العدد 197 - الجمعة 21 مارس 2003م الموافق 17 محرم 1424هـ

الماسونية الشيطانية مع أسمى مقامات الأساقفة

تصف الماسونية نفسها في موقعها على الإنترنت بأنها «أكبر منظمة غير دينية، أخوية وخيرية في المملكة المتحدة». إذا لماذا يعتقد أسقف كانتربيري الجديد أنها جمعية سرية بأوراق اعتماد روحية مشكوك فيها؟ ولماذا يعتقد روان ويليامز أيضا أن قسيسي كنيسة انجلترا يجب ألا ينتموا إلى الأخوية الماسونية، ووصفها بأنها منظمة متعارضة مع المسيحية. ستلاقي وجهة نظره هذه دهشة من قبل عدد كبير من رجال الدين المرموقين والمسيحيين الذين هم أعضاء في الأخوية الماسونية التي تضم نحو 350000 عضو، والذين نظموا حملة إعلامية ماهرة لمناهضة التشهير بها.

ولدى الماسونيين في انجلترا الآن موقع على الإنترنت هو:

www.freemasonry.net، إذ يقول المحفل الماسوني الكبير في انجلترا إنها ليست «جمعية سرية» ولكن تعقد فقط اجتماعات سرية. ويشير المحفل الماسوني إلى «أن الماسونية لا تحاول أن تحل محل الدين أو تستبدله. وتتطلب الماسونية الإيمان بالله، كما أن مبادئها منسجمة مع كثير من الديانات العظمى في العالم». وأضاف: «هناك عناصر في كنائس معينة تسيء فهم الماسونية، أو تخلط التعاليم العلمانية مع الطقوس الدينية، وان كثيرا من أعضائها انجليكانيون وكاثوليك وربما يفزعون حينما تهاجم الكنيسة الماسونية».

ويعتقد بعض المراقبين أنه في قلب الأخوية الماسونية يوجد اعتقاد شبه ديني فاسد، يرتكز على إله ماسوني يُعرف بـ «جاه ـ بول ـ أون Jah-Bul-on».

وقد ألقى ستيفن نايت الضوء في كتابه «الماسونية» في العام 1948، على الأعمال الداخلية للماسونيين. فكتب قائلا: «لقد تحدثت إلى مجموعة مرموقة من الماسونيين تقدر بنحو 57 ماسوني، وقد سعدوا بحديثي معهم جميعا ولكن أربعة منهم فقدوا رباطة جأشهم عندما قلتُ: ماذا عن (جاه ـ بول ـ أون Jah-Bul-on)؟». وقال متحدث باسم ويليامز حديثا إن كثيرا من المسيحيين يعتقدون أن جاه ـ بول ـ أون يعتبر إشارة إلى «تجسيد الشيطان». وأضاف أن الماسونيين تعهدوا في الثمانينات بإزالة أي مرجع إلى «جاه ـ بول ـ أون Jah-Bul-on» بسبب الإساءة التي يحدثها.

وفي رسالة إلى هوج سينكلير، الرجل الذي استغرق سنوات في التحقيق عن الماسونية، يقول ويليامز: «لديّ هواجس حقيقية عن انسجام مبادئ الماسونية والمسيحية». وقال أخيرا إنه تساءل عما إذا كان من «الملائم للقسيسين المسيحيين الانتماء إلى منظمات سرية»، وعبّر عن «قلقه من المحتوى الروحي للماسونية». كما أثار قضية «حك الظهر» والدين المحتمل الذي ربما يحس به علماؤها نحو الأعضاء الرفاق في الماسونية.

وقد أصبحت العلاقة بين الماسونيين والكنائس الكاثوليكية والإنجليكانية معقدة وفي بعض الأحيان فيها كثير من الشحناء. وقال المتحدث باسم ويليامز: «منذ نهاية القرن التاسع عشر دخل كثير من العلماء الانجليكانيين في الماسونية. في القرن العشرين أصبح عدد من رجال الدين من كبار الماسونيين. وبدأ الناس في الستينات ينقلبون ضد فكر الجمعيات السرية بينما رأى عدد من القسيسين الانجليكانيين أنها من المحتمل أن تكون إلهاما شيطانيا».

واستمر نفوذ الأخوية الماسونية داخل كنيسة انجلترا واعترف الماسونيون بأن كثيرا من رجال الدين والانجليكانيين أعضاء فيها.

ومن رجال الدين الماسونيين في كنيسة انجلترا في الماضي، الأسقف السابق لكانتربري، جيوفري فيشر، الذي رأس كنيسة انجلترا من العام 1945 إلى العام 1961. وقد تقلد منصبا رفيعا متمثلا في القسيس الكبير للمحفل الماسوني المتحد في انجلترا. كما تقلد الكاهن السابق في وورسيستر، روبرت ميلبورن، المنصب الماسوني الرفيع نفسه كأسقف.

وأخبر أسقف يورك السابق، جون هابجوود، المجمع الكنسي العام أنه يعتقد أن الماسونية «اختلاف مركزي معقول وغير مؤذٍ»، وأخيرا أعرب عن رأيه في أنه لا يرى أي تعارض في أن تكون ماسونيا ومسيحيا.

في العام 1987، تفادى المجمع الكنسي العام، الذي يعتبر الهيئة الحاكمة لكنيسة انجلترا، الموضوع عندما اعتمد القسيسون تقريرا ينظر ما إذا كان الجمع بين المسيحي والماسوني ملائما. وقد استنتج فريق عمل أن الماسونيين الذين ينتمون إلى الكنيسة لا يعتقدون أن هناك مشكلة، بينما غير الماسونيين يرون أن هناك مصاعب. ولم يناقش الموضوع منذ ذلك الوقت. وفي مرحلة ما تم حظر الكاثوليك من أن يكونوا ماسونيين، ولكن الجانبين لم يعودا متنافرين بشرط انتماء الكاثوليك إلى فرع من الماسونية البريطانية. ويعتقد النقاد أن هذا يعد نتيجة لنفوذ أعضاء الأخوية الماسونية داخل الكنيسة الكاثوليكية.

خدمة الإندبندنت - خاص بـ «الوسط

العدد 197 - الجمعة 21 مارس 2003م الموافق 17 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:47 ص

      الماسونية هم القوة في الارض

      كل شي ماسوني اعرف اسرارهم وعندي اوراق من ماسوني صار رفيجي

اقرأ ايضاً