العدد 1781 - الأحد 22 يوليو 2007م الموافق 07 رجب 1428هـ

عمومية اتحاد الكرة متى تصحو؟!

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

دور الجمعيات العمومية في كل الاتحادات والأندية يكمن في مراقبة عمل إدارات هذه الاتحادات والأندية، ولابد أن تكون لها الكلمة عندما تحدث الأخطاء وتتراكم لسنوات عدة، وهنا يجب على هذه الجمعيات العمومية التدخل فورا لإيقاف مثل هذه السلبيات التي تضر بالمصلحة العامة.

من هذا المنطلق، ونحن نرى الإخفاقات المتتالية لمنتخباتنا الوطنية لكرة القدم من الناشئين للشباب والفريق الأول الأبرز بانتكاساته المتتالية، نتساءل عن دور الجمعية العمومية في اتحاد الكرة الغائب تماما عما يجري.

والغريب في الأمر أن المسئولين في الأندية يعترفون بهذه الأمور، ولكن عند المواجهة تراهم يتراجعون… فهل هناك تأثيرات خارجية تمنعهم من تأدية دورهم الفاعل والمطلوب في مثل هذه الظروف؟

المنتخب الوطني خسر على ملعبه وبين جماهيره بعدما حشد اتحاد الكرة الجماهير للحضور، وفعلا لبت الجماهير النداء وحضرت مبكرة وملأت ارجاء الاستاد الوطني، ولكن خذل الفريق واتحاد الكرة جماهيره في فرصة لن تتكرر فيما بعد، وظننا أن الجمعية العمومية ستأخذ قرارا ما لمناقشة اتحاد الكرة بشأن هذه الانتكاسة بعدما كنا على بعد خطوات من التأهل العالمي، ولكن لا جواب ولا رد ولا حس ولا خبر، فالجمعية العمومية غارقة في سبات عميق!

جاءت دورة الخليج (18) التي أقيمت في الإمارات، وصار ما صار فيها ودقت ساعة الإخفاق المتكرر، والانتكاسة تتجدد وتعود علامات الخذلان لجماهيرنا من الأحمر ويودع الفريق البطولة من جديد. وقلنا لعل هذه المرة تصحو الجمعية العمومية من سباتها المطبق، وقمنا في «الوسط الرياضي» ببعض المحاولات الجادة لإيقاظ بعض رؤساء الأندية للتحرك الجماعي، ولكن وجدنا ردة الفعل سلبية وبعيدة من الواقع ولسان الحال يقول لا تتعب نفسك فأنت «تؤذن في خرابة».

وخلال تلك الفترة الزمنية قلنا يمكن أن يخرج علينا رئيس أحد الأندية يطالب بعقد جمعية عمومية استثنائية لدراسة الوضع المحلي في الكرة للتخبط الواضح في وضع الاستراتيجيات والخطط المستقبلية لاتحاد الكرة، سواء كان ذلك عبر برنامج المسابقات أو في مراحل إعداد المنتخبات الوطنية.

ومضينا في الأمر ومضت الجمعية العمومية لاتحاد الكرة تواصل سباتها المطبق ولا من جواب ولا أحساس بالمسئولية. ومن بطولة خليجي (18) إلى البطولة الآسيوية 6 أشهر تقريبا مضت جاء فيها التأهل إلى النهائيات بالفوز على الكويت إلى جانب التأهل إلى التصفيات النهائية لألمبياد بكين 2008، وقد تحسب ايجابية للاتحاد لهذين التأهلين، ولكن الأخطاء مازالت موجودة وتم التغاضي عنها ولم يفتح ملفها. وجاءت البطولة الآسيوية التي شارك فيها الأحمر وخرجنا منها بمرارة وقهر و»بطة جبد» نتيجة الاستراتيجية غير الموفقة والهدف الضائع والذي حذرنا منه سابقا، وقلنا لاتحاد الكرة عليك أن تحدد في المرحلة المقبلة إما إعداد فريق جديد للمستقبل وإما تعلن أنك ذاهب لخطف كأس آسيا. ولكن اتحاد الكرة دائما يعمل بمبدأ الطوارئ المؤقت، وصار يعد الفريق خلال شهر ونصف لكي يعود إلى البحرين بانجاز الكأس الآسيوية، من دون أن تكون لديه أجندة واضحة لا على المستوى المسابقات المحلية ولا على المستوى الاستحقاقات الخارجية، وبالتالي ضعنا وتهنا في تحقيق هذا الهدف.

هل بعد كل هذا تستمر الجمعية العمومية في التفرج على الأخطاء والانتكاسات من دون محاسبة اتحاد الكرة!؟

أنا أعجب كثيرا من هذه الجمعية العمومية، تشد هممها وترفع سلاحها بقوة وتكتب خطابا رسميا باسمها من اجل زيادة عدد فرق «الممتاز سابقا»، وتضع قانونا بهبوط فريقين وصعود فريقين، وتتحرك غيرة على واقع المسابقة، وتم فعلا بغالبية الأصوات ما تريده على مستوى المسابقات المحلية من أجل صالح احد الأندية في البحرين!

ولكن في المقابل، عندما يواصل اتحاد الكرة أخطاءه وإخفاقاته في الحصول على انجاز نتيجة الإعداد غير الواضح والتخطيط غير المدروس، فلا نرى من الاتحاد أي نوع من العمل الجاد الفعلي في تطوير مسابقة الدوري إلا بالرعاية السلبية التي لم تنفع المسابقة إلا بالأموال الطائلة لحساب الاتحاد، من دون أن تكون لدى الجمعية العمومية أي قرار لإعادة الأمور إلى نصابها ومعالجة الأخطاء في نقاش جاد على طاولة الحوار مع اتحاد الكرة بشأن أخطائه المتكررة.

وأسأل الجمعية العمومية: ما دور لجنة المنتخبات التي شكلها اتحاد الكرة أخيرا؟ هل قامت بالسؤال عن أعضائها وعن دورها الفاعل؟ ومن هم هؤلاء الأعضاء وهل قاموا بدورهم خلال البطولة الآسيوية؟ ولماذا هذا التغاضي عن هذه الأخطاء؟ وإلى متى ستظل الجمعية العمومية باتحاد الكرة نائمة تلتزم الصمت والسكوت وكأن الأمر لا يعنيها؟

نحن نطالب بتفعيل دورها الرقابي لمناقشة الأخطاء المتكررة خلال الفترة الزمنية السابقة، ولابد أن يكون لها الكلمة الفاصلة في عقد جمعية عمومية استثنائية تضع الأمور في نصابها، بدلا من الاجتهادات التي تقوم بها وسائل الإعلام في انتقاد الأخطاء المتكررة!

نحن نعلم أن اتحاد الكرة سيعقد مؤتمرا صحافيا للمدرب وللمسئولين فيه، ومن ثم ستجف الأقلام وتطوى الصحف ونعود لما كنا عليه سابقا من تكرار الأخطاء!

فمتى نرى الجمعية العمومية باتحاد الكرة تصحو من سباتها لتحاسب اتحاد الكرة على إخفاقاته وانتكاساته المتواصلة. نعم، نحن نتحرق شوقا لرؤية ما ستفعله الجمعية العمومية من دور بارز في عملها الرقابي.

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 1781 - الأحد 22 يوليو 2007م الموافق 07 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً