العدد 1874 - الثلثاء 23 أكتوبر 2007م الموافق 11 شوال 1428هـ

«المنبر» على منبر الوحدة!

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

أعجبني أيما إعجاب وأطربني أيما طرب بيانك الرائع الذي نمقته تنميقا، ورصعته بلآلئ القول، وزينته بجواهر الكلام، فبدا كقلادة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين، وبدا قدسيا لم أجرؤ على قراءته إلا متوضئا بشيء من ماء زمزم الذي كانت أمي أحضرته لي قبل أيام من مكة المكرمة وكان ذلك من حسن حظي!

يا زعيمَ المنبريين وشيخهم النائب الشيخ عبداللطيف الشيخ قولك في بيان أمس كان لطيفا كاسمك، ولا ينطق به إلا شيخ أيها الشيخ؛ لذلك كنت رائعا لحظة كتابتك هذا البيان، كنت مبدعا لحظة انتقائك مفردات هذا البيان، كنت وحدويا وطنيا كنت رفاعيا وستراويا! كنت زلاقيا وسنابسيا! كنت حديا ومالكيا كنت كل ذلك لحظة خطت يمينك بيان أمس، إنها لحظة منبرية جميلة وليتها كانت كل لحظات جمعية المنبر الوطني الإسلامي!

بيان «المنبر» المنشور في الصحافة أمس يحذر من «الطرح الطائفي والتراشق بالتصريحات» جميل! ويدعو إلى «التمسك بالوحدة الوطنية وثوابتها» ممتاز! كما ذكر البيان أيضا أن «أهم ما يميز المجتمع البحريني هو التنوع بين الطوائف والتوجهات» رائع! وقال البيان أيضا كلمة جميلة ملائكية وهي: «إن ترسيخ فكرة وجود الآخر يجعل لوجودنا قيمة» الله الله الله!

لله درّك أيها البيان المنبري المقدس أوجزت فأبلغت، ورميت فأصبت، تنشد الوحدة والاتفاق، وتنبذ الفرقة والشقاق، ما أنبل نداؤك، فهل من مذكر؟ ما أقدس دعوتك فهل من ملبٍ؟ وقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي!

كل ما فيك جميل أيها البيان إلا مكان نشرك! أمثالك ينشر على صفحات الصحف؟ لا والله ليس مكانك هنا، فأنت أكبر منها جميعا، ولا تليق بك إلا لوحة الإعلانات في جمعية المنبر الوطني الإسلامي فهي أكثر مكان يمكن لك أن تؤدي دورك فيه، حتى يقرأك أعضاؤها غادين ورائحين، داخلين خارجين، في العشي والآصال فإن الذكرى تنفع المؤمنين!

أيها البيان المنبري مكانك هناك حتى يقرأك المنبريون الذين وقفوا صفا واحدا كالبنيان المرصوص في وجه مقترح تدريس المذاهب الخمسة في لجنة الخدمات التي كانت كتلة المنبر تتربع على عرشها في الفصل التشريعي الأول، فأجهضت المقترح ترسيخا لـ «مبدأ تفهم وجود الآخر» نعم المبدأ الذي تغنى به البيان!

أيها البيان المنبري مكانك هناك من حيث أتيت حتى يقرأك من أعدوا أشرطة الطابور الخامس، ورموا بها فئة كبيرة من المواطنين في وطنيتهم حتى وزعوا تلك الأشرطة المسجلة مجانا قربة إلى الله تعالى على القاصي والداني، «حفاظا على الوحدة الوطنية وثوابتها، ووأدا للطرح الطائفي» كما عبّر البيان المنبري!

أيها البيان المنبري مكانك هناك حتى يقرأك من أشعلوا فتنة الفلوجة فغشي المجلس دخان لم يزل يحلق في سماء الوطن، دخانٌ أسود يباعد بين الأسرة الواحدة، متناسيا من أشعل تلك الفتنة أن «أهم ما يميز المجتمع البحريني هو التنوع بين الطوائف والتوجهات» حسبما جاء في البيان!

الشكر لكم جزيل وافر أيها المنبريون، فمن يدري لعل فتح أبابي «الداخلية» و «الدفاع» على مصراعيهما للعاطلين من كل الطوائف بلا استثناء سيكون على أيديكم بعد إيمانكم الراسخ بـ «احترام التنوع الطائفي» الذي وثّقه البيان، ومن يدري لعل المطالبة بعدم استثناء طائفة كبيرة من المناصب العليا إلا ما ندر ستأتي هذه المرة على لسانكم تحت قبة البرلمان؟ ومن يدري لعل مقترح تدريس المذاهب الخمسة سيعود إلى المجلس ويكتب له النجاح بفضل جهودكم بعد أن حذرتم في بيانكم من «المساس بالمذاهب والأديان» و«كَبُر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون» (الصف: 3)!

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 1874 - الثلثاء 23 أكتوبر 2007م الموافق 11 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً