العدد 2177 - الخميس 21 أغسطس 2008م الموافق 18 شعبان 1429هـ

رئيس البعثة السورية يعترف بضعف المشاركة في أولمبياد بكين

اعترف رئيس البعثة السورية معتصم غوتوق المشاركة في دورة الألعاب الاولمبية المقامة حاليا بالعاصمة الصينية بكين بضعف المشاركة السورية والعربية في الدورة الحالية، مشيرا إلى وجود أسباب عدة وراء هذا التراجع الواضح في نتائج البعثة العربية بشكل عام.

وأكد غوتوق في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الخط البياني للمشاركة العربية في تراجع مستمر منذ أولمبياد لوس أنجليس العام 1984 وحتى الآن والدليل هو تراجع رصيد الميداليات حتى وصل حاليا إلى عدم الحصول على أية ميداليات.

أضاف غوتوق أن خروج البعثة السورية المشاركة في أولمبياد بكين ليس مفاجأة لوجود فارق كبير في المستوى بين اللاعبين والمنافسين العالميين؛ نظرا لفارق الدعم الموجود في سورية والكثير من الدول العربية عنه في دول أخرى كبيرة.

وأوضح أن الدليل على ذلك ربما ينبع من عدم تأهل رياضات عدة لها

شعبيتها في سورية مثل الملاكمة والمصارعة، اذ فشل أي لاعب فيهما في الوصول إلى أولمبياد بكين كما أن الرياضات التي تأهلت كانت تهدف لاكتساب الخبرة وكذلك تحسين الارقام وليس المنافسة على المراكز المتقدمة.

وعن الأسباب الرئيسية وراء هذا التراجع على مستوى التأهل وكذلك في المشاركة الفعلية بالدورة أكد غوتوق أن السبب واضح للجميع وهو الافتقاد للكثير من عناصر التفوق وفي مقدمتها الدعم المادي والمعنوي وكذلك عدم وجود معايير جيدة لانتقاء المواهب.

أضاف أن افتقاد التقنيات العالية أيضا يسبب هذا التراجع الشديد فجميع

الدول الكبيرة رياضيا تعتمد على تجهيزات وتقنيات عالية ولذلك شهدت

الدورة الحالية تحطيم العديد من الأرقام القياسية، إذ بلغت الأرقام حد الإعجاز وهو ما يؤكد وجود فارق هائل في التجهيزات والتقنيات وهو ما لا يدركه الفكر الرياضي العربي حتى الآن.

وأوضح أنه في الوقت الذي يبحث فيه نجوم العالم عن تحطيم الأرقام القياسية ما زال تأهل الكثير من اللاعبين العرب إلى الدورات الاولمبية معتمدا على الدعوات من اللجان المنظمة أو من خلال التصفيات القارية التي يكون الفائز فيها بعيدا بشكل كبير عن المستوى العالمي.

وأضاف غوتوق أن الكثير من الدول العربية ما زالت تعمل بفكر الثمانينات من القرن الماضي وفاتها مرور نحو 3 عقود من الزمان شهدت الكثير من المتغيرات والتطورات على المستويين العالمي والاولمبي.

وأكد غوتوق أنه على الجميع أن يدركوا الآن أن الرياضة لم تعد منافسة فحسب وإنما تحولت إلى صناعة وتجارة كما تمثل حماية وتحصين للمجتمع من انحراف الشباب وغيرها من عوامل الفساد بين النشء مثل التدخين والمخدرات وربما الإجرام، ولذلك فإن الإنفاق عليها ليس إهدارا لأنه سيعود بالنفع بصور عدة على المجتمع.

وأوضح أن الكثير من الأمور تشغل الشباب حاليا عن ممارسة الرياضة

فالأطفال والشباب ينشغلون أكثر في الوقت الحالي بألعاب الكمبيوتر وغيرها من الأمور التي لن تؤدي لتطور المجتمع ومن ثم يجب توفير الحافز لهؤلاء الأطفال والشباب للاتجاه إلى ممارسة الرياضة.

وأضاف أنه في حال حدوث ذلك فستكون قاعدة الممارسة الرياضية أكبر مما هي عليه الآن ومن ثم سيكون الاختيار من بينها لتشكيل المنتخبات أمرا أكثر سهولة.

ولدى سؤاله عن الطريق إلى ذلك أكد غوتوق أن ذلك لن يتحقق إلا بالتعاون المثمر بين جميع الوزارات فالممارسة الرياضية لا يجب أن تبدأ في سن متأخرة أو من خلال الأندية فالبداية يجب أن تبدأ من المدارس.

وأضاف أنه لابد من وجود تكامل على نحو آخر من خلال توفير التكامل الهندسي والطبي أيضا على سبيل المثال لإيجاد التقنيات الحديثة وكذلك الرعاية الطبية اللازمة لجميع الرياضيين كما يجب إيجاد الدعم المادي بتوفير الإمكانات المالية المناسبة والدعم المعنوي والإعلامي وقد يكون

الدعم من خلال الحافز الدراسي الذي يشجع صغار السن على التوجه لممارسة الرياضة وهو الحافز الذي أتى بعض ثماره في عدد من الدول مثل مصر.

أما بالنسبة للمشاركة العربية في الدورة الأولمبية الحالية فقال غوتوق أن ضعفها يأتي لعدة أسباب منها ضعف الإمكانات والدعم في دول عدة وعدم توافر المواهب في دول أخرى بالإضافة للاختلاف في التفكير والتخطيط عما هو عليه في الدول المتطورة رياضيا.

العدد 2177 - الخميس 21 أغسطس 2008م الموافق 18 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً