العدد 2151 - السبت 26 يوليو 2008م الموافق 22 رجب 1429هـ

سؤال «وقح»

عبير إبراهيم abeer.ahmed [at] alwasatnews.com

يقول بعض الناس إنهم حينما يتوجهون بطلب العمل إلى (بعض) الجهات بمختلف تسمياتها وتخصصاتها، فإن (بعض) الموظفين يبادرونهم بسؤال «وقح» لا معنى له ولا يمكن أن يفسر في حال أتى بغير المرجو إلا بأن «الطائفية» تعشعش في هذه الوزارة أو هذه الجهة الخدمية... السؤال يقول: «هل أنت شيعي أم سني؟»!

قد نصدق الخبر و(نؤكد) وجود «الطائفية» في تلك الجهة أو تلك وفقا لمعطيات و«فضائح» كثيرة تطل علينا بين يوم وآخر وتنشر للعلن... ولكن، أن يبادرك أحد بالسؤال «الوقح» ذاته وأنت قاصد محلا ما لشراء وجبة طعام، فهذا ما لا يقبله العقل بتاتا!... حدث معي هذا، وأجبت السؤال على مضض، فقط لأعرف المغزى من السؤال، فلم أجد أي شيء سوى علامات دهشة وغالبا «استنكار» ارتسمت على ملامح الشخص السائل، ففي النهاية حصلت على مبتغاي من الطعام ولكني خرجت محملة بـ «الشكوك» في الشخص وفي وجبة الطعام التي سلمني إياها بيده!

إذا، من الطبيعي أن ترافق السؤال حالة من الشك، وخصوصا إن قيل في «غير موضعه» و «من دون مناسبة»، وأن يصل الحد بـ «الطائفية» لأن تطول طعامنا، فلا يأكل الشيعي من طعام السني والعكس صحيح، فتلك والله طامة كبرى نأمل من الله أن ينجينا منها. هل تتخيلون أنفسكم وأنتم (مذاهب) على أرض واحدة تحملون جنسيتها أن تعيشوا متوجسين يخاف بعضكم بعضا، أمور حياتكم كلها محصورة في جماعتكم فقط، تترقبون الموت على يد أي فرد من خارجها؟ بئس الحياة تلك، وكما قال الشيخ صلاح الجودر «الطائفية نقيض الوحدة والتعايش والأمن والاستقرار، يمكن لأي شعب أن يعيش في ظل مفاهيم الإثنيات والعرقيات ولكن لا يمكنه العيش في ظل تأجيج طائفي أو مذهبي».

إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"

العدد 2151 - السبت 26 يوليو 2008م الموافق 22 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً