العدد 2177 - الخميس 21 أغسطس 2008م الموافق 18 شعبان 1429هـ

الخارق بولت يكرس نفسه أعظم وأسرع عداء في التاريخ

عندما حطم العداء الأميركي الأسطورة مايكل جونسون الرقم القياسي العالمي في سباق 200 م مسجلا رقما خرافيا مقداره 19.32 ثانية في اولمبياد أتلانتا العام 1996، أكد النقاد ان رقمه سيصمد طويلا وربما لن يتمكن احد في السنوات الخمسين المقبلة من تحطيمه. بيد ان الجامايكي اوساين بولت أسقطه بعد 12 عاما وأمام ناظري جونسون بالذات في استاد «عش الطائر» أمام 90 ألف متفرج.

وسيصمد رقم بولت الجديد طويلا إلا عندما يقرر بنفسه ان يكسره مرة جديدة، لان أحدا لا يستطيع ان ينتزعه منه.

وكان جونسون أشار عشية السباق ان بولت سيحطم رقمه القياسي في المستقبل، بيد انه أشار الى ان الأمر لن يحصل في بكين وقال بالحرف الواحد: «سأصاب بصدمة إذا نجح في ذلك في بكين».

ووقف جونسون الذي يقوم بالتعليق على السباقات لإذاعة «بي بي سي» مشدوها عندما شاهد بأم العين الشاشة العملاقة تشير إلى الرقم 19.30 ثانية في الملعب، أي اقل بجزأين من الثانية عن رقمه القياسي العالمي. ولم يتردد جونسون بالإشادة بما حققه بولت وقال: «انه سوبرمان الثاني»، وأضاف «عندما رأيت انطلاقته قلت (يا الهي)، كانت انطلاقته في سباق 200 م أفضل منها في سباق 100 م».

وأضاف «انه سباقه المفضل وكان يريد ان يحقق شيئا خلاله يبقى في الأذهان طويلا وهذا ما حصل. انه رائع».

وأوضح «لم أرشحه لتحطيم الرقم هنا في بكين؛ لأنني اعتقدت انه لن يمكنه العمل للحفاظ على وتيرة السرعة نفسها طوال السباق، كنت مخطئا».

يذكر ان جونسون عندما حطم الرقم القياسي العالمي في سباق 200 م، كان الأخير صامدا أيضا لفترة طويلة منذ العام 1979 بحوزة الايطالي الشهير بييترو مينيا ومقداره 72ر19 ثانية.

وشاءت الصدف ان يحقق بولت انجازه عشية عيد ميلاده الثاني والعشرين الذي يحتفل به اليوم، وقد صدحت في الملعب أغنية «عيد ميلاد سعيد» اثر انتهاء السباق، وقد انشدها الحضور واقفا تحية للبطل.

وعادة، ينتظر المحتفل بعيد ميلاده الهدايا من ضيوفه، بيد ان بولت قرر ان يقدم أغلى هدية لنفسه من خلال الذهبية والرقم القياسي العالمي.

ولم يكن بولت تاسع عداء فقط ينجح في إحراز الثنائية والأول منذ الأميركي الأسطورة كارل لويس في اولمبياد لوس انجليس العام 1984، بل انه أصبح الوحيد الذي نجح في إحراز ذهبيتي السباقين وتحطيم الرقم القياسي العالمي فيهما، حتى العداء الأميركي الفذ جيسي اوينز الذي فاز بالسباقين في اولمبياد برلين لم ينجح في تحقيق هذا الانجاز.

وقال بولت عن انجازه: «كنت أدرك قدرتي على تحطيم الرقم وبالركض بسرعة كبيرة، لأنني حققت أرقاما ممتازة هذا الموسم، لكن أيضا لم يكن الأمر مضمونا وخصوصا بعد خوضي سباقات عدة في الأيام الأخيرة».

وكشف «قلت في قراره نفسي إذا أردت ان أحطم الرقم القياسي علي ان افعل ذلك هنا في بكين لان أرضية الملعب سريعة جدا».

وأضاف «لقد صدمت نفسي، وصدمت العالم»، وتابع «كان حلمي ان أحطم الرقم القياسي العالمي منذ فزت باللقب العالمي للشباب عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري، انه سباقي المفضل، انه حبي الأول».

لقد حسم بولت السباق بفارق 0.66 جزءا في الثانية عن اقرب منافسيه بعد استبعاد الثاني والثالث لارتكابهما مخالفة، وهو اكبر فارق في تاريخ هذا السباق منذ انطلاق الألعاب الاولمبية الحديثة.

وخلافا لسباق 100 م عندما خفف من سرعته النهائية في الأمتار الأخيرة وفتح ذراعيه بعد ان ضمن الفوز، فانه بذل جهدا خارقا من اجل تحطيم الرقم القياسي وعندما اجتاز خط الوصول نظر عن يساره إلى اللوحة التي تشير إلى الرقم الذي سجله فتبين له انه اسقط رقم جونسون الخرافي.

لقد أذهل بولت جميع منافسيه وقد لخص هذا الأمر العداء تيم كولينز من سانت مكيتس ونيفيس بطل العالم العام 2003: «بولت ليس كائنا بشريا عاديا، انه يجسد السرعة».

وأضاف «عندما تبذل جهودا خارقة للحاق به وترى ان جميع هذه الجهود لم تؤد إلى نتيجة، تصاب بالذهول، انه واقع مرير».

أما والاس سبيرمون فقال: «لقد نظرنا إلى بعضنا البعض مشدوهين، وكأننا نقول انه حقا مدهش».

إذا كان بولت استحق لقب أسرع رجل في العالم بعد فوزه في سباق 100 م، فالحري ان يطلق عليه لقب أعظم عداء في التاريخ بعد انجازه في سباق 200 م.

«بوما» لم تطلب من بولت عرض حذائه

أكد مدير شركة بوما المتخصصة في الألبسة الرياضية يوشين زايتز ان الأخيرة لم تطلب من العداء الجامايكي يوساين بولت ان يعرض الحذاء المذهب الذي ارتداه خلال فوزه بذهبيتي سباقي 100 م و200 م ضمن اولمبياد بكين 2008، أمام عدسات الكاميرات خلال احتفاله بانجازه التاريخي إذ أصبح أول عداء ينجح في إحراز اللقبين الاولمبيين في دورة واحدة منذ ان فعل ذلك العداء الأميركي الشهير كارل لويس في اولمبياد لوس انجليس العام 1984.

واشر زايتز الموجود حاليا في العاصمة الصينية ان أحدا من الشركة الألمانية لم يطلب من بولت ان يقوم بحمل الحذاء وعرضه مباشرة على الهواء، مضيفا في حديث لوكالة «فرانس برس»: «بل فعل هذا الأمر لأنه ممتن لبوما. انه ممتن كثيرا لنا لأننا جعلنا منه بطل حملتنا الإعلانية لاولمبياد بكين 2008 من دون ان نكون على دراية بما سيحققه هنا».

وكانت صحيفة «هيرالد تيربيون» أثارت الاثنين الماضي هذه المسألة عندما اعتبرت ان بوما قد خططت لهذا العرض الإعلاني. وقد نجحت بوما التي تملكها مجموعة «بي بي ار» (بينو - برانتان - رودوت) الفرنسية، في رهانها «الإعلاني» على بولت لأنه أصبح ابرز نجوم اولمبياد بكين على الإطلاق إلى جانب السباح الأميركي مايكل فيلبس الذي حصد 8 ذهبيات في العاصمة الصينية.

واعتبر المحلل الاقتصادي لمؤسسة «ماركت» الألمانية المتخصصة في التسويق الرياضي شتيفان شرورد في حديث لـ»فرانس برس» ان بوما نجحت في اختيارها، مضيفا «لم يدفعوا الكثير من الأموال من اجل يكونوا رعاة الجامايكي لكن العائدات كانت هائلة، لا نتحدث هنا عن الأرقام المالية لكن عن الصورة الإعلانية».

وأشار شرودر إلى ان بولت قد بالغ قليلا لكنه رغم ذلك قام بخدمة كبير للشركة الألمانية التي تعاني للحاق بركب منافسيها اديداس الألمانية ونايكي الأميركية.

واديداس هي الشركة الراعية لاولمبياد بكين وتزود أكثر من 3000 رياضي باللوازم الرياضية إضافة إلى 200 آخرين بماركة ريبوك التي أصبحت تملكها أيضا.

ومن ابرز الرياضيين الذين ترعاهم اديداس، الروسية يلينا ايسينباييفا التي توجت بذهبية مسابقة القفز بالزانة مسجلة رقما قياسيا عالميا هو الرابع عشر لها، والسباحة الألمانية بريتا شتيفن التي ظفرت بذهبيتي سباقي 50 م و100 م حرة.

على الصعيد الرياضي، كانت نايكي الخاسرة الأبرز لان بطل حملاتها الإعلانية المكثفة جدا الصيني ليو جيانغ بطل العالم لسباق 110 أمتار لم يصل حتى إلى نهائي هذا السباق بسبب إصابة تعرض لها خلال التصفيات ودفعته للانسحاب.

روغ: على بولت احترام منافسيه

أعلن رئيس اللجنة الاولمبية الدولية البلجيكي جاك روغ أمس (الخميس) انه يتعين على الجامايكي اوساين بولت، حامل ذهبيتي سباقي 100 م و200 م ورقميهما القياسيين في دورة الألعاب الاولمبية الحالية في بكين، ان يكنّ المزيد من الاحترام إلى منافسيه.

وأشاد روغ أولا بانجاز بولت، وقال: «بولت يتفوق كثيرا على منافسيه وإذا حافظ على ذلك فبإمكانه تحقيق انجازات مهمة. انه يذكرنا بجيسي اوينز في سنوات الثلاثينات» في إشارة إلى تألق العداء الأميركي اوينز في اولمبياد برلين العام 1936 (اكرر 1936) عندما نال 4 ذهبيات في سباقات 100 م و200 م والتتابع 4 مرات 100 م ومسابقة الوثب الطويل».

وأضاف «يتعين على بولت ان يكون أكثر نضجا، انه عداء شاب (22 عاما) لكن يجب ان يكن المزيد من الاحترام إلى منافسيه. سيكون ذلك ضمن الروح الرياضية للألعاب الاولمبية».

وتابع «يجب ان يصافح منافسيه بعد نهاية السباق. صحيح ان عمره 22 عاما وسيتعلم في المستقبل. ليس هناك أية مشكلة لقيامه بحركات استعراضية قبل انطلاق السباقات، لكن مصافحته لمنافسيه أو مواساة بضربة على الكتف بعد نهاية السباق ستجعل تصرفه رائعا».

وأكد روغ «سيكون الأمر رائعا عدم العمل بعبارة (الحق بي إذا أمكنك ذلك)»، في إشارة إلى تصرف العداء الجامايكي في نهاية سباق 100 م عندما خفف من سرعته قبل 20 م من نهاية السباق وفتح ذراعيه ليضرب بكفيه على صدره في حركة يمكن اعتبارها بمثابة استخفاف بباقي منافسيه السبعة.

يذكر ان بولت بات أول عداء ينجح في إحراز اللقبين الاولمبيين لسباقي 100 م و200 م في دورة واحدة منذ ان فعل ذلك العداء الأميركي الشهير كارل لويس في اولمبياد لوس انجليس العام 1984. بيد ان بولت حقق انجازا فريدا من نوعه كونه نال اللقبين الاولمبيين مع تحطيمه للرقمين القياسيين العالميين للسباقين معا.

العدد 2177 - الخميس 21 أغسطس 2008م الموافق 18 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً