العدد 1895 - الثلثاء 13 نوفمبر 2007م الموافق 03 ذي القعدة 1428هـ

«قناة الغرائب» في بلد الغرائب

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

يعزّ علينا ونحن في بداية الموسم الرياضي الجديد أنْ نشاهد الغرائب في بلد الغرائب تتكاثر؛ لتمسي أحد عجائب الدنيا السبع، إذا ما عرفنا أننا نعيش في أوهام الدول الغنية صاحب المصدر النفطي الكبير المصدر إلى دول العالم وأهمّها إلى أكبر الدول أميركا، ونحن لا نستطيع أن نقوم بعمل إيجابي جميل يعجب المتابع والمشاهد لهموم الرياضة البحرينية.

إحدى غرائب الرياضة هي «القناة الرياضية» التي أخذت طريقها لتدخل موسوعة «غينيس» في عدد المباريات والفعاليات المعادة، حتى أمست الإذاعة والتلفزيون تعيد ما أعادته علينا قبل أيام مرة ثانية في ظرف أيام فقط.

مشاهدة بسيطة فقط للقناة الرياضية يمكن أن تطلق الأحكام لتقول: إنها أحد أفشل القنوات الرياضية التي صنعت فقط لإعادة شريط الذكريات، أو على الأقل نقل أرخص الفعاليات التي لا تحتاج لدفع حتى مئة فلس واحدة، نظرة واحدة فقط لقنوات أخرى سترى الفارق الشاسع بين قناتنا المحترمة والقنوات الرياضية الأخرى ولنقل على أقل التقادير تلك القنوات الرياضية البسيطة غير القادرة على نقل أضخم الفعاليات العالمية وإنما على أقل التقادير المحلية بأنواعها وأشكالها المختلفة.

نظرة واحدة عزيزي القارئ تبحث لك عن قناة تستمتع بها بين مئات القنوات على الأقمار الصناعية وإذا تجد منها قناة «الفرات» العراقية وهي إحدى القنوات العراقية المتألقة، تنقل أبرز الرياضات والفعاليات العالمية وتقيم البرامج المتنوعة التي تستحوذ على إعجاب المشاهدين، وتعطي فكرة عمّا هو جارِ بين أوساط الرياضيين، فهذه القناة البسيطة الخاصة الجديدة التي جاءت بعد الحرب الأخيرة تفوقت على قناة رياضية في بلد غني بأشياء كثيرة، أمست تنقل نتائج دوري أبطال أوروبا والدوريات الأوروبية وتقيم البرامج المتنوعة، في المقابل لا نجد حتى برنامجا واحدا يعجب المشاهدين في تلفزيوننا الحبيب، حتى برنامج «ما يطلبه الرياضيون» أوقف بعد أن جذب الكثير على رغم بساطته.

من ضمن غرائب قناتنا الحبيبة التي ندعو لها بالشفاء العاجل أنها لا تعرف إلا رياضة واحدة وهي كرة القدم فحسب، وكأننا في بلد لا يلعب إلا كرة القدم، إذ إنّ المشاهد البحريني يجبر على مشاهدة مباريات الدوري الممتاز حتى ولو كانت ضعيفة، على متابعة مباريات قمة في رياضات أخرى مثل: كرة اليد والسلة والطائرة، وكأنّ المشاهد على موعد مع مباريات من الدوري الإيطالي.

مثلا يوم الجمعة الماضي كنا على موعد مع لقاء قمة بين المحرق والاتحاد، في المقابل كنّا على موعد مع مباراة عادية بين الشباب وباربار في كرة اليد، لتقوم القناة بنقل مباراة كرة القدم التي انتهت منذ الدقيقة الأولى وبخماسية من الأهداف، وهذا حدث في اليوم الذي يليه، إذ نقلت مباريات البحرين والنجمة (4/صفر) والشباب والحالة (6/2)، فيما مباراة سلة بين الحالة وسترة لا تنقل للمشاهدين إلا بالتسجيل بعد أن عرفت نتيجتها، وكأنّ القناة تحب شيئا اسمه الإعادة.

أمس الأول (الاثنين) كان الجميع ينتظر نقل مباراة السلة بين الأهلي والبحرين وخصوصا أنه لا مباريات في دوري القدم، لكن القناة فضلت إعادة حفل افتتاح الدور العربية - قلنا إعادة - وكأنه لا يوجد وقت آخر للإعادة إلا في وقت المباراة.

على القناة الحبيبة وعبر مسئوليها أن تنصف الرياضات الأخرى، إذ كما هو معروف بأن مسابقات الصالات لدينا أقوى من كرة القدم وبالتالي تحتاج إلى الإنصاف وعدم التمييز، حتى وإن كانت من دون استديو تحليلي كما هو الحال مع أحد أضعف الدوريات في المنطقة - أقصد دوري كرة القدم -، وكأنّ القناة الرياضة أطلق عليها «قناة البحرين الرياضية لكرة القدم».

على المسئولين وفي مقدّمتهم وزير الإعلام الجديد أنْ يعطوا القناة الرياضية بعض الأهمية من أجل جذب المشاهد البحريني لقناة بلده، ولاسيما أنّ غالبية المجتمع البحريني يعد من طبقة الشباب الذين يحتاجون إلى لتسلية وسط همومهم الكبيرة التي يعانون منها في بلد الغرائب.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 1895 - الثلثاء 13 نوفمبر 2007م الموافق 03 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً