العدد 1895 - الثلثاء 13 نوفمبر 2007م الموافق 03 ذي القعدة 1428هـ

هوامش على الكتابة الصحافية

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

يكتب الكاتب مقالا معينا في شأن ما، يتطرق إليه حول بعض الحالات أو الظواهر الاجتماعية أو السياسية... في غالبية الأحيان يحاول الكاتب التمويه بشأن الأسماء والأشخاص, خصوصا وإننا في مجتمع شرقي وغير مقبول فيه أن يخطئ الشخص. فثقافة “كل ما أقوم به صحيح بالمطلق وغير قابل للنقاش” هي ثقافة سائدة ليس لدى عموم الناس؛ بل في أوساط المثقفين.

قبل فترة من الزمن، خضت سجالا طويلا محاولا إقناع صديق لي، بأن ما كتبته لا يعنيه من قريب أو بعيد، وأقسمت له بأغلظ الايمان بأن الموضوع فيه شيء من الواقع، وقريب من حالته وينطبق على بعض سمات شخصيته؛ إلا أن ذلك لا يعني أنني أقصده وأنه كان بذهني حينما كتبت المقال، وقلت له: إن جميع البشر متشابهون، فهل يعقل أن لا تكون بينهم بعض السمات المشتركة! صديقي لم يقنع وأقام لي محكمة، مع أنه من الداعمين لحرية التعبير لأقصى حد!

تماما حينما يكون هناك عامل أو موظف يخون مهنته، فإن هناك من الكتاب والصحافيين من يستغل مهنته فيما ينافي الأخلاق والقيم والمبادئ والأعراف الصحافية. فذاك يكتب تصفية لحسابات معينة، وآخر يكتب لإبراز شخصية معينة، وغيره يكتب تضليلا على مصائب معينة... ناهيك عن قيام بعضهم بالكتابة من أجل مصلحة معينة. فمثلا من كان في حاجة إلى توظيف أو خدمة أو تجاوز للقانون فإنه يكتب تجريحا وتوبيخا وشتما في تلك المؤسسة أو الوزارة أو ذاك المسئول!

لذلك، أجد نفسي وجميع مشاعري وأحاسيسي الداخلية تصل لحال مرضية جدا، ويسود الانشكاح اللا محدود جسدي وتصيبني قشعريرة حينما يتحدث البعض عن الاستغلال السيئ للقلم. فكأني أخاطب نفسي قائلا لها: الحمدلله لم أكن لأستغل كتاباتي في الصحافة بشكل غير شرعي أو غير أخلاقي، حتى تلك الدعوات التي أشك فيها أعتذر عنها بلباقة، ولم أكتب في الصحافة لكي أنتقم من أحد، فليس لي ثأر مع أحد، ولم أكتب في الصحافة لاستغل أحد. لم يكن لدي أي مردود من الكتابة سوى ما أحصل عليه من مكافأة للعمود، هي (المكافأة) ثابتة، لا تتغير بحسب نوعية المقال أو الظروف أو المزاج, وهي ثابتة ثبات سارية علم وسط قلعة حصينة.

بهكذا خاتمة، يكون المرء قدم عصارة فكره وثقافته، وبذل الجهد في سبيل الله والوطن والناس، ولم يكن من أجل منفعة شخصية أو غرض غير أخلاقي. إذ كل أمر كتبنا من أجله كان من أجل مصلحة الناس، والله شاهد علينا. والحمدلله رب العالمين من قبل ومن بعد.

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1895 - الثلثاء 13 نوفمبر 2007م الموافق 03 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً