العدد 1837 - الأحد 16 سبتمبر 2007م الموافق 04 رمضان 1428هـ

الهلال السياسي!

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

أتفهم أن لكل فقيه رأيه الخاص في تثبيت الهلال، وأتفهم أن يختلف المجتهدون في الأسس التي يعتمد عليها بداية كل شهر، وما طالت المسألة اجتهادية صرفة فمن البديهي أنها مرشحة لتعدد الآراء وتعدد وسائل الثبوت، وهو أمر لا اختلاف عليه. الأمر الحاصل في البحرين سنويا لا علاقة له بـ «الاجتهاد» فغالبية من يجتمعون لتثبيت الهلال ليس لهم اجتهاد خاص في طريقة الثبوت، وإنما هم مقلدون ويعملون بما يطابق فتاوى مقلديهم، وبالتالي لا وجه لهذا التعدد في أهلة شهر رمضان خصوصا، وأهلة الشهور الأخرى عموما.

ليس الحديث هنا عن من يعتمدون وجهة النظر الفلكية في ثبوت الهلال، فهؤلاء عادة ما يحسمون أمر الهلال مبكرا وقبل حلول الشهر بأيام، وذلك طبقا لرأي من يرجعون إليه فقهيا، وإنما الحديث عن من يعتمدون الرؤية وسيلة لذلك، لماذا يختلفون في غرة شهر رمضان ما طالت الوسيلة الفقهية واحدة وهي الرؤية؟

أعتقد أن السبب في هذا الاختلاف هو تعدد مجالس القرار في ذلك، فتجد في البحرين أكثر من مجلس يستقبل الشهود، وكل مجلس له أتباع، بل وشهود أيضا! حتى أن بعض الشهود لا يرغبون في الحضور إلا في مجلس ما! ويجتمع كل مجلس مع شهوده وتبدأ الاختلافات فينقسم الهلال إلى هلالين أو ثلاثة في بعض السنوات، حتى أن في بعض البيوت تجد الأب صائم، والابن على خلافه، وتجد الأم صائمة والبنت على خلافها وربما جميعهم يرجعون إلى فقهاء يعتمدون وسيلة واحدة لثبوت الهلال!

لا أود تحميل السياسة تبعات هذا الاختلاف السنوي المتكرر على الهلال، ولكن الملاحظ وهو مما يؤسف له، أن التوجهات السياسية هي الحكم الفصل في ثبوت الهلال أو عدمه، فكل تيار له مرجعيات دينية يعتمد عليها في دخول وخروج شهر رمضان المبارك عند الله واللا مبارك عندنا إذ بحلوله تحل الاختلافات وتذهب البركات وكأنه شهر الفتنة والأضغان وليس شهر الرحمة والغفران.

السؤال: هل يجب شرعا على كل مجتهد أن يستقبل شهود هلال شهر رمضان؟ فضلا عن العلماء من غير المجتهدين؟ إذا لماذا تعدد مجالس الرؤية في بلد صغير مثل البحرين؟ ثم هل علماء البحرين بمختلف مرجعياتهم الدينية، وتعدد توجهاتهم السياسية، غير قادرين على أن يجلسوا ليلة الاستهلال تحت سقف واحد، ليخرج قرار الهلال بصوت رجل واحد منهم؟ وإذا فشلوا في تحقيق اجتماعهم ووحدة كلمتهم، فكيف سينجحوا في تحقيق اجتماع الناس ووحدة كلمة الناس؟

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 1837 - الأحد 16 سبتمبر 2007م الموافق 04 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً