العدد 1922 - الإثنين 10 ديسمبر 2007م الموافق 30 ذي القعدة 1428هـ

فوضى «الدبلوماسية»

منصورة عبد الأمير mansoora.amir [at] alwasatnews.com

قبل نحو عقد من الزمان كان مساء المنطقة الدبلوماسية لا يشبه مساء أيٍّ من مناطق البحرين وشوارعها، على الأقل تلك التي تتمتع بالأهمية ذاتها. هو أيضا لا يشبه صباحها بأي حال. في المساء حين تسوق سيارتك طائفا بها، تكاد تلمس ما تعيشه تلك المنطقة من هدوء وسكينة حالمة. مبانيها التي تطل على البحر كانت تحمل جاذبية وسحرا مميزين. شوارعها المنظمة بسائقيها المهذبين كانت تشكل جاذبية أخرى لا يمكن أن تقاوم.

نعم، كان الازدحام لصيقا بها منذ البداية، وكانت الحاجة إلى السواقة فيها نهارا يعني وجع دماغ، فشوارعها بالسيارات والمواقف شحيحة!

اليوم لا وجود لصورة «الدبلوماسية» الحالمة الناعسة على ضفاف الخليج. الدبلوماسية اليوم ليست هي التي نعرفها. إنها بقعة من بلد آخر، استُورِدت بكل مساوئها. البحر جافاها، وأصبح بعيدا بعيدا عنها، وتكاد المسافة بينها وبينه تطول يوما بعد آخر. شوارعها الناعسة ليلا ما عادت كذلك. صعوبة المرور بها نهارا تحوّلت إلى استحالة. المواقف لم تعد شحيحة بل ضربا من ضروب الخيال.

تبدلت الصور، السائقون الحالمون تحوّل كثير منهم إلى آخرين لا يملكون أيا من الإحساس أو الذوق. رجال المرور هم أنشط من تراهم في الصورة، لا همّ لهم سوى مراجع وزارة أو مؤسسة ما «متورط» أخذه حظه التعس لتلك البقعة المُستورَدة. واضطره تغير وجه الدبلوماسية إلى إيقاف سيارته في أي مكان، أو موظف «تعس» لم يجد موقفا أكثر معقولية من ذلك ليركن سيارته بعيدا عن العيون، وليسارع إلى مكتبه الواقع في إحدى عمارات تلك المنطقة. كلاهما كان رجل المرور له بالمرصاد مسجلا مخالفة هنا وأخرى هناك. بعض موظّفي الدبلوماسية الآن يتنافسون فيما بينهم في عدد المخالفات التي «يفوزون» بها!

ماذا حدث للدبلوماسية؟ لماذا فقدت ملامحها الجميلة؟ لماذا فقدت جاذبيتها؟ هل هو اللاتخطيط لكل شيء ومن قبل جميع الإدارات الحكومية المعنية، وهو الذي تفوح رائحته دائما بعد أن «يفر الديك»؟ من يمكن أن يكون الملام؟ أملاّك المباني، التي يعود جزء كبير منها إلى الدولة، الذين لم يخططوا لإقامة مواقفَ كافيةٍ لمستخدمي هذه المباني أم إدارة المرور ووزارة «الأشغال»، اللتان لم تنسقا بشكلٍ كافٍ لتقدّم الأولى توقعات «مستقبلية» بأعداد السيارات الداخلة والخارجة من المنطقة في غضون سنوات أم وزارة «الأشغال» التي كانت عليها أن تدرك أن شوارع الدبلوماسية لا تتناسب وحجم الدور المنوط بالمنطقة. هذه الوزارة التي يجب عليها أن تعي اليوم أن حجم الازدحام والفوضى اللذين يعمان المنطقة لا يحتملان أن يتم تكسير شوارعها بحجة إصلاح أو تعديل أو تطوير، لا يشهده المواطن، ويشكّل عاملا آخرَ في زيادة الفوضى.

إقرأ أيضا لـ "منصورة عبد الأمير"

العدد 1922 - الإثنين 10 ديسمبر 2007م الموافق 30 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً