العدد 1917 - الأربعاء 05 ديسمبر 2007م الموافق 25 ذي القعدة 1428هـ

كارثة هذه الأمة

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

في الكثير من المقالات التي نكتبها - وخصوصا تلك التي نحاول الدفاع فيها عن حقوق المرأة - نجابه بالكثير من المعارضين والمتذمرين من ذلك، كأن المرأة كائن مختلف جاءت من كوكب آخر، عليها جزاءات يجب مقايضتها للعيش على هذه الأرض!

بدءا بمقالي السابق «السيطرة والقانون» الذي تم حذف الكثير من أسطره، والتي كنت من خلالها أحاول التعرف إلى أسباب تأخر ظهور قانون الأحوال الشخصية وتطبيقه! وحذفت فِقرات مثل كيف «أن المرأة مازالت تعاني من تحقيق ما تصبو إليه من الحضور في الأماكن الاستراتيجية، والمهمة على حد سواء، على رغم تفوقها الجامعي، وحصولها على شهادات ودرجات أعلى، ومن الأوائل دائما بشهادة معظم كبار التربويين في البحرين»! وأشياءُ أخرى! حُذِفت! وإني إذ أجهل أسباب ذلك الحذف «أرجو ألا تحذف هذه المرة». أعتقد أن من قام بعملية الحذف يجب أن يعرف أن هذه ليس بشطارة، وأن يكون بدرجة يحق له بها القطع والحذف لن توقف عملية تقدم الحضارة في العالم مهما كان شأنه! ويجب أن يعرف أنه قد يمكنه تحقيق بعض من انتصاراته لبعض الوقت! وربما إعاقة تقدم المرأة اجتماعيا وإعلاميا بتَكرار مثل ذلك القطع بعض الوقت، ولكن في النهاية هي ستنتصر عالميا وقد تتأخر محليا؛ بسبب أولئك المصرين على العيش في تخلف الحضارة! ولن ينجح في النهاية أو معظم الوقت! ربما لو كان المشرف على المقالات امرأة لاختلف الأمر! وقد تدور عجلة تطبيق القوانين وظهورها بدرجة أسرع لصالح المجتمع، وقد تكون أكثر تفهما لحقوق المرأة ودورها الحساس! وربما كانت حينها ستنفك عن عقدة سي السيد «المسيطر»! ويهدأ باله! ربما لأن الرجل حينما رأى شطارة المرأة وصعودها العلمي والثقافي بات متوجسا، وخائفا على منصبه، الذي ربما وصل إليه بالقليل من الجهد والتعليم! فالرجال الحقيقيون عموما، أولئك المتعلمون، والمثقفون ممن على درجة عالية من التعمق في الأديان، ويدركون ضرورة المساواة وأهميتها بإعطائها جميع الحقوق، التي تساهم في تطور المجتمعات وتقدمها بأن يكون هؤلاء واثقين بأنفسهم، ولا يخافون أن تستبد المرأة وتأخذ مناصبهم منهم! وأنهم يساعدون المرأة دائما ولا خوف من ذلك! أما الضعفاء الخائفون من محدودي التعليم، وغير الواعين بالثقافة العامة، والمتشددين من دون التعمق الوجداني في التعرف إلى حقائق الأمور الحياتية والدينية فأولئك يعارضون أي تقدم للمرأة ودائمو العبث في البحث في زوايا الأديان والمذاهب لاستخراج الفتاوى، والفتات من الأحكام لتكبيل المرأة بها! تلك الفتاوى غير الصحيحة والمقولات التي لا قيمة لها أساسا! وضعيفة المنشأ والتكوين. هؤلاء «أنصاف المتعلمين» كارثة هذه الأمة التي ابتليت بهم، منهم من يحاول أن يكون رجلا بإجهاض حقوق تلك الإنسانة الرقيقة الوادعة ومنهم من يحسد حتى الرجال الذين أرفع منه تعليما ومنصبا! ومنهم من يرى الضعف الجسدي للمرأة ويستغل ذلك في زيادة تحكمه ويعطيه القوة الكاملة للسيطرة عليها وهضم حقوقها! فتراه متشددا في بيته مع نسائه وأخواته وبناته... ويريهن المرّ في السيطرة والهوان اللذين يحصل من خلالهما على تلك النشوة الغريزية من السادية والانتصار! على رغم مما قد تسببه تلك التصرفات من تدمير وتأذية لمن حوله! إني أعتقد أن تساهل المعتدلين، ومحاولة احتواء المتشددين وإقناعهم بالعدول عن ذاك التشدد، قد تتسبب ربما بزيادة عنادهم وإصرارهم على الرجوع بدفة الزمان إلى الوراء والتخلف! ولابد من حركة واضحة وقوية يقوم بها المعتدلون لتصحيح الأوضاع المقلوبة ضد المرأة وإعطائها جميع حقوقها الحضارية! ولتذكيرهم أن الله سبحانه وتعالى قد ساوى بين المؤمنين والمؤمنات في كل فِقرة من كتابه الكريم

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 1917 - الأربعاء 05 ديسمبر 2007م الموافق 25 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً