العدد 2066 - الجمعة 02 مايو 2008م الموافق 25 ربيع الثاني 1429هـ

أفلام «الأكشن النيابية»!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

ليس بغريب أن يتقدم أحد مخرجي أفلام بوليوود بمقترح لإخراج فيلم هندي من تحت قبة البرلمان البحريني! ولم لا والمخرج يمتلك أفضل المقومات وأفضل السبل، بل ويمتلك أبطال الفيلم من البداية إلى النهاية وقد لا يحتاج إلى الخروج من قبة البرلمان إلا إلى الاستراحة الخارجية؟!

لنعد أدراجنا قليلا ولنسأل: ما الذي يمتلكه المخرج؟ لديه البطل الذي تلوح عليه علامات الشهامة - ربما في الفيلم فقط - ولديه آخرون قد يقفون في وجه مساعي البطل - ربما في الفيلم فقط - ولديه جمع من المتفرجين الذين لا يملكون حولا ولا قوة وكل ما لديهم أنهم يؤيدون البطل عندما يمسك بزمام الأمور وينكثون العهد حين تنقلب الآيات والسحر على الساحر!

ولن يحتاج المخرج إلى إضافة مشاهد دراماتيكية ولا «هوشات» مصطنعة لأن لديه كل شيء، وكأن قبة البرلمان ومرافقها تحولت إلى سوق سمك لا يعرف فيها النواب حدود الكلام ولا يعون توقيت الحديث ولا السكوت، وكأن بعضهم يحاول أن ينهش من لحم الآخر ويتغذى به قبل أن يتعشى الآخر به... ولعل من نافلة القول إن من أساسيات المؤسسة الناجحة أن يكون فيها شيء من التوافق والاحترام المتبادل حتى في حال وجود اختلاف في الرأي، لأن الاختلاف لا يفسد القضية، إضافة إلى وجود توافق على المكتسبات العامة ومصالح الوطن وإلا فإن المؤسسة ستقود إلى غرق من فيها جميعا وسيظل أتباعهم من أبناء الوطن مجرد متشبث بسفينة لا تقي من غرق ولا بلل!

السؤال المحير هو؛ لماذا ينقل النواب الخلافات الموجودة على الساحة المحلية إلى مجلس النواب ويخلطون الموضوعات المهمة بموضوعات جانبية لا يمكن مناقشتها في البرلمان أبدا؟ ولماذا يتدخل بعض النواب في القضايا الحساسة ويؤججون الطائفية بطريقة أو بأخرى وكأنهم تحولوا إلى أوصياء على الشعب، عامة الشعب؟ والمهم من ذلك بحسب وجهة نظري المتواضعة هو ما يجري في المجلس النيابي من تعاطٍ غريب مع بعض الملفات المطروحة كملف السواحل والأراضي وغيره، إذ نستطيع أن نجزم ونبصم بالعشر بأن بعض النواب يأتون إلى الجلسات من دون أن يحضروا ما الذي سيقولونه وينتظرون أن ينزل عليهم الكلام من السماء!

نقول لنوابنا الإسلاميين: اتقوا الله في شيبتكم. وللوطنيين: اتقوا الله في أوطانكم، وإن كانت الصفتان كلتاهما لا تنفيان عن صاحبهما الصفة الأخرى... ونقول: لا نريد مسميات كنواب الشعب ونواب الحكومة، ولا كتلة ولا أخرى، بل نريد نوابا يعملون من أجل الناس، كل الناس، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 2066 - الجمعة 02 مايو 2008م الموافق 25 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً