العدد 2096 - الأحد 01 يونيو 2008م الموافق 26 جمادى الأولى 1429هـ

الكهرباء التي «لن تنقطع»

عبدالله الميرزا abdulla.almeerza [at] alwasatnews.com

أنتم لوحدكم تتحملون مسئولية انقطاعات الكهرباء المستمرة في الصيف منذ أكثر من 5 أعوام، لأنكم فجأة ومن دون سابق إنذار قمتم بإضافة أعباء زائدة على التيار في منازلكم من دون استئذان الهيئة (الوزارة سابقا)، ما أوقعها في مأزق «الاثنين الأسود» الذي لم تخرج من مستنقعه إلى الآن.

مكيفاتكم وأجهزتكم الكهربائية القديمة ومتدنية الجودة واستهلاككم الذي يفوق استهلاك «ناطحات السحاب» التي تملأ أرجاء البلاد كان كافيا لاستمرار وتيرة الانقطاعات، فلماذا تشكون من الحر؟ إما أن تصمدوا أو توفروا قليلا من معونة الغلاء (إن كنتم حصلتم عليها) لتشتروا مكيفات عالية الجودة وتقللوا من الضغط على محطاتنا الحديثة ذات الكفاءة العالية.

هذا ما تريد أن تقوله وزارة الكهرباء للمواطنين متوسطي ومحدودي الدخل عبر تصريحات مسئوليها التي افتتحت الموسم متزامنة مع انقطاعات كثيرة مبكرة فندت استبعاد الرئيس التنفيذي لهيئة الكهرباء والماء مجيد العوضي حدوثها في 90 في المئة من مناطق البحرين، ليتدارك بعده رئيس قسم الإعلام والتوعية في إدارة ترشيد الكهرباء والماء عباس الخياط الأمر قبل يومين بإلقاء اللوم على المواطنين وتحميل 50 في المئة منهم على الأقل أسباب الانقطاعات الكهربائية، «لأن البحرين قادرة على تغطية الطلبات المرتفعة من الطاقة يوميا»! فلا يدري المتضررون من الانقطاعات أين هي هذه القدرة على التغطية المزعومة.

من الأَولى بالترشيد؟

النمط القديم من التبريرات الذي سلكته الوزارة منذ العام الماضي كان يرتكز على ردود «الأحمال الإضافية» التي كانت جاهزة لمجابهة أية شكوى، حتى أن بعض المحررين في الصحافة كان يعلق بالقول: كنت أحرر ردود وزارة الكهرباء وأنا «مغمّض» لأنها تأتي في غالبيتها «مُعلّبة» ولا أدري كيف عرفت الوزارة بإضافة كل هذه الأحمال، فليس من المعقول أن لديها مخابراتها الخاصة!

أما بعد أن سئم الناس من تلك الردود المتكررة فإن الاتجاه الجديد ينحو كما يبدو إلى تحميل أجهزة التكييف ذات الكفاءة المتدنية السبب، إذ تقول الوزارة في أكثر من مورد إن تشغيلها يتسبب في زيادة نسبة استهلاك الكهرباء ما يؤدي إلى زيادة كلفتها التشغيلية.

حملات الترشيد التي تقوم بها الهيئة بلا شك أنها جديرة بالدعم والتشجيع لأنه مهما يكن السبب فإن تعرف المواطنين على الطرق الصحيحة للاستخدام السليم للكهرباء يساعد في تقليل الضغط، ولكن ما يثير حفيظة المواطنين العاديين هو تحميلهم الجزء الأكبر من عبء الضغط في حين يرون أن الهيئة تكاد تغض الطرف عن استهلاك البنايات الاستثمارية الضخمة التي دخلت على الخط للكهرباء. وتصريح رئيسة قسم ترشيد استهلاك الكهرباء رنا سلوم لـ «الوسط» يوم أمس بأن النمو السنوي في الطلب على الطاقة تضاعف تقريبا في السنتين الأخيرتين من نحو 6 إلى 12 في المئة يستدعي التوقف عنده كثيرا، فما الذي ضاعف هذه النسبة؟ هل هي المكيفات متدنية الجودة فقط؟ وإذا كان كذلك فلماذا لا تتبرع الهيئة باستبدال جميع هذه المكيفات بأخرى عالية الجودة، وخصوصا أنها لا تكون إلا لأسر محدودة الدخل؟!

هيئة أم وزارة... لا فرق

عوّل بعض المواطنين ومازالوا على تحوّل الوزارة إلى هيئة، وتسليم الإشراف المباشر عليها إلى الوزير فهمي الجودر، بأن يخفف على الأقل من وطأة الانقطاعات الصيفية، فيما جزم آخرون أن الأمر لا يعدو كونه تكتيكا سياسيا يخلص الوزير السابق من الاستجواب. وبين الطرفين يبقى الأمل يحدو الجميع أن يسيطر الوزير على زمام الوضع بعد انتكاسات لم تفلح الإدارات السابقة في تجاوزها، وربما نلتمس العذر للوزير الجودر هذه المرة لأنه مازال حديث عهد بالهيئة، ولكن أبدا لن يقبل عذره أحد لو استمر الأمر على ما هو عليه في الأيام المقبلة.

من يأتي من العمل مرهقا أو من لديه طفل رضيع أو شاب مبتلى بضيق التنفس أو عجوز مريضة لن تهدئ روعه تطمينات المسئولين وتبريراتهم لو انطفأت الكهرباء عنه لساعات طويلة. فرحمة بهؤلاء قبل أن تقتلهم انقطاعاتكم ثم تحملونهم «50 في المئة» من السبب.

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"

العدد 2096 - الأحد 01 يونيو 2008م الموافق 26 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً