العدد 2177 - الخميس 21 أغسطس 2008م الموافق 18 شعبان 1429هـ

«الوسط» تستطلع آراء الجالية الباكستانية في البحرين بشأن استقالة مشرف

المنامة - محرر الشئون المحلية 

21 أغسطس 2008

«تباينت الآراء والحكم واحد»، ذلك ما يمكن إطلاقه على اختلاف وجهات النظر عن استقالة الرئيس الباكستاني برويز مشرف، فبعض منهم حزن وغضب جرّاء استقالته، وأعدّوا ذلك بداية انتكاسة جديدة لباكستان، والبعض الآخر هلّل واستبشر، وأقاموا الاحتفالات في مناطق عدة فرحا باستقالة مشرف.

«الوسط» استطلعت آراء بعض الباكستانيين في البحرين عن استقالة برويز مشرف، وعن شعورهم بعد استقالته، وعمّا إذا كانت باكستان ستنعم بأوضاع أفضل مما كانت عليه إبّان حكم مشرف، أم أنها ستبقى كما كانت عليه سابقا.

محمد أكرم الذي مضى على وجوده في البحرين أكثر من 25 عاما، يعمل في مجال بيع الذهب، يصف مشرف بالشيطان، فهو على علاقة وطيدة مع أميركا وينفذ الأوامر التي يمليها عليه الرئيس الأمريكي جورج بوش، على حد قوله.

مشرف قتل 1000 شخص

ولا يتوقف وصف أكرم لمشرف عند ذلك الحد، بل يقول: «إذا كان صدام رجل واحد وقتل آلاف الأبرياء في العراق، فإن برويز مشرف يعادل 100 صدام، فلقد ساعد في قتل 1000 شخص في باكستان صغارا وكبارا، وذلك عندما أطلق الغازات السامة (الكيماوي) في مدرسة الحمراء الإسلامية».

ويضيف «يفتخر مشرف أنه جعل الباكستانيين يستخدمون الهواتف النقالة، ونسي أن الفخر في التعليم، فهو قوة كل بلد».

ويختتم حديثه بالقول: «إننا في باكستان ظُلمنا كثيرا، ونستحق رئيسا عادلا يلبي مطالبنا». ويشاطره الرأي محمد منير الذي يعمل في صالون حلاقة رجالي إذ يؤكد: «فرحت كثيرا عندما سمعت بخبر استقالة مشرف، فهو طوال فترة حكمه لباكستان لم يسع لمساعدتنا وتحسين أوضاعنا».

ويضيف منير الذي يشتري صحيفة «اُردو ينوز» الباكستانية في صباح كل يوم ليطلع على أخبار بلاده: «أصبحت المعيشة في باكستان غالية جدا وأسعار المواد الغذائية ارتفعت، لكن مشرف لم يحرك ساكنا».

لن تتحسن باكستان بعد مشرف

أما محمد عبدالعظيم الذي ارتسمت على وجهه ملامح الغضب والحزن على استقالة مشرف فيصرح قائلا: «برويز مشرف وفّر للشعب الباكستاني ما يريدون، وأصلح الشوارع بعد أن كانت غير معبّدة».

وعندما سألناه عن الرئيس الذي يتمنى أن يحكم باكستان بعد مشرف أجاب وبلهجة حادة وصوت مرتفع: «باكستان لن تتحسن أوضاعها بعد مشرف، فكل رئيس جديد سيدمّر باكستان».

«الحكومة كانت تسير في المسار الصحيح، ولم أفرح باستقالة مشرف»، ذلك ما يبينه شوكت علي الذي يعمل في إحدى ورش الذهب في المنامة.

ويشير علي إلى أن الخطأ الوحيد الذي ارتكبه مشرف هو حديثه عن أميركا في كل خطاباته، فهو ينفذ الأوامر التي تعطيها إياه أميركا.

أنا الآن بحريني!

يقف وراء طاولة في محل للخياطة الرجالية، ويرتدي نظارة طبية كبيرة الحجم، ذلك هو رياض أحمد الذي كانت زيارته لباكستان في العام 2003 من أجل العلاج هي الأخيرة، فهو يقرّ أن باكستان كانت تعيش في وضع جيد، فالغذاء متوافر وكل شيء فيها يسير بسلام، لكن دخول الجماعات المختلفة فيها جعلها تنتكس.

ويوضح أحمد أن برويز مشرف كان لوحده يدير حكم باكستان، لكن الآن معه أطراف أخرى، والمشكلة أن كل طرف يفكر بطريقة تختلف عن الآخر.

ويأمل أحمد في أن تأتي حكومة عادلة تعوّض الشعب الباكستاني عن الظلم الذي تعرض له طوال السنوات الماضية.

وفي خضم الحديث وبابتسامة عريضة يصرح أحمد: «أنا الآن بحريني، وليس لي دخل في باكستان، بلادي هي البحرين، ويهمني ما يحصل فيها فقط».

ومن بين الجولة التي أقامتها «الوسط» كان لها لقاءٌ مع رجلٍ باكستاني في الستينيات من العمر، يجلس خلف طاولة في أحد محلات بيع الأجهزة الكهربائية في المنامة، وفور سؤالنا له عن مشرف أجاب باللغة الإنجليزي (no comment) أي لا تعليق، وعندما أخبرناه أن الأمر غير مخيف، وبإمكانه الإدلاء برأيه بصراحة قال بصوت مرتفع: «أنا لست خائفا من أحد، ولا دخل لي في السياسة، مِمّن أخاف؟».

ولم تكن وجهة نظر الباكستانيين هي الوحيدة تجاه بدلهم، بل حتى الهنود يعبرون عن رأيهم جرّاء ما يحدث في باكستان وعن استقال مشرف، فهذا محمد سراج الدين (هندي الجنسية) يقول إن مشرف مع أميركا ضد شعبه، ودائما ما يأخذ الأموال من أجل تنفيذ الأوامر التي تعطيها إياه أميركا، وبلغة عربية مكسرة يقول: «برويز مشرف نفر مجرم، أي شي بوش يبي هذي يقول إن شاء الله».

وعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر وتباينها بشأن استقالة برويز مشرف والوضع في باكستان، إلا أن الحكم واحد، ومشرف ابتعد عن كرسي الرئاسة، والشعب الباكستاني ما زال ينتظر الرئيس الجديد لحكومته.

العدد 2177 - الخميس 21 أغسطس 2008م الموافق 18 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً