العدد 1802 - الأحد 12 أغسطس 2007م الموافق 28 رجب 1428هـ

اتحاد الكرة وماتشالا في ورطة!

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

حملت القرعة التي أجريت يوم الاثنين في ماليزيا لمنتخبات آسيا الكثير من المفاجآت وإرباك البرامج الموضوعة سلفا لمعظم المنتخبات الآسيوية ما يجعلها تعيد حساباتها من جديد ومنها نحن في البحرين وما أن تم الانتهاء من إجراء القرعة حتى كان رد الفعل من قبل اتحاد الكرة والجهاز الفني للمنتخبين الوطني الأول والأولمبي بالسلبية التامة وكأنما الطير حلّ على رؤوسهم وجعلهم يعيشون الورطة التي ليس لها حل.

وهذا دليل قاطع ومؤكد على أن الإخوان في اتحاد الكرة لا يعملون وفق استراتيجية معينة وواضحة وشفافة إلى جانب خطة عمل علمية تضع الأمور في نصابها بل تتعدى ذلك تضع البدائل في حين عدم تحقق المطلوب. والعمل بأسوء الأمور حتى تكون في المفهوم العلمي المدروس أن الأمور قابلة للتبديل ولكن اتحاد الكرة لم يكلف نفسه في وضع برامجه وخطط عمله واستراتيجياته وفق المفهوم العملي المفروض أن يكون.

من الآنَ نسمع كلمات الورطة وإرباك البرنامج كأنما هناك أمر ما في المستقبل فيما لوحدثت نكسات كسابقاتها.

نحن نعتقد أنّ ماتشالا هو مَنْ وضع المنتخب الوطني الأول في ورطة حقيقية عندما تعامل مع أحداث نكسة آسيا الماضية بأسلوب مقزز وغير سوي مع اللاعبين عندما حمّلهم مسئولية الخسائر وفي الجانب الآخر أظهر اللاعبون ما كان مخفيا عندما قرر بعضهم الابتعاد عن الملاعب الدولية بسبب تعامل ماتشالا مع نجومنا وهو يعلم بالحاجة الماسة لهم في أي وقت ولكنه هذه المرة زاد الطين بلة حيث كان يفكر في إعداد الأولمبي لمباريات المنتخب الوطني الأوّل وخصوصا أن برنامج الاتحاد الآسيوي في تصفيات كأس العالم 2010 كان سيبدأ في فبراير/ شباط من العام المقبل 2008 ولكن الاتحاد الآسيوي غيّر البرنامج ووضع البداية في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل من العام الجاري وبالتالي ستكون مهمة ماتشالا مزدوجة في تضارب مباريات المنتخب الأوّل مع مباريات الأولمبي وبالتالي ستكون هناك صعوبة في إشراك المنتخب الأولمبي في المسابقتين الأهم من ذلك إلى اليوم لم نسمع اتحاد الكرة قد أصدر بيانا يوضح فيه أهمية المسابقتين أما أن نعمل بجدية للتأهل إلى نهائيات 2010 أو نعمل للتأهل إلى أولمبياد بكين 2008 فنضع العمل الجاد للتي نحددها للتأهل.

ولكن أن نعمل على الاثنين وفق هذه الظروف حاليا فمن الصعوبة أن نحقق إحداها وبالتالي لا يحق لنا أن نبكي على اللبن المسكوب.

نعود للمدرب ماتشالا الآنَ كيف سيتعامل مع الأحداث بعدما «طنش» بعض النجوم بتعامله وأجبرهم على الابتعاد فهل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟

على ماتشالا أنْ يفكّر بجدية ومن أجل مصلحتنا نحن في المقام الأوّل ؛ لأنه يعمل لدينا وليس العكس.

كان على اتحاد الكرة التعاقد مع مدرب متفرغ للأولمبي تحت إشراف ماتشالا لكي تحل هذه المشكلة وفي هذا المقام لانزال نطالب بلجنة فنية تضم الشخصيات الكروية والنفسية والعلمية لمراقبة عمل المدرب ورفع توصياتها إلى مجلس الإدارة لأن تركنا ماتشالا يعمل وكأنه المعصوم الذي لا يخطأ فلن نحقق مانصبو إليه وسيقع الفأس على رؤوسنا جميعا.

ونحن نؤكد لو كانت هذه اللجنة موجودة لاستطاعت أن تضع النقاط على الحروف وإيجاد الحلول التي تحمي منتخباتنا الوطنية وعلى اتحاد الكرة أن يجتمع بالمدرب ماتشالا لطرح أفكاره وآرائه واقتراحاته ولا يجوز ترك ماتشالا لتصريحاته بين الحين والآخر ويبرر ما يريده هو ويجعله في الواجهة السليمة ونحن جميعا على خطأ في ما يعتقد بأننا مخطئون.

نطالب اتحاد الكرة بان يفكر بعقلانية وواقعية وان يزن الامور بتدبر وبفهم علمي متقن أي بمعنى آخر أن يقول لنا نحن سنضع قوتنا وإمكاناتنا المتاحة في سبيل الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2010 أو التأهل إلى أولمبياد بكين 2008.

ثم عليه أن يفكّر في الطريق الأسهل؛ أي هل لو وضعنا قوتنا في تصفيات كأس العالم بإمكاننا التأهل مع بطاقتين فقط في ظل وجود فرق سبقتنا في التأهل الفني والنفسي والبدني أمثال اليابان واستراليا وإيران وغيرها من المنتخبات وهل مشوارنا في هذا الطريق صعب أم لنا الفرصة متاحة إلى التأهل.

وعليه أنْ يضع في اعتباراته التصفيات النهائية لأولمبياد بكين 2008 عندما نلعب أمام كوريا الجنوبية وسورية وأوزبكستان هل بإمكننا أن نتأهل لابدّ من وضع نسبة مئوية للحالتين وأيهما باستطاعتنا التأهل لها وأيهما الأهم لو تأهلنا لهما؟

النقاش والحوار مع الجمعية العمومية باتحاد الكرة مطلوب في تسيير برنامج الدوري وعلى اتحاد الكرة أن يستمع إلى مقترحات الأندية بجدية حتى بشأن المنتخب لعله يحصل على المخرج من ورطة التضارب الموجود حاليا في مباريات المنتخبين الأول والأولمبي أملنا كبير في اتحاد الكرة أن يعمل بهدوء ويفكّر برجاحة عقل وطول بال وعدم إرباك نفسه ومازال الوقت مبكرا لكي يفكّر في وضع البرنامج المستجد بعيدا عن العواطف والمجاملات التي قد تحدث وبعيدا عن كلمات الورطة والتورط وأن يسعى إلى استعادة مياه اللاعبين إلى مجاري المنتخب الوطني الأول.

بعد نكسة آسيا علينا التفكير بجدية وبعلم ودراسة بعيدا عن التخبّط ولابدّ من أخذ إحدى المسابقتين للتأهل من أجلها لا العمل في تخبّط لأخذ الاثنتين ونحن نعلم بأننا لن نستطيع ذلك.

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 1802 - الأحد 12 أغسطس 2007م الموافق 28 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً