبل» من أجل توزيعها على وسائل الاعلام لنشرها سواء في الصحف او الاذاعة والتلفزيون او وكالات الانباء.

ولفت الشهابي إلى أنه الآن تغير المعنى الحقيقي للعلاقات العامة والمرتبط أساسا لخلق صورة ذهنية عن المؤسسات التي يمثلونها لدى الجمهور المستهدف وهو أساسا عمل العلاقات العامة مع امكان تسخير الاعلام والمراسم للوصول الى الهدف الأساسي وهو بناء الصورة الذهنية والحفاظ عليها ولذلك كانت ادارات العلاقات العامة في الوزارت والهيئات أهملت في السنوات الماضية الاساس وتم التركيز على الأدوات الفرعية وهي الاعلام والمراسم على رغم انه جسم متكامل لا يمكن مواصلة الطريق من دون الآخر.

وأضاف نتيجة التطورات الحاصلة على مستوى عمل أجهزة العلاقات العامة في المنطقة والعالم لابد من أن تتطور عمل العلاقات العامة لدينا وهذا ما حصل في الفترة الاخيرة، اذ ازدادت أهمية الوعي بدور العلاقات العامة وبالصلاحيات التي يجب أن تتوافر لدى مسئول العلاقات العامة حتى يتمكن من تنفيذ مهماته بأكمل وجه.

وعن أسلوب وعمل ادارات واقسام العلاقات العامة بالدوائر الحكومية، أجاب الشهابي: «لدينا مجموعة من الخبرات في القطاع العام ولكن للأسف غير قادرين على إظهار امكاناتهم بسبب نقص الموارد المالية مقارنة بالمصارف الاستثمارية والشركات الكبيرة، لذلك فإن الفارق الكبير بين موازنات الدوائر الحكومية والخاصة يشكل عبئا على القطاع العام ويجعل جهود العلاقات العامة في القطاع الخاص أوضح وأبرز. وأشار الشهابي الى التطور الحاصل في العلاقات العامة بحيث اصبحت لدى الكثير من الجامعات والمعاهد في البحرين برامج تدريسية للعلاقات العامة اذ تمنح الشهادات المعترف بها في هذا المجال، لافتا الى مسئولية الجمعية لتأهيل جيل جديد من البحرينيين بهدف إكسابهم الخبرة العملية والاكاديمية في هذا المجال وبهدف الوصول الى قطاع علاقات عامة متكامل في البحرين.

كان وظيفة من لا وظيفة له

وقالت اختصاصية علاقات عامة بشركة بتلكو عاطفة علي بن رجب: «إن العلاقات العامة في السابق كانت تعتبر وظيفة لمن لا وظيفة له، بمعنى أن أي شخص تريد الجهة التي يعمل فيها التخلص منه أو تحييده تقوم بتحويله إلى العمل في العلاقات العامة». مضيفة «في حين تغير هذا المفهوم الآن كثيرا وأصبحت العلاقات العامة فنا يحتاج الى قدرات. لذلك أصبح التنافس الشديد بين الشركات والهيئات والمؤسسات يعتمد أساسا على العلاقات العامة».

وذكرت «لقد تغيرت كذلك طبيعة عمل العلاقات العامة اذ اصبحت ترتبط بكل ادارات واقسام الجهة التي تعمل فيها وتتداخل مهمتها مع طبيعة عمل هذه الادارات»، مؤكدة أن التغيرات الفكرية والثقافية والسياسية واتباع مفهوم الشفافية جعل دور العلاقات العامة يزداد ويكبر سواء في البحرين او المنطقة والعالم ككل. وأشارت الى ان الشركات والمؤسسات الخاصة طورت من مفهوم العلاقات العامة وأسلوب عملها أكثر وأسرع من الوزارات والهيئات الحكومية، نظرا الى ان الجهات الحكومية تحكمها سياسات معينة وموازنات محددة، لذلك لم تستغل موظف العلاقات العامة لديها على رغم الكفاءات والخبرات بالصورة الصحيحة.

تغييرات جوهرية

من جانبها، قالت الأمين المالي لجمعية العلاقات العامة البحرينية، منى حسين: «لاشك أن مفهوم العلاقات العامة وطبيعة عمل هذه الأقسام والادارات حدثت فيها طفرة كبيرة, وشهدت تغييرات جوهرية، إذ كانت في السابق وظيفتها توزيع المراسم على وسائل الاعلام، وتخليص معاملات ليس أكثر في حين أصبحت الآن الفكرة من العلاقات العامة أكبر وأوسع وأصبحت المجالات واسعة ويساهم في عملها كلا الجنسين في القطاع الحكومي والخاص».

واضافت «بدأت الدوائر الحكومية الآن التفكير الجدي من أجل تغيير نمط عمل العلاقات العامة وأصبحت الاضواء تسلط على أقسام العلاقات العامة نتيجة الانفتاح الذي شهدته البلاد ومستوى الشفافية الذي بدأ شيئا فشيئا يأخذ مساره الصحيح في عمل هذه الإدارات.

وأعربت حسين عن تفاؤلها بمستقبل العلاقات العامة والتطور الذي لابد أن يقع في طبيعة عملها نتيجة التطورات التي تقع في العالم وتأثيرات ذلك على طبيعة عمل العلاقات العامة بحيث ان المستقبل سيكون لها نتيجة وجود مساحة اوسع ومجال ارحب للعمل والحركة وبمشاركة الجنسين للانخراط في المجال وهذا ما تعكف الجمعية على القيام به عبر تشجيع جيل الشباب على الدخول في هذا القطاع.

وذكرت حسين ان الدراسة الاكاديمية اصبحت شيئا مهما في هذا المجال من أجل اكساب الدارس احدث النظريات وأحدث المستجدات مع تنوير الفكر لفهم العلاقات العامة من الاساس والسعي فيما بعد لتطبيق القوانين والمفاهيم المرتبطة بعمل العلاقات العامة التي اصبحت علما يدرس في الجامعات التي تمنح الشهادات في هذا المجال.

عمل معقد وشاسع

وقالت مشرف اول بقسم الاعلام والاتصالات ببنك البحرين للتنمية، زين الشهد: «ان العلاقات العامة هي وظيفة متكاملة من التواصل والاتصال بين المؤسسات والأدوات تعمل جنبا الى جنب لتحقيق هدف منشود تبعا لتوجهات كل مؤسسة, وهو هدف الأساس منه تحقيق العمل والترويج لمنتج معين والاتصال المباشر بين مختلف المؤسسات المعنية بالموضوع سواء على المستوى المحلي او الاقليمي او الدولي».

واضافت الشهد قائلة: «لقد اصبح هذا العمل الآن معقدا وليس سهلا كما كان في السابق اذ اصبح عمل العلاقات العامة يتطلب المزيد من التطوير والمتابعة المستمرة حتى يؤدي دوره في توصيل الاهداف من دون ان تكون الاساليب تقليدية وروتينية كما كانت متبعة في السابق. بل الهدف من ذلك توصيل الافكار بأساليب متطورة تتمكن من لفت الانظار والاقبال عليها».

واشارت إلى أنه من أجل تحقيق ذلك يحتاج ذلك الى التحديث المستمر حتى يؤدي الغرض المطلوب منه، مؤكدة تطور اسلوب عمل اقسام وادارات العلاقات العامة في البحرين عما كان عليه في السابق، إذ كان يسير بشكل روتيني ومقتصرا على افراد معينين يقومون بأدوار بسيطة غالبيتها أدوار شكلية رسمية وبروتوكولية ومراسم وأمور تقليدية حتى وان لم يكونوا يملكون الخبرات او الدراسة الاكاديمية للقيام بهذه الادوار وهي أمور شكلية يمكن لأي شخص القيام بها في حين أصبحت مهمة وعمل العلاقات العامة الآن تتطلب المهارات والخبرات على مستوى اللغة والحديث والافكار واللباقة والقدرة على توصيل الافكار بسهولة ويسر اضافة الى القدرة على التواصل مع الاشخاص بمختلف انتماءاتهم وثقافاتهم، ومواكبة احدث المستجدات التي تحصل على الصعيد المحلي او العالمي بالاستفادة من التطور في قطاع الاتصالات المختلفة. اختصاصية اعلام خارجي بوزارة الاعلام، عائشة حافظ، قالت، من خلال السنوات التي عملت فيها، وتقارب نحو 20 عاما، أجد أن مفهوم العلاقات العامة تغير كثيرا عن السابق، فقد اصبحت مهنة تحتاج الى مهارة وفن وعلم وكذلك أسلوب للتعامل مع مختلف الثقافات والأمزجة.

واضافت «لقد ظهرت الكثير من المؤسسات والشركات التي تقدم خدمة العلاقات العامة عبر اشخاص تم تأهيلهم خصيصا لذلك وتقدم هذه الخدمات مقابل مبالغ كبيرة تتلقاها».

وأردفت «ان العلاقات العامة في الهيئات والمؤسسات لابد ان يتطور العمل فيها نتيجة تطور مفهومها على مستوى العالم أجمع».

اما اختصاصي مراسم وتشريفات اول بمجلس النواب نبيل الشروقي، فقد قال: «من خلال خبرتي في مجال العلاقات العامة، كانت الفكرة مختلفة تماما عما عليه الآن، إذ أصبح عمل العلاقات العامة الآن يعتمد على فكر مختلف ومفهوم عصري يعتمد على تقديم المعلومة بكل شفافية ووضوح بعيدا عن التلميع».

العدد 1761 - الإثنين 02 يوليو 2007م الموافق 16 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً