العدد 195 - الأربعاء 19 مارس 2003م الموافق 15 محرم 1424هـ

ضرر اضافي يلحق بحكومة بلير

إن فشل الحصول على قرار ثانٍ في مجلس الأمن سيهدد حزب العمال طبعا ويغضب الرأي العام بدرجة كبيرة. ولكن بمجرد بدء العمليات العسكرية. فإنه من المحتمل استعادة تأييد الرأي العام.

إن حربا قصيرة تؤدي الى تحرير الشعب العراقي المعترف بالجميل ستكون مبررة بعد انتهائها. وقد تكسب بلير المزيد من الاحترام والتقدير لشجاعته في تحدي منتقديه. وعلى خلاف بعض الأعمال العلنية التي قام بها أثناء فترة رئاسته الأولى فقد أظهر ثقة ومرونة في عرض قضيته أمام جمهور يتسم بمواقفه العدائية التي لا تنم عن احترام في برنامج Newsnight وأمام الشباب المشكك في برنامجMTV وأمام النساء اللائي يعارضن الحرب في برنامج «الليلة مع ترف ماكدونالد».

لقد تعلم بلير الكثير من تاتشر: ليس سياساته بل طريقة عمل السياسة. إنه يعرف أنه بعد أن وقع في الشرك بتأييده للرئيس بوش في قضية العراق فإنه يمكن كذلك أن يحصل على بعض الثقة لموقفه الثابت من القضية.

ولكن ذلك لا يعني أنه سيخرج من هذه الأزمة سليما. إن الضرر الذي سيلحق ببلير سيكون كبيرا حتى اذا كانت الاصابات قليلة وكان التأثير السلبي للحرب على الدول العربية والاسلامية الأخرى بسيطا. ولن يكون كلير شورت الوزير الوحيد الذي يقدم استقالته. ان أكثر من نصف حزب البرلمانيين يمكن أن يصوت ضد الحكومة ولربما يكون هناك تحد على زعامة الحزب الخريف المقبل.

ولا يبدي أعضاء حزب العمال شعورا بالمحبة تجاه بلير. أما أعضاء حزب المحافظين فهم في حيرة من تصرفاته ويشعرون بالضيق من أساليبه التي تتسم بالمراوغة. ولكن الهجوم اللاذع يأتي من أعضاء حزبه بسبب سياساته بالنسبة للمدارس والجامعات ثم العراق التي أصبحت على رأس القائمة.

ومازال أعضاء حزبه حتى الآن متسامحين معه لأنه يكسب الانتخابات لهم، لذلك فإن الضرر الاضافي الذي سيلحق بقضية بلير - وإلى حد أقل - بمكانة حزب العمل سيكون خطيرا. لذلك فإن القضية المهمة هي مدى تراجع الشعور المعادي للحرب - الذي بدأ يمتد الى ما وراء حزب العمال - بعد انتهاء الصراع ومازالت الطريقة التي وضع بلير نفسه في هذا الموقف تشكل نوعا من الحيرة مع المخاطر بأن تتمخض الحرب عن نتائج سيئة. لقد أدى هذا الى التقليل من احتمالات بقائه في منصبه حتي نهاية العام الجاري. ويعتبر بلير جادا في دعمه للعمل العسكري إذ كان موضوع العراق القضية الرئيسية التي ناقشها مع الرئيس بل كلينتون في الاجتماعات الأولى التي عقدها الزعيمان. لقد اعتقد بلير بشكل دائم أن صدام حسين يمثل مشكلة وأبدى استعدادا لاستخدام القوة ضده. وقد بدأ ذلك في ديسمبر/كانون الأول العام 1998 بحملة جوية. لقد كانت مغامرة انجلو أميركية من دون تفويض صريح من الأمم المتحدة ولم تسبب اتفاقا يذكر في الرأي العام. وفي الوقت نفسه قرر بلير بوضوح ان تقربه من الادارة الأميركية يمثل استراتيجية ضرورية لبقائه في منصبه. لقد وقف بجانب الرئيس كلينتون أثناء - الحرج الذي سببته قضية مونيكا لوينسكي إلى الأخير كما وأظهر تصميما على استمرار دعمه للرئيس بوش.

ولكن الضرر السياسي والشخصي الذي لحق برئيس الوزراء البريطاني قد يكون مبالغ فيه. لقد مر بلير بفترات حاسمة وصلت إلى حوالي ثلثي الفترة التي تولى فيها السلطة. وقد أدى ذلك الى اصابته بالإرهاق وبدا عليه الكبر. ولكن الحقيقة أن بلير يحقق نجاحا عندما يعمل تحت ضغط شديد». ويدرك بلير تماما أنه إذا أخفق الاميركيون في الحرب فإنه سيصبح محور حديث في الندوات المستقبلية. أما إذا حقق الاميركيون نجاحا فإنه على يقين بأنه سيبقى في السلطة وسيكون في وضع أقوى من السابق.

خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط

العدد 195 - الأربعاء 19 مارس 2003م الموافق 15 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً